- العاهل يستقبل ولي العهد بمناسبة اكتشاف موارد كبيرة من النفط والغاز
- إنجازنا قصة نجاح جديدة لقدرتنا على تطويع التحديات وتحويلها لإنجازات
- استثمار هذه الموارد لتكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد
- حان الوقت لتجنب ما تسبب في عدم اكتشاف أي حقل جديد منذ الاكتشاف الأول
- استطعنا بعزمنا وإصرارنا التوجيه نحو تكثيف خطط البحث والتنقيب
- اتصالات مستمرة واجتماعات مكثفة وشجعنا الرغبات الوطنية الصادقة لإنجاح الجهود
- نفرح معكم بهذا الإنجاز الكبير لبلادنا باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخنا
- ما يقدمه الأشقاء من دعم لتحقيق الاستدامة لاستقلالية اقتصادنا دين في أعناقنا
- استحداث حزمة مشاريع بالنفط والغاز والبنية التحتية لخلق فرص واعدة للمواطنين
- نحن أمام عهد جديد نعمل من خلاله وبكل عزم وإصرار لمواصلة التطوير والتنمية
- تنفيذ المبادرات الفعالة لزيادة الإيرادات غير النفطية والتوظيف الأمثل للموارد المالية
- دور محوري للمواطنين في الاستمرار ببناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونهضته
- نفخر بما تبذله السواعد البحرينية الشابة من إسهامات نجحت بتحقيق هذه النتائج الطيبة
- هذه الانطلاقة تسهل الكثير من الأمور للدولة وتساعد في تأمين الحياة الكريمة للمواطنين
- الاقتصاد الوطني يشهد نمواً طبيعياً وتطوراً كبيراً والاستمرار في دعم نموه
- المواطن البحريني يتميز بحبه للعمل ويعتبره أمراً مقدساً
- ثقافة حب العمل والتفاني والاخلاص متأصلة لدى جميع المواطنين البحرينيين
- ولي العهد يقدم عينة من إنتاج حقل خليج البحرين
..
أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، "أن ما تم الإعلان عنه من اكتشاف لأكبر حقل في تاريخ البحرين هو بشرى خير سيكون لها صدى إيجابي على تعزيز مكانة المملكة في العالم واستمرار مسيرة التنمية الشاملة لصالح جميع أبنائها، وستحكي عنه بكل فخر أجيالها القادمة".
وأكد جلالته خلال استقباله في قصر الصخير الأربعاء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي، بمناسبة اكتشاف موارد كبيرة من النفط الصخري الخفيف والغاز هي الأكبر في تاريخ المملكة، على الدور المحوري للمواطنين في الاستمرار في بناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونـهضته، يدفعهم إلى ذلك إخلاصهم وطموحهم.
وأضاف جلالته "بإدارة أهل البحرين الطيبين سنقوم باستثمار هذه الموارد التي نتطلع بأن تكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد، الذي يحقق لمملكة البحرين ومواطنيها الخير والازدهار".
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
صاحب السمو الملكي ولي العهد،
أصحاب السمو،
الحضور الكريم،
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،
"وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" (صدق الله العظيم).
لقد أنعم الله بكرمه وتوفيقه على مملكة البحرين وأبنائها منذ مئات السنين بالقدرة على التقدم والتميز في العطاء، ولقد كان لآبائنا وأجدادنا الدور الرائد في صياغة نهضة حضارية وإنسانية، حققت للبحرين الريادة والسبق في مجالات الطب والتعليم والصناعة وأن تكون مركزاً هاماً للمالِ والتجارةِ والخدمات الصحية.
ولم يكن مجال النفط بعيداً عن تلك الإرادة الوطنية الجادة، حيث تم اكتشاف أول بئر في حقل البحرين في عام 1932، في عهد الجد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة يرحمه الله، والتي حرصت إدارة الدولة ومنذ ذلك الاكتشاف النفطي التاريخي، على تسخير موارده وتنمية مشتقاته بما يعود بالنفع على مسيرة الوطن ولرفاه المواطن البحريني.
وبالنظر إلى ما مر به القطاع النفطي من نمو على مدى عقوده الأولى، إلا أن وبعد تغير في السياسات التي اتخذها المسؤولون عن القطاع آنذاك، أدت إلى ضعف الخطط الموجهة لاستكشاف المزيد من الموارد الطبيعية وكانت الحجة ندرة الفرص الواعدة، واليوم قد حان الوقت لتجنب ما تسبب في عدم اكتشاف أي حقل جديد منذ الاكتشاف الأول، حيث أن رغبتنا لزيادة وتيرة النمو كانت دوماً أكبر وأعمق من واقع الحال.
