واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

صوت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، ضد مشروع قانون تقدم إلى الكونغرس دعا لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن. وأحبط 55 عضواً من أعضاء المجلس، المشروع الذي كان يدعو لوقف دعم الولايات المتحدة لتحالف دعم الشرعية في اليمن. وكان يفترض تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون تقدم به بيرني ساندرز وأعضاء آخرون، بيد أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس بوب كوركر، ومجموعة من الأعضاء دعوا إلى التصويت على عدم النظر في القانون نهائيا، فجاءت نتيجة التصويت بأكثرية 55 صوتاً مقابل 44 صوتاً.

ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي محاولة لإجبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء دعم الجيش الأمريكي للعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وكان القرار قد طرح للتصويت لوقف تلك العمليات.



ويمثل التصويت انتصار للإدارة الأمريكية، التي ضغطت بقوة ضد القرار، إذ جاء تصويت مجلس الشيوخ بعد ساعات من لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور واشنطن للمرة الأولى منذ توليه ولاية العهد.

ووصف ترامب خلال الاجتماع المملكة العربية السعودية بأنها "صديق عظيم وحليف قديم لأمريكا".

وحذر زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أعضاء مجلس الشيوخ من هذا الإجراء. لكن زعيم الحزب الجمهوري لم يكن لديه خيار سوى السماح بالتصويت الذي أجبره ائتلاف من المشرعين الليبراليين ذوي الميول التحررية، بقيادة السناتور بيرني ساندرز، والسيناتور مايك لي، وجادلوا بأن الكونغرس يجب ألا يتنازل عن سلطته في زمن الحرب للبيت الأبيض.

وفي وقت سابق حث وزير الدفاع جيمس ماتيس الجمهوريين على معارضة القرار خلال مأدبة غداء مغلقة قبل ساعات من التصويت.

ودافع ماتيس بقوة عن الدعم الأمريكي غير القتالي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وقال ماتيس إن "القيود الجديدة على الدعم العسكري الأمريكي المحدود يمكن أن تزيد من الإصابات المدنية، وتعرض مساعينا مع شركائنا السعوديين للخطر في مكافحة الإرهاب، وكل ذلك من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع والأزمة الإنسانية في اليمن"، وأضاف ماتيس أن "كلاً من الولايات المتحدة والسعودية ينظرون للحوثيين باعتبارهم وكلاء لإيران"، وأضاف أن "انسحاب الدعم الأمريكي سيشجع إيران على زيادة دعمها للحوثيين".

وكان المؤيدون يدفعون بالقرار إلى الأمام لكن تصويت الثلاثاء جاء في الوقت الذي بدأ فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة للولايات المتحدة تستمر 3 أسابيع، وبدأت باجتماعات مع ترامب في البيت الأبيض وزعماء في الكابيتول هيل.

وكان كبير الديمقراطيين في اللجنة، السيناتور بوب مينينديز التقى مع ولي العهد السعودي قبل التصويت مباشرة. وقال إنه غير مستعد للتخلي عن حليف.

وقال مينينديز "صوتي اليوم يمليه عليّ ضميري ووطنيتي وتقديري لعلاقتنا بالمملكة، وأنا مع مواصلة الدعم العسكري الأمريكي للسعودية".

كما حث السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت ضد القرار، ووعد بإجراء مناقشة كاملة حول استخدام القوة في جلسة استماع قادمة في أبريل المقبل.

وأشار مينينديز إلى أن لجنة العلاقات الخارجية "تتمتع بالسلطة القضائية على مسائل استخدام القوة".

وتابع "ونحن ندرس هذا القرار، يجب أن ندرك بالكامل الوضع على الأرض ونطاق الهجمات على أحد شركائنا الأمنيين التقليديين. لقد تحملت المملكة العربية السعودية هجمات يمنية المنشأ داخل أراضيها على نطاق لن يقبله أي أمريكي".

وقدمت الولايات المتحدة الدعم للتدخل السعودي في الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، بما في ذلك المستشارون العسكريون الذين وقال المحلل السياسي أدريانو باسيلي لـ "الوطن" إن "مؤيدي القرار يجادلون بالقوة المفرطة في السياسة الخارجية وقد تم التنازل عنها إلى السلطة التنفيذية ويحتاج الكونغرس إلى التوقيع على العمل العسكري في اليمن، ورفض قرار إيقاف الدعم الأمريكي يعد وعياً كبيراً بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة في حفظ التوازن في الشرق الأوسط كقوة لها ثقلها الإقليمي وكحليف وثيق لأمريكا في المنطقة".

وأشار باسيلي إلى أن "المؤيدين لمواصلة دعم المملكة واجهوا معركة شاقة في مجلس الشيوخ، حيث أفشلوا من قبل جهود أخرى لوضع قيود على دعم الولايات المتحدة للعمل العسكري السعودي، وعلى سبيل المثال، فشل قرار بحظر جزء من مبيعات ترامب لبيع الأسلحة بقيمة 110 مليارات دولار في العام الماضي".

يذكر ان الكونغرس أجاز آخر مرة استخدام القوة العسكرية في أفغانستان في عام 2003. وقد استخدم التفويض من قبل الرئيس دونالد ترامب، والرئيس باراك أوباما من قبله، بشأن التدخل العسكري الأمريكي في سوريا وغيرها من المناطق غير المستقرة حيث تنشط الجماعات المتطرفة.