* "ولاية الفقيه" يحارب الثقافة العربية في الإقليم

* إيران تحرم الأحوازيين من تعلم العربية منذ عام 1935

الأحواز - نهال محمد



يقوم النظام الإيراني بالترويج للثقافة الفارسية في مدارس الأحواز، حيث يجبر النظام المواطنين العرب في الأحواز العربية، وخاصة الأطفال من خلال المدارس، على تعلم الثقافة الفارسية بدلاً من تعلم الثقافة التاريخية العربية للأحوازيين، وفقاً لمصادر أحوازية.

وأوضحت المصادر ان "النظام الإيراني يسعى لزرع فكرة الثقافة الفارسية ومحاربة الثقافة العربية، ومنع تدريسها للتأثير على عقول الأطفال خاصة في المدارس الابتدائية والثانوية".

وكان مدير التعليم والتربية في منطقة الباوي شرق الأحواز العاصمة قد أعلن عن افتتاح أول معرض للطلاب لتدريس الثقافة الفارسية مثل "سفرة هفت سين" في المنطقة العربية من أجل تعزيز الثقافة الفارسية للأطفال العرب في الأحواز.

من جانبه، قال باحث في مجال حقوق الإنسان في الأحواز - رفض ذكر اسمه خشية تعرضه للاعتقال من قبل قوات النظام الإيراني - في تصريحات لـ "الوطن" "يستخدم النظام الإيراني أساليب مختلفة لمحاربة الثقافة العربية في الأحواز، مثل تدريس التاريخ الفارسي بدلاً من التاريخ العربي، وإهانة التاريخ المعاصر والرموز التاريخية الأحوازية وتحديدًا إنكار سيادة الأحواز خلال فترة حكومة الشهيد "الأمير خزعل الكعبي"". وأضاف أن "سياسة النظام الإيراني تركز على تعليم تاريخ وهوية اللغة الفارسية علمياً بحيث يمنع النظام الإيراني العرب من التعلم بلغتهم التاريخية وهي العربية".

وذكر الناشط الحقوقي الأحوازي أن "الغزاة والمحتلين الإيرانيين من خلال استهداف اللغة العربية يريدون استهداف الثقافة العربية. لذلك، فإن الأطفال هم أفضل مجموعة في المجتمعات الذين يمكنهم تعلم اللغة الفارسية لنسيان ثقافتهم العربية. وهكذا، كانت ولاتزال سياسة النظام الايراني تركز علي تعليم الثقافة الفارسية في المدارس في منطقة الباوي في شرق الأحواز العاصمة، وهذه السياسة في الواقع مرحلة بدائية لاستهداف الثقافة العربية من خلال افتتاح اول معرض إيراني لتعلم الهوية الفارسية في مدينة ملاثاني مركز منطقة الباوي في الأحواز".

وقد تم حرمان الأحوازيين العرب من تعلم لغتهم العربية منذ عام 1935، أي بعد 10 سنوات تماما من الاحتلال الإيراني للأحواز. لذلك، وضع الشاه محمد رضا بهلوي نظامًا للتعليم في إيران، وهو فقط لتعلم اللغة الفارسية كلغة رسمية في إيران، بما في ذلك في الأحواز، وإنكار تدريس جميع اللغات الأخرى، بما في ذلك اللغة العربية للشعوب غير الفارسية في إيران.

واستمرت هذه السياسة "سياسة حرمان الشعوب من تدريس بلغتهم وثقافتهم" حتى الثورة في عام 1979، لذلك قدم النظام الجديد قانونًا دستوريًا جديدًا أضاف المادة 15 و19 إلى جميع الناس في إيران، بما في ذلك العرب الأحوازيين. وكلتا المادتين تعطيان الناس الحق في الدراسة بلغتهم وتعلم ثقافتهم. ومع ذلك، كلتا المادتين غير مفعلتين منذ ذلك الوقت.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، وعد النظام الإيراني بتفعيل هاتين المادتين، حتى وعد الرئيس السابق محمد خاتمي في عام 1997 بتفعيل المادة 19 فقط لمنح الناس إنشاء مجموعات ثقافية لكل مجموعة عرقية في إيران. ومع ذلك، لم يتم تأسيس أي مجموعة ثقافية رسمية في الأحواز باستثناء أولئك الذين ينتمون للنظام الإيراني. وهكذا، بعد الانتفاضة الشعبية في الأحواز في عام 2005، ألقى النظام الإيراني القبض على عدة نشطاء ثقافيين من الأحواز، وحُكم على بعضهم بالسجن لمدد طويلة، وتم إعدام بعض من النشطاء.

وبالإضافة إلى ذلك، بعد أن تولى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الرئاسة في إيران في عام 2005، قام بتغيير الأسماء العربية للعديد من المدن إلى أسماء فارسية مثل تغيير اسم مدينة القابندية إلى بارسيان، وتم حرمان الأحوازيين من الأنشطة الثقافية العربية في المدينة التي تقع في الساحل الشرقي الأحوازي. وعندما أصبح حسن روحاني رئيساً في إيران، أصبحت سياسة تدريس الثقافة الفارسية مثل "سفرة هفت سين" شائعة في المدارس الأحوازية من أجل تعليم الثقافة الإيرانية لأطفال الأحواز في المدارس.