كلما نبح خدم إيران في المنطقة انصياعاً لقائدهم وربهم الأعلى خامنئي في هذه الأيام، حمدنا الله أن أشباه هذا العميل مقيدون بحكم القانون البحريني، وكلما عرفنا أن التفاوض بشأنهم اقتربت ساعته، إما تحجيماً أو تكميماً تلفتنا ننتظر عواء العميل الآخر!!

قيس الخزعلي خرج من جحره في العراق يهدد ويزبد ويرفض الوجود الأمريكي في العراق وفي المنطقة، رغم أنه لولا هذا الوجود الأمريكي ما تمكن جرذ مثله من الوصول إلى ما وصل إليه الآن، إنما الآن أصبح الموت لأمريكا شعاراً لحزب الدعوة بعد أن أمرهم خامنئي بحمله، فالخزعلي يظن أن امتطاء الأمريكان ممكن لأنه هو قابل للامتطاء (هذا ليس مديحاً للسياسة الأمريكية بل هو وصف تقريري بلا قدح أو مدح)

هو وحسن نصر الله والحوثي ثلاثة من الخدم ومن لاعقي حذاء خامنئي الإيراني، ممن يقبلون تراب الأرض الذي يمشي عليه سيدهم، أمروا من قبل سيدهم بالإكثار من الاعتراض بالصراخ وبالشكوى من الوجود الأمريكي في المنطقة على أساس أن هذا الاعتراض هو اعتراض شعبي، فقد دأبت هذه الثلة على اختطاف قرار الشعوب العربية بالسلاح الإيراني والحديث باسمهم، وقفوا هنا يتحدثون باسم الشعب البحريني، ويقف الخزعلي هناك يتحدث باسم الشعب العراقي.

جاءهم الأمر الإيراني بالقيام بفعل أي شيء حفاظاً على أنفسهم وتجنباً لمصير يبدو شاحباً، فالغيوم تتلبد الآن فوق رؤوسهم هم الخدم، لا فوق رؤوس الإيرانيين أسيادهم!! فأسيادهم مكانهم مقاعد التفاوض أما الميادين فمتروكة للخدم يقدمون أنفسهم قرابين لإيران.

وهذا ما كان يجب على كل عميل لإيران أن يحسب له حساباً، فالإيرانيون يعرضون التفاوض للإبقاء على الاتفاق النووي، ويعرضون التفاوض منعاً للعقوبات عليهم، إنهم سيعملون لأنفسهم وللحفاظ على مكاسبهم، أما خدمهم فهم مجرد أوراق تفاوضية لا أكثر ولا أقل، عادي جداً أن يتخلى خامنئي عن ورقة خاسرة فيقول للأمريكان خذوا الحوثي خاصة وأن قوته بدأت بالانهيار، عادي جداً أن يقولوا للخزعلي اصمتْ وعدْ لجحرك ثمناً لبعض بنود الاتفاق الإيراني الأمريكي، عادي جداً أن يأمر حزب الله بالانسحاب من سوريا، فحجم التنازل سيعتمد على جدية الأمريكان.

إنما الأكيد أن كل موقع به خادم يتحرك لإيران أصبح مهدداً إما من قبل الأمريكان أو من قبل إيران ذاتها التي بدأت تقييم أثمان الخدم وتضع لكل منهم سعراً لسوق النخاسة القريب.

كل موقع لخادم وعميل لإيران مهدد أمنياً، ولو بقي هؤلاء في البحرين طلقاء لكانت البحرين مهددة هي الأخرى، ومصيرها معلق في مفاوضات إيرانية أمريكية.

وحين نتحدث عن تهديد أمريكي لهذه المواقع فنحن لا نتحدث عن تهديد حياة أفراد قبلوا التبعية الإيرانية، بل نتحدث عن ضربات عسكرية قد تصيب مناطق سكنية، وتلك سيناريوهات مجرد التفكير بها يصيبك بالقشعريرة ناهيك عن احتمالية حدوثها.

فلو قبلت إيران تقليص أجنحة حزب الله على سبيل المثال، أو لو قبلت بالابتعاد عن الحدود الجولانية لمسافة 60 كيلو متراً كما أمرتهم إسرائيل، فإن ذلك الانسحاب يعني التضحية بالعديد من شيعة لبنان من شبابها من أبناء الأسر اللبنانية، وذلك يعني تقبل ضرب بعض المناطق الشيعية، وسقوط عدد من الضحايا المدنيين، فكل تنازل إيراني سيترك خلفه دماء للشيعة العرب.

الخلاصة هذا ما نتج عن الولاية لإيران الدولة القومية التي ستقدم مصلحتها فوق أي مصلحة لخدمها العرب، هذا هو مصير من والاها سينتظر بلا حول ولا قوة أن يواجه ثورة الشعوب العربية الشيعة والسنة منهم ضده، فإن سلم منهم سيرى تخلي وليه عنه، فإن سلم منه سينتظر احتمال توجيه ضربة عسكرية من قوى أجنبية تريد أن تعيد للمنطقة ترتيباتها الخاصة.

الخلاصة هذا ما فعلته إيران بهم بعد أن سلختهم من أوطانهم ومن عروبتهم ومن إقليمهم ومن أشقائهم ومن جيرتهم تركتهم في العراء يعوون وحدهم بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات، وقريبا سنسمع عويلاً آخر لعميل آخر بعد الخزعلي، فالسوط الإيراني يجلدهم ويحثهم على المزيد منه.