كيف تستفيد دولة الإمارات من الطاقات الشبابية المنخرطة في هذا الفضاء الإلكتروني؟ وكيف ننظر لها هنا في البحرين؟ كيف تفكر الإمارات لتوظف تلك الطاقات في تحسين كفاءة الحكومات؟ كيف توطن الإمارات المعرفة في بلادها؟ وكيف استفادت الإمارات من الحسابات الإماراتية الشبابية المشهورة في السوشل ميديا؟ وكيف تفكر في تطوير أدائهم من أجل توظيف قدراتهم لخدمة وطنهم؟

إنها مهمة دولة واستراتيجية دولة وخط مستقيم واضح يعلم بأن هذا الفضاء إن لم تحكمه حكمك.

غداً يبدأ اليوم الأولي في الشارقة للمنتدى الدولي للاتصالات تحت رعاية حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وعلى مدى يومين تستضيف الشارقة أكبر الشخصيات المؤثرة في فضاء التواصل والاتصال، اهتمام إماراتي كبير في اللحاق بمستجدات هذا الفضاء الواسع من المتحدثين فيه أصغر خبير في الذكاء الاصطناعي عمره 14 سنة تنامب باكشي، يعمل باكشي على تدريب 100 ألف طفل لينشئوا تطبيقاتهم الخاصة، ويستضيف أيضاً المفكر المستقبلي جيسون سيلفا، أحد أشهر المتحدثين الملهمين في العالم، سيناقش عدة مواضيع مثل الإبداع والتكنولوجيا، والقيم الإنسانية، خلال خطاب تفاعلي بعنوان «عصر التغيير المتسارع»، مسلطاً الضوء على الثورة الصناعية الرابعة، والإنجازات التي حققتها البشرية عبر العصور، وتأثيرها على الحاضر، وقدرتها الهائلة على تغيير المستقبل بسرعة غير مسبوقة (من يتابع قناة ناشينال جيغرافي أبوظبي يعرف جيسون سيلفا)

وكذلك ستيف وزنياك، المؤسس الشريك لشركة آبل، وجيمي ويلز، مؤسس موقع ويكيبيديا، وإنما مارتينيز، رائدة في مجال الذكاء اصطناعي وعالمة رقميات في المملكة المتحدة، وتوماس كولوبولوس، مؤلف، تأثير الجيل زد: القوى الست التي تشكل مستقبل الأعمال.

جميع الحسابات المشهورة وشباب الجامعات والإعلاميون الإماراتيون مشاركون في هذا المنتدى، أفرح لهذا الوعي والإدراك المبكر لأهمية وسائل الاتصال وكيفية توجيهها لنهضة وتحسين كفاءة الأداء الحكومي والخاص من قبل حكومة الإمارات، أفرح لأن حكومة الإمارات أدركت أهمية إشغال الشباب الإماراتي من خلال نادي الشارقة للإعلام، ومن خلال طلبة الجامعة ومن خلال استقطاب جميع الحسابات المعروفة في السوشل ميديا من الشباب الإماراتي ومن خلال مشاركة الإعلاميين الإماراتيين الشباب في إدارة الحوارات الهامة وجميعهم سيكونون منغمسين في التعلم والاستفادة من أجل خدمة وطنهم والنهوض به وتوطين المعرفة الذكية والمعرفة الرقمية في دولة الإمارات للاستفادة منها، هذا يعد استباقاً ذكياً يدرك أن هذا الفضاء على قدر فائدته تكمن خطورته.

وأحزن شديد الحزن أننا من بعد 2011 تشكلت لدينا قوة لا يستهان بها من المعرفة الذكية لدى شبابنا الوطني المخلص، الذي تعلم ألف باء الفضاء الإلكتروني بنفسه فقط من أجل إنقاذ وطنه، مئات من الشباب المتطوع، طاقات تبرعت وتطوعت تم إهمالها أو الطعن فيها أو تركها عرضة للاستغلال السيئ أو البيع والشراء، رغماً عني سأقارن بين كيفية توجيه وتوظيف هذه الطاقة هناك وكيفية إهمال هذه الطاقة هنا!