واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

غادر ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، في زيارة رسمية، وذلك بناء على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فيما أعلن البيت الأبيض رسمياً عن زيارة ولي العهد السعودي، قبل أيام، معرباً عن رغبة واشنطن في تعزيز علاقة استراتيجية مع الرياض. وتتضمن الزيارة جدولا حافلا، فيما من المنتظر أن تتم خلال الزيارة مناقشة ملفات مهمة بينها إيران، وقطر واليمن وسوريا والعراق ومواجهة الاٍرهاب وليبيا، والقضية الفلسطينية.

وتصب الملفات المطروحة في مصلحة البلدين، من الاتفاق على مواجهة إيران وتدخلاتها في المنطقة، إلى تعديل الاتفاق النووي وإيجاد مخرج للأزمة السورية، وإجبار ميليشيات الحوثي على القبول بالمفاوضات في اليمن وتحريك العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.



وستكون زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا شاملة، ولن تقتصر على لقاء الرئيس الأمريكي، وكبار المسؤولين في الكونغرس ومراكز الفكر، بل ستركز أيضاً على تحقيق رؤيته "2030" والاستثمارات الأمريكية، حيث سيلتقي مديري أكبر الشركات في السليكون فالي ومدينة سياتل. كما سيزور كلاً من نيويورك وبوسطن وهيوستن.

وبدءاً من واشنطن العاصمة، يبدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولة تستغرق أسبوعين من الساحل إلى الساحل للولايات المتحدة ليلتقي بمجموعة متنوعة من القادة من مختلف الصناعات.

ويستهل ولي العهد السعودي جولته بسلسلة من الاجتماعات الثلاثاء مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين طور معهم علاقات وثيقة منذ أول زيارة لترامب للمملكة في مايو 2017. ووفقا للتقارير، فإن ولي العهد السعودي سيزور مراكز الترفيه، والتمويل، والنفط، والتكنولوجيا، ويتوقف في مدن مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. ومن المقرر أن يلتقي رؤساء شركات آبل وغوغل، و"كبار المسؤولين التنفيذيين في عدد آخر من الشركات"، من أجل إقامة علاقات سعودية أقوى مع هؤلاء الرؤساء في الصناعة.

ومن المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي بالمدراء التنفيذيين لشركة "ارامكو" السعودية، والتي حدثت بها طفرة كبيرة بعد توجيهاته بطرح اسهمها للاكتتاب.

ويطلق على زيارة ولي العهد "الهجوم الساحر"، بهدف مزدوج يتمثل في النهوض بالمملكة عبر التواصل مع آخر التقنيات الحديثة في العالم، اضافة لتقوية العلاقة مع الحليف الأقوى على مستوى العالم.

واستبقت الصحافة الأمريكية الزيارة بالحديث عن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، والدور الذي يلعبه في تحديث المملكة وتمكين الشباب، وإيجاد بدائل للنفط كمصدر أساسي للدخل.

وزار الأمير محمد بن سلمان بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر في أول جولة خارجية له منذ توليه منصب ولي العهد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الأمير محمد بن سلمان سيجتمع مع ترامب الثلاثاء في البيت الأبيض.

كما من المتوقع أن يزور الأمير محمد بن سلمان نيويورك وبوسطن وهيوستون وسان فرانسيسكو لعقد اجتماعات مع زعماء في عالمي الأعمال والصناعة بهدف اجتذاب استثمارات وتأييد سياسي. ومن المتوقع أن ينضم عشرات من الرؤساء التنفيذيين السعوديين إليه في مساعي خلق فرص الاستثمار في المملكة.

وسيراقب المستثمرون أي زيارة لبورصة نيويورك فيما من المتوقع أن تطرح شركة أرامكو السعودية 5 % من أسهمها في البورصة في وقت لاحق هذا العام في عملية ربما تحقق ربحا كبيرا.

من جانبها، رأت لوري بلوتكين بوغاردت المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية التي تعمل حاليا لدى "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط" أن "حجم التغييرات التي طرأت على السياسة السعودية الداخلية وفي المنطقة منذ اللقاء الأخير مدهش". وأضافت أن "العديد من التغييرات طالت المصالح الأمنية الأمريكية".

وأعلن الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق عن مبادرة "رؤية 2030" الرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي والحد من اعتماده على النفط وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.

ويعد ولي العهد السعودي مهندس رؤية السعودية 2030 ، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، وتقليل اعتمادها على النفط، وتطوير قطاعات الخدمات العامة.

وسعى ولي العهد السعودي إلى بناء صورة إصلاحية من خلال سلسلة من التغييرات الاجتماعية الهامة، بما في ذلك إعطاء المرأة الحق في القيادة وإنشاء دور السينما لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً.

وتعد الولايات المتحدة حليفاً تاريخياً للسعودية. فمنذ أن التقى الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، على متن بارجة حربية أمريكية في قناة السويس في 1945، حرص كل رئيس أمريكي على العلاقات مع العائلة الملكية السعودية.