معبر مخيم الوافدين - (أ ف ب): غادر مساء الثلاثاء 1200 مقاتل ومدني على متن حافلات من مدينة دوما الى جرابلس في شمال سوريا في اليوم الثاني من عملية اجلاء مقاتلي المعارضة من هذا الجيب الأخير المتبقي تحت سيطرتهم في على أبواب دمشق تنفيذاً لاتفاق رعته روسيا ويمهد الطريق لاستعادة النظام السيطرة على الغوطة الشرقية بأكملها.

وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا"، "غادرت الدفعة الثانية من "جيش الإسلام" وعائلاتهم عبر الحافلات من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى منطقة جرابلس وذلك تمهيدا لإخلاء المدينة من الإرهابيين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليها".

واضافت الوكالة ان "24 حافلة تقل 1198 مسلحا من "جيش الإسلام" وعائلاتهم خرجت مساء الثلاثاء من دوما إلى جرابلس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري".



وتشكل سوريا محور قمة ثلاثية تعقد الأربعاء في أنقرة وتجمع رؤساء تركيا وايران وروسيا الدول الثلاث الأكثر تاثيراً في النزاع السوري المستمر منذ أكثر سبع سنوات.

وبحسب سانا فقد تم الاثنين في اليوم الاول لبدء عملية الاجلاء "إخراج 1130 مسلحا من "جيش الإسلام" وعائلاتهم من دوما إلى جرابلس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري".

وأعلنت روسيا مساء الأحد التوصل الى اتفاق "مبدئي على انسحاب مقاتلي جيش الاسلام" من مدينة دوما. ولم يصدر عن جيش الاسلام الذي يضم نحو 10 آلاف مقاتل يسيطرون على دوما أي تأكيد رسمي بشأنه، فيما يمتنع المتحدثون باسمه عن التعليق على أسئلة الصحافيين المباشرة وعبر قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وينص الاتفاق وفق ما نشر الاعلام السوري الرسمي على "خروج الارهابيين من دوما" إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي و"تسوية أوضاع المتبقين (...) وعودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم الارهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة".

وكان مصدر عسكري سوري اكد عصر الثلاثاء عند المعبر استكمال "الاجراءات اللوجستية" لاستئناف إخراج دفعة جديدة لكنه أشار الى "خلاف داخل صفوف جيش الاسلام في ما يتعلق بخروجهم".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التباين في وجهات النظر بين قياديي الفصيل أدى الى "فرملة" عملية الاجلاء الثلاثاء، ما يفسر عدد الحافلات القليل التي خرجت من دوما موضحاً أن "الجناح المتشدد في جيش الاسلام ما زال على موقفه الرافض لاتفاق الاجلاء".

وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير ترافق لاحقاً مع عملية برية وتسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، ضيّقت القوات الحكومية تدريجياً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب.

وبعدما ازداد الضغط عليها، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على اجلاء مقاتليهما بموجب اتفاق مع روسيا. وجرى خلال 11 يوماً اجلاء أكثر من 46 ألف شخص من مقاتلين ومدنيين الى شمال غرب سوريا. وبات الجيش السوري يسيطر حالياً على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية.

وعززت القوات الحكومية انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.

وتعرض جيش الإسلام لضغوط داخلية من سكان دوما الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري.

وبدأت عملية الإجلاء ظهر الاثنين وتم بموجبها اجلاء أكثر من 1100 شخص الاثنين، بينهم 700 امرأة وطفل على الأقل، وفق المرصد.

ووصلت القافلة مساء الاثنين الى وجهتها شمال سوريا، وفق ما أفاد مراسل لفرانس برس بعد تأخير منحها اذناً بالمرور الى مناطق سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة.

وشهدت دوما التي يقيم فيها عشرات الآلاف خروج نازحين منها بشكل يومي خلال الاسبوعين الاخيرين إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم الى مراكز ايواء في ريف دمشق.

وأوردت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات في عددها الثلاثاء أنه "مع الاعلان عن بدء اخراج ميليشيا جيش الاسلام.. تغلق دمشق أحدى أخطر بوابات الارهاب عليها".

وفي بيان اثر انتهاء عملية الاجلاء من الجيب الجنوبي في الغوطة الشرقية، اعتبرت قيادة الجيش السوري السبت أن "الانتصار في الغوطة الشرقية (...) يوجه ضربة قاصمة للمشروع الإرهابي تجاه سوريا".

واكدت أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق "إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها".

ولطالما شكل وجود الفصائل في الغوطة الشرقية تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لقذائف أوقعت مئات الضحايا.

ومع تقدم الجيش داخل الغوطة الشرقية، توجه عشرات آلاف المدنيين الى مناطق سيطرة القوات الحكومية في ريف دمشق.

وأكد مصدر عسكري سوري في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "أكثر من 40 الف شخص.. عادوا الى مختلف القرى والبلدات التي حررها الجيش من الارهاب".

وخلال سنوات النزاع، الذي تسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص، شهدت مناطق عدة عمليات إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية عام 2016.

ويحضر الملف السوري الأربعاء في قمة تجمع الرئيس التركي طيب رجب اردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني.

وترعى الدول الثلاث منذ يناير 2017 محادثات آستانا، التي استبعدت منها واشنطن، وشكلت مساراً منافساً للمفاوضات الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وأدت محادثات آستانا إلى اتفاق قضى بإقامة "مناطق خفض توتر" في سوريا، ما ساعد في تراجع العنف ميدانيا في بعض المناطق. غير أن البحث عن تسوية للنزاع في سوريا يراوح مكانه في ظل تضارب المصالح بين موسكو وأنقرة وطهران.