لقد استبشرنا خيراً عندما شاهدنا ذلك الحضور المتميز من قبل المدارس الحكومية في حفل افتتاح النسخة الخامسة من الأولمبياد المدرسي المصغر الذي تنظمه اللجنة الأولمبية البحرينية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم منذ خمس سنوات بهدف اكتشاف المواهب ونشر قيم ومبادئ الحركة الأولمبية بين الناشئة لترسيخ الأهداف الرياضية السامية في المجتمع البحريني، وهذا الحضور الكبير من قبل المدارس الحكومية جعلنا نستبشر خيراً في زيادة مساحة المنافسات الميدانية بين الطلبة والطالبات المشاركين في جميع الألعاب والتي بلغ مجموعها في هذه النسخة 20 لعبة بين جماعية وفردية، ولكننا وللأسف الشديد صدمنا في يوم الختام وتتويج المدارس الفائزة بغياب المدارس الحكومية عن منصات التتويج واقتصار الألقاب على المدارس الخاصة التي كررت مشاركتها الإيجابية في هذا الأولمبياد المصغر للمرة الخامسة على التوالي!

هذا الوضع -غير الطبيعي- يجعلنا نتساءل عن سبب غياب فرق المدارس الحكومية لكلا الجنسين عن منصات التتويج مع أنهم يشكلون السواد الأعظم من حيث العدد ومن حيث المواهب التي يهدف هذا الأولمبياد إلى اكتشافها.

هذا السؤال نوجهه إلى القائمين على الشأن الرياضي بوزارة التربية والتعليم، ونأمل أن نجد عندهم الإجابة المقنعة لهذا الغياب الميداني الذي يشكل خطراً على مستقبل الرياضة المحلية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المدرسة هي الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، وأن الرياضة المدرسية هي منبع المواهب التي تتحول بعد ذلك إلى الأندية فالمنتخبات الوطنية.

على قدر استغرابنا من غياب المدارس الحكومية عن منصات التتويج والمنافسات الميدانية في الأولمبياد المدرسي الخامس، يكون تقديرنا للمدارس الخاصة الوطنية منها والأجنبية على مشاركتها الفاعلة واهتمامها الكبير بالمشاركة والمنافسة، مما جعلها تستحوذ على نصيب الأسد من الكؤوس والميداليات في مختلف الألعاب الجماعية والفردية.

عندما نتحدث عن شراكة إيجابية فإننا لا نتحدث عن حضور فوق المدرجات ومشاركة في عروض الافتتاح والختام، إنما نتحدث عن مشاركة ميدانية فاعلة تحقق الهدف الرئيس من وراء إقامة هذا الأولمبياد المدرسي السنوي الذي باركه ورعاه ممثل جلالة الملك المفدى للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ودعا إلى استمراريته والحرص على المشاركة الفاعلة فيه.. فهل وصلت الرسالة؟!