عواصم - (وكالات): أعلنت موسكو الخميس أنها ستطرد 60 دبلوماسيا أمريكياً وتغلق قنصلية الولايات المتحدة في بطرسبورغ ردا على خطوة مماثلة اتخذتها واشنطن اثر الهجوم بواسطة غاز أعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا.

وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن روسيا تواجه "موجة اشمئزاز دولية" بسبب تعرض جاسوس مزدوج سابق للتسمم مع ابنته مطلع الشهر الحالي.

وقد ذكرت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية الاربعاء ان العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته اللذين تحمل لندن موسكو مسؤولية تسميمهما في 4 مارس، تعرضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما وكان تركيز الغاز الأكثر قوة عند مدخل المنزل.



في غضون ذلك، نفت موسكو ضلوعها في الهجوم، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسيا أمريكيا وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ ردا على الإجراءات التي اتخذتها واشنطن.

وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي "بالنسبة للدول الأخرى، فإن "رد موسكو" سيكون متطابقا للجميع في ما يتعلق بعدد الأشخاص الذين سيغادرون روسيا".

ولقي الهجوم على سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية رد فعل واسعا إذ طردت عشرات الدول حول العالم اكثر من 150 دبلوماسيا روسيا.

وقالت السلطات البريطانية إن غاز الأعصاب "نوفوتشيك" الذي تم تطويره إبان الحقبة السوفيتية استخدم في تسميم سكريبال وابنته.

وقال جونسون في كلمة في لندن الأربعاء إن "الكرملين أساء تقدير قوة المشاعر الدولية (...) وعمليات الطرد هذه تمثل لحظة تبلور هذه المشاعر".

وأضاف "عندما تستنزف سنوات الغضب والاستفزاز الصبر الجماعي وتوصلها إلى نقطة عدم التحمل، فإن دولا حول العالم ومن ثلاث قارات مستعدة لأن تقول هذا يكفي".

وقالت الشرطة البريطانية ان نحو 250 من محققي مكافحة الإرهاب يتولون التحقيق في القضية وان هذا قد يستمر أشهراً.

وتم تحديد نحو 500 شاهد عيان، كما تقوم الشرطة بفحص اكثر من خمسة آلاف ساعة من تسجيلات الفيديو على كاميرات الأمن.

وقال دين هايدن رئيس شرطة مكافحة الشغب "في هذه المرحلة من التحقيق، نعتقد أن سكريبال وابنته تعرضا لغاز الأعصاب للمرة الأولى عند الباب الأمامي" لمنزله.

وأضاف "الخبراء وجدوا أن التركيز الأقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل"، مشيرا إلى أنه "عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الأسابيع الأخيرة ولكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل".

وعزل المحققون مقعدا عثر على سكريبال وابنته فاقدي الوعي عليه وحانة ومطعما كانا قد قاما بزيارتهما وكذلك قبر زوجة الجاسوس السابق.

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" الخميس أن هذا الكشف "يكثف عملية البحث عن مرتكبي الهجوم، ويزيد الضغوط على الكرملين" ويعرض للخطر أي شخص زار منزل سكريبال.

وأعلن مراسل "بي بي سي" للشؤون الأمنية غوردون كوريرا العثور على التركيز الأقوى للمادة السامة في يد باب منزل سكريبال، وربما تم تثبيته بواسطة مادة خاصة.

ويفسر ذلك سبب وجود غاز الأعصاب في سيارة سكريبال أو في المطعم حيث تناولا الطعام.

وقال هايدن إن الخطر على عامة الناس منخفض.

وأعلن المستشفى حيث يعالج سكريبال وابنته الخميس أن الحالة الصحية لابنته يوليا تتحسن بسرعة، وأنها "لم تعد في حالة حرجة، وبات وضعها الصحي مستقرا".

وأضاف المستشفى ان وضع والدها لا يزال حرجا لكنه مستقر.

وقد خرج ضابط توجه إلى موقع الهجوم، من المستشفى بعد تليه العلاج.

وكان ممثلون عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وصلوا في 20 مارس إلى بريطانيا للقاء الخبراء في المختبر العسكري لبورتن داون قرب سالزبري ومن الشرطة البريطانية. وسيفحصون العينات التي جمعها الخبراء البريطانيون.

وحصلت بريطانيا على دعم حلف شمال الأطلسي بينما قامت 18 دولة من الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول بطرد دبلوماسيين روس بسبب الهجوم.

وطردت موسكو 23 دبلوماسيا بريطانيا ردا على خطوة مماثلة اتخذتها لندن، ويتوقع ان تتخذ خطوات مشابهة بحق دول أخرى.

من ناحية أخرى ستقوم لجنة برلمانية بالتحقيق في أموال مشبوهة دفعت في عقارات بريطانية بقيمة 880 مليون جنيه استرليني "1.25 مليار دولار" اشتراها رعايا روس.

وذكرت لجنة الخزانة أنها ستحقق في حجم الجرائم الاقتصادية في بريطانيا بعد مزاعم بأن بريطانيا - خصوصا في سوق العقارات في لندن" اصبح "المقصد المفضل" لغسيل الأموال.

ويأتي ذلك بعد أن أظهرت أرقام مجموعة الشفافية الدولية أن عقارات بقيمة 4.4 مليار جنيه إسترليني ربما تم شراؤها بثروة مشبوهة، وأكثر من خُمس هذه العقارات التي تقدر قيمتها بنحو 880 مليون جنيه إسترليني اشتراها الروس.