- حسين: المؤتمر جمع بين الأكاديميين ومؤسسات البحث العلمي والتمويل ورواد الأعمال

-جميل: المؤتمر خلق مساحة للنقاش حول أساليب زرع اللبنة الأساسية لمشاريع ريادة الأعمال

..



عبّر المشاركون في المؤتمر العالمي لريادة الأعمال والابتكار الذي انطلقت أعماله الأحد عن سعادتهم بالمشاركة في المؤتمر، والالتقاء بالعديد من أصحاب الخبرات الريادية من رجال المال والأعمال ورواد الأعمال والخبراء في مجال الريادة والابتكار، إضافة إلى رؤساء الجامعات ومؤسسات البحث العلمي من البحرين والدول العربية والأجنبية.

وأشادوا بفكرة انعقاد المؤتمر وما يتم عرضه من تجارب حقيقية في هذا المجال الحيوي، ومشاركة أهم مؤسسات البحث العلمي والأكاديمي، وما يوفره المؤتمر من فرص ثمينة لمعرفة التحديات، ومن ثم الاطلاع على الرؤى والأفكار الريادية الحديثة.

وأشاد مدير مكتب الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) الدكتور هاشم حسين بفكرة انعقاد المؤتمر كونه يركز على ريادة الأعمال والابتكار وقال إنه من خلال المؤتمر سنعمل على نقل التجارب من الجهات المختلفة لتحقيق ربط التعليم الثانوي والجامعي، ومراكز البحوث والتطوير ودخول البحوث العلمية في إطار التحول إلى مشاريع ريادية وهناك تجارب عبر النموذج البحريني العالمي في ريادة الأعمال في كل من الصين والهند وتركيا ومصر ولبنان والسودان واستطعنا تحقيق إنجازات كبيرة أثمرت مشروعات في غاية الأهمية لريادة الأعمال.

وأوضح: " المؤتمر هو لقاء جامع بين الأكاديميين ومؤسسات البحث العلمي والتمويل، بمشاركة الطلاب ورواد الأعمال، ومن يمثلون البنية التحتية المتمثلة في الحاضنات ومدن العلوم والتقنية للعمل من أجل كيفية وضع إطار لتفعيل هذه المدن ابتداء بالدول العربية، ولكن ليس لدينا برنامج متكامل لتفريخ رواد الأعمال عبر الابتكار وريادة الأعمال والولوج إلى التمويل لنقل أفكار لمشاريع ابتكارية لتدخل السوق التجاري".

وبيّن حسين أن "المؤتمر بمثابة مبادرة قيمة ولذلك استقطبنا عدداً من الكوادر العلمية والتعليمية والمؤسسات المالية للتباحث عبر ما قمنا به من برامج ريادة الأعمال والابتكار من أجل وضع خطة أو خارطة طريقة لتفعيل وربط مؤسسات التمويل المالي بالبحث العلمي وبالجامعات والمدارس الصناعية".

وقال رئيس جامعة المملكة البروفسيور محمد جميل ترو "الهدف من الرئيسي من انعقاد هذا المؤتمر هو خلق فضاء أو مساحة للنقاش حول أساليب زرع مفاهيم للبنة الأساسية لمشاريع ريادة الأعمال، خاصة وأننا في المستقبل سنواجه تحديات كبيرة في مجال توفير وظائف عمل للأجيال القادمة، وكل العالم يتحدث الآن عن هذا الشأن وزرع المفاهيم يكون في مرحلة مبكرة، ونحن في الجامعة نلعب دورا رئيسيا في هذه المفاهيم لدى الطلبة قبل أن يصلوا إلى آخر المراحل الدراسية الجامعية ومن ثم يجدون أنفسهم في أزمات تتفاقم".

وأشار إلى أن "دول العالم العربي حاليا تتحدث عن المفاهيم الجديدة لريادة الأعمال وكل دولة تعمل من أجل خلق وظائف جديدة وبيئة أعمال حديثة من خلال المشاريع الريادية، ولا بد للدول العربية أن تتضافر جهودها متضامنة حتى تثمر عن واقع جديد، وهذا المؤتمر الذي يقام اليوم في البحرين نحاول من خلاله أن نقرب وجهات النظر والتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة لمواجهة التحديات في هذا المجال الحيوي".

أما رجل الأعمال سهيل القصيبي (متحدث في المؤتمر) فقال " إن انعقاد مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة للتعلم بالنسبة لرواد الأعمال المبتدئين، كما هي فرصة للاستماع إلى أصحاب المشاريع الذين يمتلكون الخبرة بالإضافة إلى الخبراء من البحرين ومن الخارج وأعتقد أن مثل هذه المؤتمرات مهمة للغاية ويجب على كل رائد عمل ومبتدئ في المشاريع الريادية أن يحضرها حتى يعرف بيئة الأعمال وما فيها من تحديات ومن معلومات ومن معرفة".

