من ينشغل بالبناء يختلف عن الذي ينشغل بالهدم. هذه العبارة تكفي لتبين ما يحدث اليوم في البحرين، فالوقت الذي تملؤه القيادة الرشيدة وأهل البحرين المخلصون بالعمل على تطوير البلاد والتنمية يملؤه مريدو السوء بالعمل في هدم ما بناه الأجداد والآباء ويبنيه الأبناء. مفارقة يفترض أن تنتبه لها المنظمات الدولية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان وتنادي بالارتقاء بالبشر. تلك المنظمات التي بدل أن تشجع على العمل والبناء والتنمية وتثني على ما يقوم به المخلصون في هذه البلاد تشجع مريدي السوء وتعتبرهم أصحاب حق ومستقبل البحرين وتطرح نفسها كنصير لهم وحام، وهو أمر غير مفهوم على الإطلاق ولا يمكن استيعابه، إذ كيف لهذه المنظمات أن تقف مع من يحمل معول الهدم ويفتقد المنطق وتحارب من يبني ويعمل من أجل الارتقاء بالإنسان فعلاً لا قولاً؟

المقارنة بين إنجازات حكومة البحرين في السنوات السبع الماضية وبين ما قام به مريدو السوء خلال الفترة نفسها تجعل العاقل ينحاز للحكومة ويثني عليها ويعلي من مقامها، فالحكومة عملت وأثبتت أنها تعمل لصالح الوطن والمواطن، ويكفيها فخراً أنها تمكنت من حماية المواطنين والمقيمين من أولئك، ووفرت الأمن والأمان للجميع ولم تتوقف عن العمل رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها والتطورات غير العادية التي مرت بها المنطقة وأدت إلى إحداث الكثير من التغييرات.

طوال السنوات السبع الماضية لم تتوقف الحكومة عن العمل وعن تحقيق الإنجازات، فأدهشت العالم ووفرت المثال على أنها إنما تعمل لحاضر ومستقبل المواطنين ولم تتأثر بكل ما قام ويقوم به مريدو السوء ومن يقف من خلفهم يؤازرهم ويدعمهم، كما وفرت الدليل على أن ما يقوم به أولئك إنما يريدون به الخراب وأنه يناقض الشعارات التي يرفعونها وترفعها الدول التي أسقطوا أنفسهم في أحضانها وتحميهم. هذه الصورة تزداد اتضاحا للعالم، ففي كل يوم يتوفر المثال على صدقية الحكومة وتوجهاتها ويتبين مقدار الجهود التي تبذلها للارتقاء بالإنسان في البحرين وفي المنطقة، وفي كل يوم يتوفر المثال على كذب الادعاءات والشعارات التي يرفعها أولئك ومن يقف من خلفهم ويناصرهم. ولأن الفارق كبير لذا، فإن الصورة تبدو أكثر نصاعة ووضوحاً، ولا يجد العالم إلا أن يعترف بأن البحرين تعرضت لمحاولة ابتزاز وسلب وظلم كبير بغية تحطيم إرادتها والقول إنها دولة غير ناجحة.

ليس صحيحاً أبدا ما يشيعه أولئك عن البحرين، فالبحرين ليست على خلاف مع شعبها، وإنما مع أفراد يعتقدون أن إيران ومن لف لفها تستطيع أن تحميهم وتعينهم على تحقيق أحلامهم التي لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، فهذا ما يقوله كل من يمتلك ذرة عقل وكل قادر على قراءة الساحة وما يجري فيها من تطورات وتغيرات. ما فعله أولئك لا يليق ولا علاقة له بما يسمونه «ثورة»، فمفهوم الثورة يختلف كثيراً عن هذا الذي يقومون به، ومن يوافقهم على ما يقومون به لا يعرف معنى الثورة ويعمد إلى استغلال هذه المفردة لمصلحته.

يوماً في إثر يوم يقتنع العالم بأن ما قامت به الحكومة وتقوم به هو لمصلحة الوطن والمواطنين، وأن ما قام به أولئك هو لمصلحة الأجنبي الذي لا يتكلف إلا المال الذي يوظفه لخدمة مصالحه، فالفرق واضح ولا يمكن لعاقل إلا أن يقول إن عمل الحكومة هو الصحيح وعمل أولئك هو الخطأ، فالحكومة تبني وأولئك يهدمون، والحكومة تعمر وتنمي، وأولئك يخربون، ولا يمكن للعالم إلا أن ينحاز إلى من يبني ويعمر وينمي ويطور، والأكيد أنه يعتبر من يمارس السالب من الأفعال مخرباً وإرهابياً ويتخذ منه موقفاً.