يوسف ألبي

من يفقد أباه يصبح يتيماً متألماً يعيش على ذكرى ماضي هذا الأب الذي أعطاه كل ما يحتاجه في هذه الحياة، فهذا هو حال نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي العريق بعد اعتزال أسطورته التدريبية السير أليكس فيرغسون، الذي صال وجال وصنع المجد الكبير للشياطين الحمر بتحقيقه إنجازات وبطولات عديدة سواء محلية وأوروبية وقارية خلال 26 عاماً قضاها مع الفريق وبالتحديد منذ 1986، إلى أن أعلن اعتزاله في عام 2013، فحال اليونايتد من بعده لا يسر لا صاحب ولا عدو، فقد أصبح لا يهابه الخصوم الصغير منهم قبل الكبير، وابتعد بشكل كبير عن أهم البطولات خلال السنوات الخمس الماضية.

في الأسبوع الماضي ودع مانشستر يونايتد بقياده مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو مسابقة دوري أبطال أوروبا من دور ثمن النهائي، بعد خسارته إياباً من إشبيلية الأسباني "المهزوز" بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت على ملعب "أولد ترافورد"معقل النادي الإنجليزي، وكانت نتيجة مباراة الذهاب قد انتهت بالتعادل السلبي على أرضية ميدان النادي الأندلسي، ليتفوق النادي الإسباني في مجموع المباراتين، لتفتح هذي المباراة شكوكاً كبيرة حول مستقبل الفريق مع مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، ولعل هناك أسباباً كثيرة لإخفاق الشياطين الحمر في البطولة الأهم على مستوى الأندية في القارة العجوز، ومن الممكن أن نسنخلص منها أربعة أمور:



1- يتحمل مدرب الفريق جوزيه مورينيو مسؤولية كبيرة في خسارة الفريق، بسبب تحفظه المبالغ فيه وسوء اختياره للتشكيلة التي بدأ فيها المباراة، فكان لا بد منه الزج ببوغبا أو ماتا أو مارسيال من أجل زيادة الفاعلية الهجومية وتحقيق النتيجة المطلوبة من هذه المباراة، فلا يمكن لفريق يحتاج للتسجيل يلعب بهذه الطريقة الدفاعية البحتة والشحيحة، كما تأخر مورينيو كثيراً في إجراء عملية التبديل لتغيير الوجه الشاحب للفريق في أغلب فترات المباراة.

2- تراجع مردود أداء بعض اللاعبين في مباراة إشبيلية والذين يعتمد عليهم الفريق بشكل كبير في جميع البطولات، وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين التشيلي أليكسيس سانشيز المنتقل في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حيث لم يتأقلم لحد الآن من الفريق، وروميلو لوكاكو الذي لم يقدم ما هو مأمول منه في هذه المباراة، فدائماً ما يكون اللاعب البلجيكي مهزوز الأداء في المباريات الهامة والمصيرية، وماركوس راشفورد الذي قتل بعض الهجمات بمراوغاته المبالغة، وكريس سمولينغ وهفواته الدفاعية الكارثية وغيرهم من اللاعبين، ورغم ذلك لم يحرك المدير الفني للفريق مورينيو ساكناً ولو معنوياً بتوجيه اللاعبين وتشجيعهم، فدائماً ما يكون جالساً على كرسيه وعاجزاً عن إيجاد الحلول مع الشياطين الحمر.

3- فقدان الشياطين الحمر لهيبته وقيمته منذ رحيل الإرث التدريبي التاريخي السير أليكس فيرغسون، فجميع المدربين الذين أتو من بعده سواء ديفيد مويس مروراً بلويس فان خال وأخيراً مورينيو لم يستطيعوا السير قدماً على نهج المدرب الإسكتلندي ولم يتمكنوا أيضاً من بث روح الثقة والانتصار للاعبي الفريق وإعطاء الأمل لجماهير مسرح الأحلام اليائسة من عودة الفريق لسابق عهده.

4- تصريحات المدرب المشاغب مورينيو النارية سواء قبل أو بعد المباراة وعدم احترامه للخصوم، كل ذلك يجعل لاعبي فريقه تحت ضغط كبير، وهو من أسباب تراجع وخسارة الفريق في المباريات، فبعد خسارته من إشبيلية خرج "السبشل وان" بتصريح يعتبره الكثيرون أنه أساء من قيمة وتاريخ مانشستر يونايتد، حيث قال "جلست على هذا المقعد من قبل مرتين في دوري الأبطال مع بورتو وريال مدريد وفي المرتين أقصيت مانشستر من البطولة"، فلا يمكن لمدرب كبير أن يخرج بمثل هذه التصريحات غير المجدية، والتي تكون سلبية بشكل كبير على الفريق، فلا شك أن كل ذلك عوامل تراجع وخسارة مانشستر يونايتد وابتعاده بشكل كبير في تحقيق البطولات والإنجازات مع المشاغب مورينيو.