«طرد مولر سيكون بداية نهاية رئاسة ترامب»، بهذه العبارة الواضحة حذر ليندسي غراهام السيناتور الجمهوري من جنوب كارولينا الرئيس ترامب. كلما تقدم التحقيق في مسألة تدخل روسيا في الانتخابات كلما ازداد حنق الرئيس ترامب وتسارعت وتيرة تغريداته المتطايرة يميناً وشمالاً. واليوم يطرد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون ويعلن أنه يقترب من تشكيل الحكومة التي يريدها في الوقت الذي يلوح فيه بإقالات أخرى فيما قام بتعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأمريكي بعد إقالة ماكماستر. وهذه التصرفات التصرف أن ترامب ربما يدرك أن نهاية رئاسته يمكن أن تكون قريبة لذلك يسارع ليحقق أهدافه ضارباً عرض الحائط بآراء الحزب الجمهوري أو الكونغرس. وترامب ليس رجلاً ذا استراتيجية ولكنه يحرص على أن يظهر لناخبيه أنه رجل أقوال وأفعال، وأنه ما وعد به في حملته الانتخابية سيقوم بتنفيذه. والآن بما أن التحقيق يقترب أكثر من شخص الرئيس فهذا الأخير يدرك أن الوقت ليس حليفه لذلك عليه الإسراع بتنفيذ تلك الوعود الانتخابية. واليوم يكاد ترامب أن يخسر دعم الحزب الجمهوري له إن تمادى في مهاجمة مولر. فالجمهوريون تسارعوا للدفاع عن المحقق الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وعن دولة القانون التي يمثلها. وقد أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول رايان، أنه لا يجب على أحد أن يتدخل بعمل مولر. وحتى المدى القريب لم يهاجم ترامب شخص مولر واكتفى بالتشكيك في التحقيق نفسه واصفاً إياه بأنه «صيد للمشعوذين»، ولكن كمية التغريدات التي تهاجم مولر مؤخراً تظهر أن ترامب أصبح محبطاً «بسبب هذا التحقيق الذي يتوسع ويتشعب والذي يصعب على طاقمه من المحامين أن يحتويه بسهولة. واليوم تزيد ادعاءات ستورمي دانييلز ممثلة الإباحية الطين بلة. فهي تدعي أنها كانت على علاقة بترامب في 2006، وهو الأمر الذي ينفيه البيت الأبيض بشدة. وفي خضم التحقيق تم اكتشاف 130 ألف دولار، قام محامي ترامب، مايكل كوهين، بتسديدها لستورمي، من أجل شراء سكوتها، خلال حملة ترامب الانتخابية. وبالرغم من أن كوهين صرح أن المبلغ قام بدفعه بشكل شخصي وليس بإيعاز من ترامب، لكن دفع مال لتغطية معلومات يمكن أن تؤثر على رأي الشعب الأمريكي وعلى سير الانتخابات يعتبر خرقاً لقانون الحملات الانتخابية، ويمكن أن يعاقب عليه بالقانون. واليوم في ظل هذه المؤشرات، وتوسع دائرة التحقيق، ومعارضة الجمهوريين لترامب، ومساندتهم لمولر، وظهور ستورمي، تبدو مسألة استمرار ترامب في الرئاسة أمراً غير مؤكد.