منذ سطورها الأولى أخذت الرواية الخليجية المنحى الرومانسي وتطرقت لحالة التحول من حياة الصحراء والبحر إلى حياة المدينة ومقاربة أدوات التحديث بعد اكتشاف النفط الذي نقل المجتمع الخليجي من بساطة العيش وقسوته، إلى تعقيد المدينة ورحابتها. وجاءت تلك النقلة بأفكار وآليات الاستهلاك الجديدة، كما أنها ساهمت في النزوع نحو “الفردانية” والبحث عن الجديد. واستلهمت الرواية الخليجية التاريخ حيناً والتراث أحياناً أخرى. وابتعدت قليلاً عن الصراعات الاجتماعية كي تقارب البوح الذاتي القريب من السيرة الذاتية، التي ظهرت في الحنين إلى القرية أو الساحل، أو ذكريات اللعب مع الأقران، إلى جانب بعض التشابكات مع الواقع، بما فيه من إخفاقات أو “تابوهات” مثل الجنس أو الدين أو السياسة..

وشكّل الزمان والمكان منطلقاً مهماً للرواية الخليجية. وكانت الصحراء مصدر إلهام للوحات متمازجة من الواقع والخيال والأسطورة.

وإذا ما أتينا إلى البحر، فإن الروايات الخليجية، بحسب الزميلة "الاتحاد"، حفلت بالعديد من النماذج التي تناولت البحر من حيث المجهول الذي يذهب إليه الغواص، الخوف، الوحشة لغياب الأهل والأحباب، الصراع، قسوة الربان "النوخذة" في بعض الأحيان. واستخدم الكاتب الخليجي أدوات البحر. ولم يكن البحر – بكل قسوته – ليمنع ورود الأحلام الرومانسية في الرواية الخليجية.

ويمثل السرد بضمير الغائب، أبرز سمات البنية الخاصة بالرواية وما يمكن أن يطلق عليه أسلوب "السيرة الذاتية" في السرد أو السرد الملحمي، أول هياكل الرواية عموماً. واعتمدت الرواية على أسلوب السرد بضمير المتكلم، خصوصاً في الروايات الحديثة، والاجتماعية منها بالذات. وهو أسلوب يراه النقاد "مراوغاً" من حيث أنه "يخفي داخله أسلوب الحكاية المتناسلة التي يقوم بها راوٍ ملحمي يبدو حديثه أقرب إلى الراوي بضمير الغائب. صحيح أن الرواية تتقاطع مع السيرة الذاتية لكن أسلوب السيرة الذاتية مسّوغ من ناحية الخبرة الروائية لدى المؤلف الذي يميل في روايته الأولى إلى استبطان تجربته الذاتية والاتكاء على مخزون تجربته الشخصية".

وفسحت الرواية الخليجية لنفسها مكاناً أوسع على الخريطة الإبداعية الأدبية، خاصة في العقدين الأخيرين لعدة أسباب، أولها دخول أسماء شبابية جديدة وكثيرة في مجال كتابة الرواية لاعتقادهم أن كتابة الرواية عملية سهلة وممكنة، هذه السهولة أغرت أسماء كثيرة لكتابة روايات لم تكن بالمستوى المتوخى في بعض الأحيان، وثانياً وجود وفرة عديدة من الروايات وغزارة في الإنتاج الروائي نظرا لاستعداد دور النشر لنشر تلك الروايات، وثالثاً النجاح الذي حققته بعض الروايات الشبابية، إذ أغرى بعض الشعراء والفنانيين والمعروفين وأثار حماسهم لدخول عالم الرواية، ورابعاً تحويل بعض الروايات الناجحة جماهيرياً إلى مسلسلات تلفزيونية من قبل شركات الإنتاج التلفزيوني ما ساهم في خلق دافعية كبيرة لدى الروائيين للكتابة.