إذا شعرت أنك في متاهة لا تنتهي.. إذا تعقدت أمور حياتك، وعاندتك أقدارك، وصعب عليك بلوغ مناك وتحقيق آمالك.. إذا أحسست أن حظك في الدنيا قليل، ومشوارك لنيل مبتغاك طويل..

إذا خالجك الشعور بأنك في مواجهة مستمرة مع النجاح، وأن بينك وبين «التوفيق» سدٌ منيع، وكلما حاولت فتح باب، أُغلق في وجهك ألف باب.. تدعو الله.. وتلحُّ عليه في الدعاء، ولكن.. لا إجابة..! وكأنما السماء أيضاً قد أَغلقت أبوابها في وجهك..

عندها أعد النظر، راجع علاقاتك، راقب تصرفاتك، وقيّم علاقتك بـ«أمك»، فقلب الأم على اتصال مباشر مع السماء.. قد لا يشكوك.. قد لا يهجوك، ولكن يكفيه أن يحزن، حتى يضجّ لحزنه ملكوت الأرض والسماء، فيتزلزل كل كيانك، وتختل موازينك، وتنقلب حياتك رأساً على عقب، لأنك قد أحزنت قلب أمك..

عُد إليها، لتجد ذاتك، وتعود لك روحك، وتستتب أمور حياتك، وتستقيم علاقتك بخالقك، فالله سبحانه وتعالى قد أعلى وحمى مكانة الأم في الأرض، وملّكها الجنة في السماء..

إن مساحة الأم في حياة أبنائها لا يجب أن تكون محددة بإطار زمني ضيق، أو بمناسبة بعينها، فأي عمر قد يفي هذه الفاضلة حقها وأيُّ زمان يمكن أن يؤدي لها فضلها؟ وأقلّ هذا الفضل دعواتها التي تفتح لأبنائها الدروب المغلقة وتنير لهم الآفاق الحالكة.

اعلم عزيزي القارئ أنك محظوظ إذا كانت أمك لاتزال على قيد الحياة، وبصحة وعافية، فعندما تمرض الأم تسقم أرواح أبنائها ويشلّ وجعها خلاياهم، فاغتنم الفرصة ببرّك لها وعنايتك وصلتك ومتابعتك لأدق أمورها.

حفظ الله الأمهات، وشفى الممتحنات منهن وأمدَّهن بالصحة وطول العمر، ورحم الراحلات وأنزلهن المنازل العليا من جنان الخلد جزاء ما بذلن ومنحن وأعطين، ففقد الأم لا يوازيه فقد وفراقها لا يعوضه أحد.

سانحة:

يا مالكة الجنة: قيني حر غضبكِ، اغفري زللي، امنحيني من بحر محبتكِ سلاماً..

أمسكي يديّ جيداً، إني أخاف أن أقع.. فبدونكِ يختل توازني، وأسأم الحياة!

أي أم.. هبيني جنتكِ..