* البيت الأبيض: محمد بن سلمان وترامب بحثا خطر إيران باليمن

* ولي العهد السعودي وأعضاء بالكونغرس يتفقون على أهمية مواجهة تهديدات إيران

* ولي العهد السعودي وكوشنر يناقشان عملية السلام بالشرق الأوسط



* الكونغرس يؤيد استمرار الدعم الأمريكي لـ "تحالف الشرعية" باليمن

* محلل لـ "الوطن": قرار الكونغرس يدل على وعي بالدور المحوري للسعودية في المنطقة

واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

قال البيت الأبيض إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، بحثا الوضع في اليمن خلال اجتماع الثلاثاء، بما في ذلك ميليشيات الحوثي والتصرفات الإيرانية والأزمة الإنسانية".

من ناحية أخرى، التقى ولي العهد السعودي، خلال الزيارة التي يقوم بها لأمريكا عدداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي.

كما التقى كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وذلك ضمن جدول زيارة ولي العهد السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تناول اللقاء تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط.

في موازاة ذلك، صوت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ضد مشروع قانون تقدم إلى الكونغرس دعا لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن. وأحبط 55 عضواً من أعضاء المجلس، المشروع الذي كان يدعو لوقف دعم الولايات المتحدة لتحالف دعم الشرعية في اليمن.

وأضاف البيت الأبيض، في بيان الأربعاء، أنه "فيما يتعلق باليمن بحث الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي الخطر الذي يمثله الحوثيون على المنطقة بمساعدة الحرس الثوري الإيراني".

وتابع "بحث الزعيمان الخطوات الإضافية اللازمة للتعامل مع الوضع الإنساني، واتفقا على أنه من الضروري التوصل لحل سياسي للصراع في نهاية المطاف لتلبية حاجات الشعب اليمني".

من جهة أخرى، اتفق ولي العهد السعودي خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول رايان، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، على أهمية مكافحة التطرف ومواجهة التهديد الإيراني.

وكان الأمير محمد بن سلمان، قد عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى أمريكا نائب الرئيس، مايك بنس، ومستشار الأمن القومي هيربرت مكماستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس.

والتقى ولي العهد السعودي، كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات. وبحسب السفارة السعودية في واشنطن، فقد دار النقاش حول مستقبل خطة السلام في الشرق الأوسط، والاهتمام المشترك لإيجاد حل دائم للصراع بأفضل وسيلة.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد أكد أن الرياض تركز كل مجهوداتها لدفع عملية السلام للجميع، وذلك ضمن حديثه المطول مع برنامج "60 دقيقة" على تلفزيون "سي بي إس CBS" الأمريكي بمناسبة زيارته لأمريكا، وذلك رداً على سؤال حول قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتأثيره على مسار عملية السلام، والتي يتولى ملفها صهر الرئيس ترامب ومستشاره كوشنر.

وأضاف ولي العهد السعودي "نحاول ألا نركز على أي شيء يمكن أن يخلق التوتر.. لذا أحاول أن أركز على الأشياء التي تدعم مصالح الشعب الفلسطيني ومصلحة الجميع".

من جهة ثانية، صوت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، ضد مشروع قانون تقدم إلى الكونغرس دعا لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن. وأحبط 55 عضواً من أعضاء المجلس، المشروع الذي كان يدعو لوقف دعم الولايات المتحدة لتحالف دعم الشرعية في اليمن. وكان يفترض تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون تقدم به بيرني ساندرز وأعضاء آخرون، بيد أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس بوب كوركر، ومجموعة من الأعضاء دعوا إلى التصويت على عدم النظر في القانون نهائيا، فجاءت نتيجة التصويت بأكثرية 55 صوتاً مقابل 44 صوتاً.

ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي محاولة لإجبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء دعم الجيش الأمريكي للعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وكان القرار قد طرح للتصويت لوقف تلك العمليات.

ويمثل التصويت انتصار للإدارة الأمريكية، التي ضغطت بقوة ضد القرار، إذ جاء تصويت مجلس الشيوخ بعد ساعات من لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور واشنطن للمرة الأولى منذ توليه ولاية العهد.

ووصف ترامب خلال الاجتماع المملكة العربية السعودية بأنها "صديق عظيم وحليف قديم لأمريكا."

