* إجلاء دفعة ثانية من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية

دمشق - رامي الخطيب، وكالات

بدأت الأربعاء عملية إجلاء الدفعة الثانية من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق المتوقع أن تشمل إخراج عشرات الأهالي، فيما رصدت "الوطن" معاناة المدنيين في المنطقة جراء نقص المواد التموينية والطبية والمحروقات مع إغلاق المدارس والمساجد، نتيجة القصف العنيف لجيش الأسد بمساعدة موسكو على المدينة، خلال الأيام الماضية، حيث أكد الناشطين الطبيين في تصريحات خاصة أن "الأقبية الخاصة للعائلات مزدحمة، فيما هناك مرضى ينتظرون الموت إذا لم يتم إجلاؤهم، ولا يتناول الفرد أكثر من وجبة واحدة فقط يومياً".



وكانت الأمم المتحدة دعت إلى إجلاء عاجل لأكثر من ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية طارئة ولا يتوفر لهم العلاج في المنطقة المحاصرة.

وبدأت عمليات إجلاء المرضى والمصابين من دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية الثلاثاء بموجب اتفاق مع الفصائل المعارضة المسيطرة في المنطقة، بينما تم اخراج مزيد من الأشخاص الأربعاء.

وأكد مسؤول في الهلال الأحمر في دمشق قام بتسهيل عمليات الإجلاء بدء عملية جديدة الاربعاء.

وفي دوما، تجمع عشرات الأشخاص الذي ينتظرون أن يتم إجلاؤهم عند مركز للهلال الأحمر في وقت مبكر الأربعاء.

وصرح ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام، أكبر فصائل المنطقة، "اليوم هناك إخراج للحالات الطبية للعلاج. سنتابع هذه الحالات حتى إنهاء هذه الحالات وإخراجها للعلاج ثم العودة".

وأضاف دلوان "كلهم مدنيون. هناك 35 شخصا مع مرافقيهم".

كما أوردت وكالة الأنباء السورية أن "وحدات من الجيش العربي السوري تؤمن خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية عبر الممر الأمن المؤدي إلى مخيم الوافدين".

وكان مجلس الأمن الدولي أقر في فبراير الماضي قرارا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً من أجل السماح بإدخال مساعدات طبية وغذائية وإجلاء الحالات الطبية من الغوطة الشرقية.

وغالبا ما يتم في مثل حالات الإجلاء هذه إخراج سكان من مناطق محاصرة لتلقي العلاج وإعادتهم بعد ذلك.

وتم الثلاثاء إجلاء نحو 150 شخصا من دوما في الدفعة الأولى من المدنيين الذين يتم إخراجهم من المنطقة منذ بدء هجوم قوات النظام عليها في 18 فبراير الماضي.

وتستمر معاناة المدنيين في الغوطة جراء نقص المواد التموينية والطبية والمحروقات مع إغلاق المدارس والمساجد، نتيجة القصف العنيف لجيش الأسد بمساعدة موسكو على المدينة.

من جانبه، قال الناشط الطبي أبو شهيد الحوراني العامل في أحد مشافي الغوطة المحاصرة في اتصال مع "الوطن" أن "هناك أقبية مخصصة غالباً للعائلات ولكنها مزدحمة وغير نظيفة وقدم بعض المتبرعين دعماً لها من إنارة وماء وفرش ومولدات ومحروقات، فيما يتناول الشخص وجبة واحدة في اليوم واحيانا يستغني عنها لصالح الأطفال في حالات الفاقة الشديدة وتقوم بعض الجمعيات الخيرية بتوصيل وجبات مجانية للأقبية ويلاحظ تكافل اجتماعي جميل بين الناس هناك ووجد دعم غذائي للرضع والاطفال بشكل خاص".

وأكد الحوراني أنه "بالرغم من شدة القصف الذي شهدته المنطقة فلا يزال أهل الغوطة قادرين على الصمود".

وعن الممرات الإنسانية التي أقامها نظام الأسد بإيعاز من روسيا قال الحوراني، "لم يلاحظ خروج أحد من الغوطة باتجاه دمشق باستثناء طبيبين ذهبا للتفاوض مع سلطات الأسد على قضية إجلاء الجرحى و بنية الرجوع''.

واردف قائلاً "هناك حالات بحاجة ماسة للعلاج خارج الغوطة كحالات القصور الكلوي وأمراض القلب والقثطرة والسرطان وهؤلاء مهددون بالموت اذا لم يتم إجلاؤهم".

وحول التزام نظام الأسد بالهدنة قال الحوارني، "خف القصف في المناطق السكنية عن ما قبل الهدنة باستثناء خروقات أما القصف على الجبهات فلم يتوقف ولم أسمع أصوات خروج قذائف من عندنا باتجاه دمشق".