* الجنرال طالوزيان لـ "الوطن": يجب وضع سلاح "حزب الله" بيد الدولة اللبنانية

* على لبنان تطوير علاقاته بدول الخليج لأنها من ساندت بلادنا في محنتها

* الدول الخليجية لها الأيادي البيضاء على كل المستويات في لبنان



بيروت - بديع قرحاني

تسارع في الساعات الأخيرة في لبنان إعلان اللوائح الانتخابية المسجلة لدى وزارة الداخلية قبل منتصف ليل الاثنين "26 مارس"، وهو آخر موعد لتسجيل اللوائح، وفقا للقانون الجديد للانتخابات والمعروف إعلاميا باسم "الهجين" كما تطلق عليه معظم القوى السياسية في لبنان بما فيهم القوى التي صوتت لصالح القانون. ويرى مراقبون أن المستفيد الأكبر من القانون هو "حزب الله" وحلفاؤه، بالرغم من أن الحزب يستشرس للفوز دون أية خروقات، لدرجة أن أمين عام الحزب حسن نصرالله أعلن أنه سيزور البقاع شخصيا رغم المخاطر على حسب تعبيره.

والقانون الانتخابي الجديد، أكثر ما ينطبق عليه هو المثل المشهور في لبنان، "شو لم الشامي على المغربي"، التيار الوطني الحر الذي يترأسه وزير خارجية لبنان جبران باسيل يتحالف مع الجماعة الإسلامية "الإخوان المسلمين" في الجنوب دائرة صيدا - جزين وفي الشمال بعكار أيضا، بينما يتحالف "تيار المستقبل" مع "التيار الوطني الحر" في مواجهة لائحة "الكتائب"، "والقوات اللبنانية" وشخصيات مستقلة كمستشار فرعون والجنرال المتقاعد جان طالوزيان وجميعهم وقفوا إلى جانب الرئيس سعد الحريري منذ استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. وقد أشار عضو حزب الكتائب النائب نديم بشير الجميل إلى أنه "صحيح أن مشروعنا هو إنماء البلد والاقتصاد ومشاريع متعلقة بالكهرباء والإنترنت والنفايات، ولكن أيضاً الفساد السياسي القائم في البلد الذي ينتج كل الفساد". ورأى الجميل في حديث إذاعي أن ""حزب الله" رشح كل الرموز السورية للاتيان بها إلى المجلس النيابي وقسّم وشرذم كل الخط السياسي الآخر من 14 آذار إلى المسيحيين والدروز، وجزء منها يتحمل مسؤوليتها فريق 14 آذار ولكن اليوم هناك واقع بقانون الانتخابات فالمناطق التي تحت نفوذ "حزب الله" مرتاحة نسبياً في حين نرى شرذمة في مناطق أخرى وخصوصا المناطق المسيحية". واعتبر أن 'التسليم لحزب الله والاستسلام له أتى بمجيء الحليف الأكبر له العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية وبتشكيل الحكومة التي يترأسها رئيس الحكومة سعد الحريري وإتيانه بأكثر من 55 % من الوزراء التابعين له بشكل مباشر سياسياً". وسأل الجميل "أين الاحترام لعقول الناس عندما يتحالف تيار المستقبل مع الوزير السابق نيكولا صحناوي والمنظومة التي ينتمي لها"، كيف يستطيع أن يتحالف مع فريق كان مسؤولا ويقف وراء الاغتيالات؟".

من جانبه، أكد المرشح البرلماني في دائرة بيروت الأولى الجنرال المتقاعد جان طالوزيان أنه "يجب وضع سلاح "حزب الله" بيد الدولة اللبنانية"، مضيفاً أنه "على لبنان تطوير علاقاته بدول الخليج لأنها من ساندت بلادنا في محنتها"، مشيراً إلى أن "الدول الخليجية كانت ولا تزال لها الأيادي البيضاء على كل المستويات".

وأوضح في تصريحات لـ "الوطن" فيما تتسارع في الساعات الأخيرة، إعلان اللوائح الانتخابية المسجلة لدى وزارة الداخلية قبل انتهاء المهلة المحددة منتصف ليل الاثنين، أن "اللبنانيين يجب أن يكونوا على الدوام قوة دفع إيجابية على مستوى نهضة دول الخليج، وألا يكون لبنان بأي شكل من الأشكال منصة لتهديد أو تقويض الأمن القومي في الخليج العربي".

وذكر أنه "لطالما نجح لبنان في الاحتفاظ بعلاقات متينة وجيدة وقوية مع كل الدول العربية، وبذلك استطاع الابتعاد عن الكثير من الأزمات، وعندما كانت تختل هذه العلاقات كان لبنان يدخل في أتون صراعات ولا يخرج منها إلا باستعادة التوازن في علاقاته مع الدول العربية".

