ثمار العطاء

بقلم:



الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية

من مقر الأمم المتحدة في جنيف

عندما جاءني التكلييف من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، بتمثيل مملكة البحرين في المؤتمر الرفيع المستوى لجمع التبرعات للأزمة الإنسانية في اليمن، وذلك بناء على توجيهات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبالتنسيق مع معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية، مر بذاكرتي شريط من الذكريات الجميلة عمرها حوالي عشر سنوات، عندما بدأنا بالمؤسسة الخيرية الملكية في العمل الإغاثي خارج البحرين و مساعدة الأشقاء الفلسطينيين في غزة، وكان العالم في ذلك الوقت يعاني من انهيار كبير في الأسواق العالمية، واجتاحت العالم أزمة اقتصادية كبيرة، وبالرغم من امكانيات مملكة البحرين المتواضعة، والأثر الكبير الذي عانت منه جراء هذه الأزمة العالمية، فقد كانت أول دولة تدخل إلى غزة وتقدم مساعداتها، وكانت توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ومن خلفه الحكومة الرشيدة والشعب البحريني الكريم، تعمل على تقديم العون للأشقاء دون النظر إلى الأزمة العالمية، حيث كانت المسؤولية والعلاقة الأخوية والإنسانية أكبر من جميع الأزمات.

واستمرت يد الخير تتواصل في مملكة حمد الخير ايماناً بأن العمل الخيري والإنساني يجلب الخير والسعادة للجميع، فواصلت مملكة البحرين مد يدها البيضاء ومساندة الأشقاء والأصدقاء، ورغم استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن قوافل الخير كانت تواصل مسيرتها في مساعدة الآخرين وتنتقل من البحرين إلى الدول المنكوبة في مختلف أنحاء العالم في الصومال والنيبال والفلبين وباكستان وغزة وغيرها من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة المنكوبة، ولم يتوقف العمل الخيري والإنساني ولم تتوانى البحرين في أداء واجبها نحو الأشقاء والأصدقاء رغم الظروف، وصدق وعد الله القائل (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) فكان الخبر الجميل بإكتشاف أكبر حقل نفط في تاريخ البحرين منذ عام 1932م، فعلمت بأن هذا هو الخير والإحسان من الله سبحانه وتعالى على ماتقوم به مملكة البحرين من دعم للأشقاء والأصدقاء، فقد حان أوان قطف ثمار العطاء. وفي غمرة هذه الفرحة والبهجة جاءت التوجيهات السامية للمشاركة في هذا المؤتمر ومواصلة الخير والعطاء امتثالاً لقوله تعالى (لإن شكرتم لأزيدنكم) لتعلن مملكة البحرين عن إنشاء مركزاً للقلب للأشقاء في اليمن.

وبمناسبة هذا العطاء الذي تواصله البحرين والخير الذي مَن الله به علينا أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى قائد العمل الإنساني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، مع خالص شكري وتقديري للجهود الكبيرة التي بذلت من معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط، وزملائي في القطاع النفطي على جهودهم الجبارة التي بذلت في هذا الصدد.

مهنئاَ شعب البحرين الكريم على هذا الإكتشاف، راجياً من الله العلي القدير أن يبارك في هذا العطاء والخير ليكون دفعة جديدة في شريان التنمية والعمل الإنساني والإقتصاد الوطني لمملكتنا الغالية في ظل العهد الزاهر لسيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.