* أردوغان وبوتين وروحاني يدعون إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في سوريا

دمشق - رامي الخطيب، وكالات

عثر صباح الأربعاء على جثة مدير الإسكان في درعا جنوب سوريا المهندس المدني محمود البلخي. وكان البلخي قد تعرض للاختطاف منذ يومين قبل أن يتم تصفيته، دون أن تتبنى أية جهة عملية قتله. والبلخي يشغل منصب مدير الإسكان في حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد وهو من أهالي قرية أم ولد بريف درعا الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر.



يذكر أن العقيد إبراهيم الرفاعي المنشق عن جيش الأسد وهو من قرية أم ولد أيضاً قتل بذات الطريقة وعثر على جثته في ذات المكان منذ أعوام بعد أن أعلن عن تشكيل جيش وطني يكون بديلاً للمتطرفين في الجنوب ولم تتبن أي جهة اغتياله حتى اليوم.

وتشهد الأماكن الخاضعة لسيطرة المعارضة فلتانا أمنياً وسط عجز المخافر الثورية عن فعل شيء لضبط الأمور.

من ناحية أخرى، تعهد رؤساء روسيا وإيران وتركيا الأربعاء في أنقرة العمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في سوريا بعد أكثر من 7 سنوات من الحرب، وذلك عقب قمة تهدف إلى تعزيز احتمالات السلام وتعزيز نفوذ هذه الدول في سوريا.

وجدد كل من الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني في بيان مشترك تأكيد التزامهم التعاون من اجل "التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة" في سوريا.

والقمة الثلاثية هي الثانية التي تعقد في أنقرة عقب اللقاء الأخير بين قادة الدول الثلاث حول الملف السوري في 22 نوفمبر في سوتشي وأفضى إلى مؤتمر وطني سوري باء بالفشل في المنتجع الروسي.

إلا انه لم يتم في ختام القمة الإعلان عن اختراقات كبيرة، وأشارت تصريحات القادة الثلاث إلى توتر محتمل في التحالف الذي يرى المحللون أنه قد يكون هشاً.

وأيد القادة الثلاث محادثات السلام في أستانة عاصمة كازخستان، التي يقولون انها عملية موازية للمناقشات التي تجري في جنيف بدعم من الامم المتحدة.

وفي مؤتمر صحافي عقب القمة أكد أردوغان أن لقاء الزعماء الثلاث ومحادثات أستانة ليست "بديلة" لعملية جنيف للسلام في سوريا.

غير ان الزعماء الثلاث قالوا حتى الآن إن "صيغة محادثات الأستانة هي المبادرة الدولية الفعالة الوحيدة التي ساعدت على خفض العنف في سوريا وأسهمت في السلام والاستقرار".

ويرى خبراء أن أنقرة وموسكو وطهران تتطلع إلى الاستفادة من ضعف النفوذ الغربي في سوريا والتردد في الالتزام عسكرياً.

وقبل ساعات من القمة اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، مؤكداً أنه سيتم اتخاذ قرار "في وقت قريب جداً".

إلا أن روحاني رد بالقول إن "الأمريكيين يقولون شيئاً مختلفاً كل يوم".

وعلى عكس الغرب فإن الدول الثلاث نشرت قوات وقدرات عسكرية كبيرة في سوريا، حيث تحظى طهران بتواجد واسع على الأرض، بينما تهيمن موسكو على الأجواء.

تركيا بدورها أخرجت المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين في 18 مارس بعد شهرين من شنها هجوماً على شمال سوريا بدعم من مقاتلي المعارضة السورية.

وألمحت أنقرة إلى أنها قد توسع عملياتها في سوريا إلى مدينة منبج الكردية وشرقاً إضافة إلى مدينة تل رفعت شمال سوريا.

وقال أردوغان "نحن مستعدون للعمل مع أصدقائنا الإيرانيين والروس لجعل منطقة تل رفعت صالحة ليعيش فيها اخواننا واخواتنا السوريون".

وأضاف "من المفيد أن أكرر مرة جديدة هنا أننا لن نتوقف قبل أن تصبح المنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب آمنة، خصوصاً منبج".

وحتى الان تمكنت القوى الثلاث من الابقاء على خلافاتها بشأن سوريا جانباً.

فبينما تدعم موسكو وطهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد سياسياً وعسكرياً، فقد دعت تركيا مراراً إلى الإطاحة به ودعم المقاتلين المعارضين.

غير أن خبراء يرون أن الخلافات بين موسكو وأنقرة قد تعود إلى الظهور في حال قرر النظام توجيه اهتمامه إلى محافظة ادلب.

ولا تزال ادلب قضية ساخنة ايضا، خصوصاً اذا قرر النظام السوري مهاجمتها بعد أن بات قاب قوسين من استعادة الغوطة الشرقية بأكملها من الفصائل المسلحة.

وهذه المنطقة الواقعة شمال غرب سوريا خارجة بالكامل تقريباً عن سيطرة النظام السوري ويسيطر عليها حالياً جهاديو الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

لكنها أيضاً واحدة من مناطق "خفض التوتر" وأقامت فيها تركيا مركز مراقبة، لكن هذا لا يمنع النظام السوري من شن هجمات متقطعة.

فتركيا تحرص على منع النظام من مهاجمة المحافظة التي يسكنها نحو 2.5 مليون شخص. الا أن موسكو ترغب من انقرة كذلك أن تمارس نفوذها على الجهاديين الذين يسيطرون على المحافظة.

وقد تظهر كذلك توترات خلف الكواليس بين روسيا وايران، إذ أن موسكو اكثر رغبة من طهران في تطبيق اصلاحات في سوريا في ظل الأسد.

من ناحية أخرى وبحسب الرئاسة الإيرانية، فقد قال روحاني في جلسة مغلقة أن منطقة عفرين التي سيطرت عليها تركيا والقوات الحليفة لها في منطقة عفرين يجب أن تسلم إلى الجيش السوري.

وأكد أن الجيش السوري "لا يزال رمز السيادة الوطنية لهذا البلد".

كما أعرب أردوغان عن قلقه إزاء الوضع في الغوطة الشرقية التي تعرضت لحملة قصف كثيفة من قوات النظام المدعومة من روسيا خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى أزمة إنسانية خطيرة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن عمليات الإجلاء من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لمقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم مستمرة لليوم الثالث على التوالي. وقال أردوغان إن سفك الدماء في الغوطة كان "بلا رحمة" إلا أنه تجنب توجيه ان انتقاد مباشر لروسيا وبوتين الذي يدعم النظام السوري. وقتل أكثر من 350 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع أعمال العنف في 2011، فيما شرد الملايين من منازلهم.