وحذر زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أعضاء مجلس الشيوخ من هذا الإجراء. لكن زعيم الحزب الجمهوري لم يكن لديه خيار سوى السماح بالتصويت الذي أجبره ائتلاف من المشرعين الليبراليين ذوي الميول التحررية، بقيادة السناتور بيرني ساندرز، والسيناتور مايك لي، وجادلوا بأن الكونغرس يجب ألا يتنازل عن سلطته في زمن الحرب للبيت الأبيض.

وفي وقت سابق حث وزير الدفاع جيمس ماتيس الجمهوريين على معارضة القرار خلال مأدبة غداء مغلقة قبل ساعات من التصويت.

ودافع ماتيس بقوة عن الدعم الأمريكي غير القتالي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وقال ماتيس إن "القيود الجديدة على الدعم العسكري الأمريكي المحدود يمكن أن تزيد من الإصابات المدنية، وتعرض مساعينا مع شركائنا السعوديين للخطر في مكافحة الإرهاب، وكل ذلك من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع والأزمة الإنسانية في اليمن"، وأضاف ماتيس أن "كلاً من الولايات المتحدة والسعودية ينظرون للحوثيين باعتبارهم وكلاء لإيران"، وأضاف أن "انسحاب الدعم الأمريكي سيشجع إيران على زيادة دعمها للحوثيين".

وكان المؤيدون يدفعون بالقرار إلى الأمام لكن تصويت الثلاثاء جاء في الوقت الذي بدأ فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة للولايات المتحدة تستمر 3 أسابيع، وبدأت باجتماعات مع ترامب في البيت الأبيض وزعماء في الكابيتول هيل.

وكان كبير الديمقراطيين في اللجنة، السيناتور بوب مينينديز التقى مع ولي العهد السعودي قبل التصويت مباشرة. وقال إنه غير مستعد للتخلي عن حليف.

وقال مينينديز "صوتي اليوم يمليه عليّ ضميري ووطنيتي وتقديري لعلاقتنا بالمملكة، وأنا مع مواصلة الدعم العسكري الأمريكي للسعودية".

كما حث السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت ضد القرار، ووعد بإجراء مناقشة كاملة حول استخدام القوة في جلسة استماع قادمة في أبريل المقبل.

وأشار مينينديز إلى أن لجنة العلاقات الخارجية "تتمتع بالسلطة القضائية على مسائل استخدام القوة".

وتابع "ونحن ندرس هذا القرار، يجب أن ندرك بالكامل الوضع على الأرض ونطاق الهجمات على أحد شركائنا الأمنيين التقليديين. لقد تحملت المملكة العربية السعودية هجمات يمنية المنشأ داخل أراضيها على نطاق لن يقبله أي أمريكي".

وقدمت الولايات المتحدة الدعم للتدخل السعودي في الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، بما في ذلك المستشارون العسكريون الذين وقال المحلل السياسي أدريانو باسيلي لـ "الوطن" إن "مؤيدي القرار يجادلون بالقوة المفرطة في السياسة الخارجية وقد تم التنازل عنها إلى السلطة التنفيذية ويحتاج الكونغرس إلى التوقيع على العمل العسكري في اليمن، ورفض قرار إيقاف الدعم الأمريكي يعد وعياً كبيراً بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة في حفظ التوازن في الشرق الأوسط كقوة لها ثقلها الاقليمي وكحليف وثيق لأمريكا في المنطقة".

وأشار باسيلي إلى أن "المؤيدين لمواصلة دعم المملكة واجهوا معركة شاقة في مجلس الشيوخ، حيث افشلوا من قبل جهودا أخرى لوضع قيود على دعم الولايات المتحدة للعمل العسكري السعودي، وعلى سبيل المثال، فشل قرار بحظر جزء من مبيعات ترامب لبيع الأسلحة بقيمة 110 مليارات دولار في العام الماضي".

يذكر أن الكونغرس أجاز آخر مرة استخدام القوة العسكرية في أفغانستان في عام 2003. وقد استخدم التفويض من قبل الرئيس دونالد ترامب، والرئيس باراك أوباما من قبله، بشأن التدخل العسكري الأمريكي في سوريا وغيرها من المناطق غير المستقرة حيث تنشط الجماعات المتطرفة.