هذا ليس تحريضاً على مركز الاتصال الوطني وإنما تحفيز له لعلمي بأن العاملين فيه يبذلون قصارى جهدهم للقيام بعملهم ويمدون الليل بالنهار من أجل ملاحقة ما هو مطلوب منهم.

هم الآن مطالبون بالرد على أسئلة الخارج القادمة من وسائل إعلام تقليدية وغير تقليدية وأسئلة منظمات دولية وأسئلة حكومات، ومطالبون بالترويج لصورة البحرين الواقعية والحقيقية بما تحمله من قصص نجاحات في شتى المجالات.

وفي ذات الوقت هم في مواجهة حملات ممنهجة ومدفوعة الثمن ومعدة، وفي مواجهة شبكات استوطنت عواصم القرار الأوروبي وتعمل على تشويه صورة البحرين من هناك ممولة بموازنة ضخمة تفوق موازنة مركز الاتصال الوطني بأضعاف.

المطلوب كثير والإمكانيات محدودة والمهمة شبه مستحيلة لكنها ليست مستحيلة، وتغطية الفارق تحتاج إلى أن ينفتح المركز على الجميع ليكون له عوناً، فوحده لن يتمكن من القيام بجميع هذه المهام حتى لو ضاعفوا ميزانيته.

في الحادي والعشرين من هذا الشهر خرج لنا المجلس الأعلى للمرأة بنتائج تخص فرص تكافؤ الجنسين قفزت بالبحرين من شعارات التمكين إلى مراحل التحكيم، أسعدت جلالة الملك حفظه الله حين اطلع عليها، أنت هنا أمام قفزة نوعية وصدى نجاحات المرأة من أقوى الأصداء على سمعة ومكانة أي دولة، ولكن إلى أن يتفرغ مركز الاتصال ويعمل من هذه النتائج باقة من المخرجات الإعلامية ونقلها للعالم بطاقته تلك بسرعته الحالية بميزانيته بإمكانياته فتكون الطيور قد طارت بأرزاقها، وهذا ما حدث الآن بعد مرور أكثر من عشرة أيام على هذا الخبر.

في الحالة المثلى لهذا النوع من النتاج يستعد المجلس الأعلى للمرأة مع المركز مسبقاً في كيفية إخراج هذه النتائج وترجمتها للجمهور المحلي والدولي حتى إذا ما تمت مصدقته واطلاع جلالة الملك عليه تنشر الحملة مباشرة داخل وخارج البحرين ومعها تنتهز الفرصة للترويج لطبيعة النظام السياسي البحريني المشجع والمحفز للمرأة عبر محطاته التاريخية.

ومثل هذا المثال توجد العديد من الأمثلة على قصص النجاحات التي تقوم بها العديد من الأجهزة الحكومية، وقد كتبت عن وزارة الإسكان في مقال سابق يحتاج هو الآخر إلى من يبرز نجاحاته دولياً ومحلياً بخطاب مختلف.

وأعود أكرر أن هذا ليس بإشارة تقصير لكنه تقرير واقع لأن المركز إن أراد اللحاق بما هو مطلوب منه فإنه بحاجة لقرار الانفتاح وطلب المساعدة من الجميع.

بإمكان المركز أن يطالب من الجهات الرسمية وغيرها أن تعينه بإشراك المؤسسات معه في اللجان بأن يضع سلة يودع فيها الجميع قصص نجاحاته من مؤسسات رسمية وغير رسمية وحتى من أفراد، وبحاجة لجهاز صغير يقيم ما يرد إليه ويعيد ترتيب ما يصل إليه ومن ثم يقرر متى وكيف إطلاق ما يستحق الانطلاق في الخارج، بإعداد حملات مسبقة قبل إطلاق الخبر وقبل الإعلان الرسمي له.

بمعنى كل وزارة وهيئة حكومية تكلف هي بتقييم وبتدوين قصص نجاحاتها بتسجيلها عبر وسائل اتصال إعلامية وتواصلية بفيديو أو بأنفوجرافيك بما تشاء تجمع فيه المعلومات المطلوبة لحملة إعلامية لهذه القصة، الصحة، الإسكان، الكهرباء، النفط.. إلخ، تستعين كل منها بشركات إعلامية من القطاع الخاص لجمع محتوى هذه القصص «ومنها تحرك هذا القطاع» وتسهل مهمة مركز الاتصال ثم تودع ما أنتجته في سلة مركز الاتصال الوطني، وبذلك تقطع نصف المسافة وتوفر على المركز وقتاً ومالاً وجهداً، وما على المركز إلا اختيار الأفضل وتقديمه للعالم بحملة دولية لا تخاطب فيها المتلقي البحريني فحسب بل الأجنبي أيضاً، ولكل لغته الخاصة في التواصل.

وكل قصة نجاح إن فات زمن عرضها فقدت الكثير من مقومات انتشارها.

وسواء هذه الفكرة أو غيرها من الأفكار، المهم أن نتحرك بسرعة غير سرعتنا الحالية، فمازالت حركتنا ردات فعل وردوداً على أسئلة فكيف سنمتلك القدرة والوقت على المبادرة والاستباق.