وتابع أن "اليوم المطلوب أكثر من أي وقت مضى ان يبقي لبنان متوازنا في علاقاته بالدول العربية وتطويرها بالشكل الذي يخدم استقراره واقتصاده على السواء، لا سيما عبر الابتعاد أكثر عن توريط نفسه في الملف السوري، وفي الوقت نفسه تطوير علاقاته بدول الخليج العربي التي لطالما ساندت لبنان في محنه وكانت لها ولا تزال الأيادي البيضاء على كل المستويات".

وقال إن "الانسجام السياسي داخل لائحتنا الانتخابية يعود إلى أن التحالف الذي أنتج لائحتنا مبني على قناعات مشتركة في أكثر من صعيد، وهو قناعة العمل إلى جانب المواطنين لخدمة بيروت وأهلها بشكل مباشر، وقناعة العمل لمصلحة سيادة لبنان واستقلاله وصون مؤسساته واحترام الدستور وتطبيق القانون ومراقبة العمل الحكومي، وقناعة بضرورة تفعيل العمل التشريعي لما فيه خدمة لتطور الدولة وتحديثها حقوقياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً".

وقال إن "أي مقاربة لملف الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تنطلق من ثلاثة أسس، الأولى، تأمين حماية لبنان وحدوده وثرواته من كل أشكال الأخطار والتهديدات والاعتداءات أيا كان مصدرها، والثانية، الثوابت السياسية الداخلية التي اتفق اللبنانيون حولها وكرّسوها في الدستور واتفاق الطائف ومخرجات طاولة الحوار الوطني وإعلان بعبدا، حيث كان الاتفاق على أن هدف الاستراتيجية الدفاعية يجب أن يكون تأمين الأساس الأول وتحصين الشرعية بيد المؤسسات الرسمية ومنع تفلت السلاح غير الشرعي، والثالثة، هو أن معالجة السلاح الأساسي الموجود خارج إطار الشرعية - أي سلاح "حزب الله"- يجب أن تتم انطلاقاً من ضرورة تحويل هذه القوة العسكرية بما يخدم قوة الدولة وجيشها، وعبر إطار واضح من الحوار للوصول إلى وضع أمرة هذا السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة والسلطة التنفيذية؛ وذلك يحتاج إلى إنضاج ظروف محلية وإقليمية له، دون أخذ لبنان إلى حالة من التصادم".

وتابع أن "الانسجام السياسي داخل اللائحة يعود الى ان التحالف الذي أنتج لائحتنا الانتخابية إنما مبني على قناعات مشتركة في أكثر من صعيد، قناعة العمل إلى جانب المواطنين لخدمة بيروت وأهلها بشكل مباشر، قناعة العمل لمصلحة سيادة لبنان واستقلاله وصون مؤسساته واحترام الدستور وتطبيق القانون ومراقبة العمل الحكومي، وقناعة بضرورة تفعيل العمل التشريعي لما فيه خدمة لتطور الدولة وتحديثها حقوقياً واقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا".

وأضاف "هذه القناعات كفيلة بتأمين التجانس بين أعضاء اللائحة والإيمان بالعمل المشترك لتحقيق كل ذلك".

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع المحيط العربي وتحديدا الخليجي، قال الجنرال المتقاعد إن "اللبنانيين يجب أن يكونوا على الدوام قوة دفع إيجابية على مستوى نهضة دول الخليج، وألا يكون لبنان بأي شكل من الأشكال منصة لتهديد أو تقويض الأمن القومي في الخليج العربي".

وذكر أنه "لطالما نجح لبنان في الاحتفاظ بعلاقات متينة وجيدة وقوية مع كل الدول العربية، وبذلك استطاع الابتعاد عن الكثير من الأزمات، وعندما كانت تختل هذه العلاقات كان لبنان يدخل في أتون صراعات ولا يخرج منها إلا باستعادة التوازن في علاقاته مع الدول العربية".

وتابع أن "اليوم المطلوب أكثر من أي وقت مضى ان يبقي لبنان متوازنا في علاقاته بالدول العربية وتطويرها بالشكل الذي يخدم استقراره واقتصاده على السواء، لا سيما عبر الابتعاد أكثر عن توريط نفسه في الملف السوري، وفي الوقت نفسه تطوير علاقاته بدول الخليج العربي التي لطالما ساندت لبنان في محنه وكانت لها ولا تزال الأيادي البيضاء على كل المستويات".