وحول تجارب البحرين في ريادة الأعمال أشار القصيبي إلى أن "مسيرة ريادة الأعمال في مملكة البحرين ممتازة جداً وخطت خطوات كبيرة ومتقدمة وجهود الجهات الرسمية، ومن جانبي بدأت مشروع ريادي قبل 15 سنة وواجهتني حينها العديد من التحديات والعقبات البيروقراطية، وكانت هناك بعض الشركات تنتظر لأكثر من عام حتى تتسلم السجل الخاص بها، لكن الآن كل شيء في البحرين تغير وتقدم الفكر الريادي كثيرا من خلال تسهيل الإجراءات على نحو يُمكن الريادي من الحصول على مبتغاه".

وأضاف " في الوقت الحالي فإن البيئة الريادية في البحرين متاحة وكل السُبل ميسرة من قبل وزارة التجارة والصناعة وصندوق التنمية وتمكين، ومن الجهات ذات الاختصاص فقد حدث تطور كبير في هذا المجال".

وحول المقارنة في مجال الريادة قال "مملكة البحرين مقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي تنافس بقوة لكن المتاح هنا في البحرين أفضل ومتقدم من كل النواحي ومن حيث التشريعات القانونية بشكل خاص، لاسيما تم السماح لرجل الأعمال الأجنبي امتلاك العمل بنسبة 100% دون وجوب شركاء وطنيين، وأجدد تأكيدي على أن البيئة الريادية في البحرين متقدمة ومهيأة للأعمال، ومسيرة التطور متواصلة ولا تتوقف بل تتواكب مع كل التطورات العالمية، ومن هنا أدعو الشباب وأشجعهم للبدء في مشاريعهم الريادية".

ومن ناحيته أشاد البروفسيور نادر محمد البستكي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي بإقامة هذا المؤتمر الذي يمثل أهمية اقتصادية كبيرة تعنى بالحاضر والمستقبل، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي في سياق استراتيجية مملكة البحرين في تنويع مصادر الدخل عن طريق إنشاء الصناعات الصغيرة والمتوسطة.

ولفت إلى أن دور المؤسسات العلمية والأكاديمية هي الأساس والرئيس في صناعة ريادة الأعمال خاصة في المجالات العلمية والأكاديمية، فهناك الكثير من المشاريع الريادية الناجحة التي تأسست في مملكة البحرين، لكنها لا تحتاج لمؤسسات علمية مثل صناعة الأغذية والمعجنات والملابس وغيرها، لكن في كل دول العالم هناك جوانب في المشاريع الريادية تحتاج إلى البحث العلمي والتقني مثل المشاريع العملية والهندسية، والتي بدورها توجد المشاريع النوعية التي تغير من حياة المجتمع، ويكون مردودها أكبر بكثير ويصل إلى المستوى العالمي.

وعبر أمير حسن أبوبكر مستشار لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية (اليونيدو) عن سعادته بحضور المؤتمر مؤكداً على أن " ريادة الأعمال والابتكار تعتبر من أهم الاستراتيجيات في الكثير من بلاد العالم لإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما و تعتبر من أهم الوسائل لتوفير فرص العمل، لأنها صارت المشكلة الكبيرة التي تشغل بال العديد من دول العالم.

وأضاف: "أعتقد أن الاهتمام بريادة الأعمال والابتكار من الأهمية بمكان خاصة في النظام التعليمي وفي الجامعات لأنها المكان الذي نجد فيه العناصر الشبابية الطموحة، ولدينا مورد هام ومن أهم الموارد المهملة وغير المستغلة في الكثير من بلادنا العربية، والتي يمكن أن تحول البحث العلمي بالاهتمام والبيئة الداعمة إلى أعمال ترفد القطاع الخاص بمستحدثات وأحداث الثورة في القطاعات الاقتصادية المختلفة سواء القطاعات الحيوانية والزراعية والثروة المعدنية، والاتصالات والتقنية والتربية والتعليم، كل هذه القطاعات الهامة يمكن أن تتطور و تحدث فيها طفرات كبيرة إذا تم الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال".

وأشادت الدكتورة أمل الجودر الخبير في مجال الصحة والمستشارية بمنظمة (اليونيدو) مكتب البحرين بانعقاد مثل هذه المؤتمرات لأنها تفتح المجالات الجديدة والواسعة للشباب وطلبة الجامعات في أن يفكروا بشكل إيجابي كما يقولون (خارج الصندوق) في جوانب الابتكار والإبداع، بحيث يتلمسون الفرص المتاحة لهم في مجالات ريادة الأعمال، فليس بالضرورة أن يكون الشاب موظفا في الحكومة، فريادة الأعمال والابتكار تمثل الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام".

وأضافت الجودر" إن التحديات التي تواجه الشباب اليوم كثيرة ناصحا فئة الشباب بالولوج في هذا الإبداع والابتكار، وذلك من خلال الدورات التأهيلية التي تقيمها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين (اليونيدو) والتزود بالمعرفة التي توفرها هذه الدورات في كل ما يتعلق بإنشاء العمل الخاص، ومن ثم والاستفادة من أصحاب الخبرة في ما يعزز لديه الثقة في النفس، ويفتح لها الآفاق الواسعة للنجاح والتميز".