بيروت - بديع قرحاني، وكالات

شن وزير العدل اللبناني السابق اللواء اشرف ريفي هجوماً مبطناً على رئيس الوزراء اللبناني وزعيم "تيار المستقبل "سعد الحريري، دون أن يسميه، مشدداً على أن "السُّنة هم عَمود إرتكاز للبنان وطناً كريماً عربياً"، مؤكداً أن "من يدَّعي حماية كرامة السُّنة يجب أن يحمي كرامته الوطنية أولاً كي يستحق شرف تحمُّل هذه المسؤولية".

وكان الحريري بدوره قد شن هجوماً عنيفاً على ريفي من داخل طرابلس واصفاً إياه بأنه "بطل العالم في قلة الوفاء"، موجهاً سؤالاً لريفي "إذا كنت ضد "حزب الله" لماذا ترشح لوائح ضد "تيار المستقبل" في كل المناطق في لبنان".



وأضاف ريفي في كلمة له بعد إطلاق لائحة "لبنان السيادة " الانتخابية في دائرة الشمال الأولى في عكار، المدعومة من ريفي خلال مهرجان حاشد أقيم في صالة الأندلس في بلدة ببنين عكار بحضور ريفي وحشد كبير من الشخصيات السياسية والفعاليات الاجتماعية وحشد من أبناء المنطقة الذين توافدوا من مختلف القرى والبلدات العكارية "جئنا اليوم نعلن خوض المعركة الانتخابية بلائحة "لبنان السيادة" في عكار، وموعدنا في 6 مايو، موعدنا في الصناديق، موعدنا مع الاستفتاء على رفض التهميش والمس بالكرامات، وفي 6 مايو سينتصر أهل عكار بإذن الله، سينتصرون في مواجهة الفوقية واستغباء الناس".

وأضاف "إني أرى طيف محمد مفلح -ضابط الاستخبارات السورية أيام الوصاية السورية في لبنان ووزير الداخلية السوري الحالي- في لوائح من يدّعون مواجهة "حزب الله" والنظام السوري ودخول بشار الأسد إلى عكار. نعم طيف محمد مفلح عاد ليشكل لوائح عكار، لكن عكار التي طردت النظام السوري وحلفاءه في عام 2005 ليست أقل عزماً ولا عزيمة، وستسقط هذه اللوائح المفخخة بنكهة الوصاية. أتوا إلى عكار متحالفين مع أزلام الوصاية، وبدؤوا يحاضرون على الناس ويتذاكون مدّعين أنهم ضد الوصاية، فهل يعتقدون أنهم قادرون على الكذب كل الوقت على كل الناس؟ لا والله.. فالناس تعرفهم جيداً وهي قادرة أن تكشف عنتريات المنابر والممارسة الاستسلامية المشينة".

وتابع "أتوا إلى عكار ليوهموا أهلها بأنهم مازالوا على الثوابت، وعكار تسألهم اليوم: هل تسليم "حزب الله" الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب هو تمسك بالثوابت؟ عكار تسألهم: هل الحدود السائبة أمام الميليشيات العراقية وميليشيا "حزب الله" وسرايا الفتنة في بيروت والمناطق هي تمسّك بالثوابت؟ عكار تسألهم: هل حكومتهم تغطي نصرالله حليف بشار والحشد الشعبي والحوثي أم لا؟ عكار تسألهم: أهكذا تكافئون أهلها وهم الصابرون الصامدون الذين ما طالبوا يوماً إلا بحقوقهم المشروعة. هل مكافأتهم هي سعيكم لإقامة مطمر للنفايات وقطع الخدمات عن المنطقة التي هي الأكثر حرماناً في لبنان؟ ثم يهاجمون أشرف ريفي الذي اصبح بنظرهم العدو الأول. لماذا برأيكم؟ والله لو كنت سرت في تسوية الاستسلام، لكنت اليوم في جنة السلطة وفسادها. لكن كيف لي أن أنظر في وجه أهل وسام الحسن وأهل وسام عيد وأهل عكار وأهل كل الشهداء الذين قدمتهم عكار على مذبح الوطن من مدنيين وعسكريين؟".

وزاد ريفي "لو كنت سرت في تسوية الاستسلام، لكنت تنعّمت بمغانم السلطة وأصبحت بمأمن من الاغتيال والتهديد. ولكن هل أكون أنا أشرف ريفي نفسه إذا ما قبلت، وأين سأدير وجهي من ربي ووطني وضميري اذا ساومت على مبادئي وفرّطت بالأمانة ونسيت الشهداء؟".

واعتبر أنه "من واجب الدولة تنمية المناطق الحدودية في ظل الأزمة السورية التي طال أمدها. ودفع الشعب العكاري الجزء الأكبر من فاتورتها. من حق العكاريين أن ينعموا بقطاع استشفائي يوفر لهم الطبابة والعناية اللائقة إسوةً ببقية المحافظات. ومن حق متقاعدي الجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين أمضوا حياتهم في خدمة وطنهم أن يحصلوا على حقوقهم كاملة من التعويضات والمستحقات أسوةً بسائر الموظفين والعاملين في هذه الدولة. من حق عكار أن يكون لها محاكم مستقلة".

وقال ريفي "‏يحدثونك عن كرامة الطائفة السنية. أقولُ لهم كلمةً واحدة: السُّنة هم عَمود إرتكاز للبنان وطناً كريماً عربياً. لا يحمي كرامة أهل السُّنة إلا إيمانهم بربِّهم وتمسُّكهم بوطنهم، وعلى من يدَّعي حماية كرامة السُّنة أن يحمي كرامته الوطنية أولاً كي يستحق شرف تحمُّل هذه المسؤولية".