واستطعنا، ولله الحمد من خلال عزمنا واصرارنا بالتوجيه نحو تكثيف خطط البحث والتنقيب، كما أجرينا الاتصالات المستمرة وعقدنا اجتماعات مكثفة، وشجعنا الرغبات الوطنية الصادقة في إنجاح تلك الجهود، ليأتينا الرد اليوم على تساؤلنا، لنفرح معكم بهذا الإنجاز الكبير لبلادنا باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخنا، ولنكتب بذلك قصة نجاح جديدة لقدرتنا على تطويع التحديات وتحويلها لإنجازات، فالشكر لله أولاً وأخيراً والحمد له سبحانه الذي بنعمته تتم الصالحات.
ولعله من الضروري، أن نتوجه بالشكر والتقدير لأشقائنا على ما قدموه ويقدمونه من برامج الدعم، التي هي خير معين لنا في استمرار مشاريع التنمية والتطوير.
ونؤكد في هذا السياق، بأن ما يقدمه الأشقاء من دعم مستمر لتحقيق الاستدامة في استقلالية اقتصادنا الوطني لهو دين في أعناقنا لن ننسى فضله، وكما قال الله عز وجل "ولا تنسوا الفضل بينكم" (صدق الله العظيم)، وهو أمر سيمكننا من استعادة موقعنا لكل ما هو خير لهم وللجميع، ولقد عملنا طوال تلك الفترة وبشكل موازي لتنمية الاقتصاد الوطني باستحداث وتدشين حزمة من أكبر المشاريع في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والمواصلات وتقنية المعلومات، ليصب ذلك في خلق الفرص الواعدة لجميع أبناء الوطن.
ومع هذا الاكتشاف الكبير، نجد أنفسنا أمام عهد جديد نعمل من خلاله وبكل عزم واصرار لمواصلة التطوير والتنمية بالتمسك في تنفيذ البرامج والمبادرات الفعالة لزيادة الإيرادات غير النفطية والتوظيف الأمثل للموارد المالية، وصولاً لرؤيتنا في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
الحضور الكريم، إن ما تم الإعلان عنه من اكتشاف لأكبر حقل في تاريخ البحرين هو بشرى خير سيكون لها صدى إيجابي على تعزيز مكانة المملكة في العالم واستمرار مسيرة التنمية الشاملة لصالح جميع أبنائها، وستحكي عنه بكل فخر أجيالها القادمة.
ونود في هذا السياق، أن نؤكد على الدور المحوري للمواطنين في الاستمرار في بناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونهضته، يدفعهم إلى ذلك إخلاصهم وطموحهم، وبإدارة أهل البحرين الطيبين سنقوم باستثمار هذه الموارد التي نتطلع بأن تكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد، الذي يحقق لمملكة البحرين ومواطنيها الخير والازدهار.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نعرب عن فخرنا بما تبذله السواعد البحرينية الشابة من إصرار وعزم وإسهامات نجحت بشكل باهر في تحقيق هذه النتائج الطيبة، وبهذه المناسبة التاريخية الهامة يسعدنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لابننا البار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط، وفريق العمل في الهيئات والشركات الوطنية للنفط الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز وكانوا موفقين على من سبقهم في هذا المجال، ونتطلع إلى استمرار جهودهم المشكورة لمتابعة استثمار هذا الإنجاز لصالح الوطن والمواطنين.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ البحرين وأهلها، وأن يديم علينا جميعاً نعمته، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بعد ذلك، قدم صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عينة من إنتاج حقل خليج البحرين.
وخلال اللقاء، تحدث جلالة الملك المفدى مع الحضور، وقال جلالته إن البحرين بفضل من الله تعالى هي بلد خير، وأن أهلها الطيبون يستحقون كل الخير، وقد أنعم الله على البحرين بأن تكون الانطلاقة الأولى فيها عام 1932 وبعون من الله وتوفيقه تكون الانطلاقة الثانية في هذا الوقت الصعب، وبإذن الله تعالى ستسهم هذه الانطلاقة في تسهيل الكثير من الأمور التي تحتاجها الدولة وستساعد في تأمين الحياة الكريمة للمواطنين.
وأشار جلالته الى أن الاقتصاد الوطني يشهد نمواً طبيعياً وتطوراً كبيراً، مؤكداً على أهمية المحافظة على روح العمل الجماعي المشترك وقبول التحدي والاستمرار في دعم النمو الاقتصادي المعروف بتنافسيته مقارنة بدول كثيرة.
وأكد جلالة الملك المفدى أن المواطن البحريني يتميز بحبه للعمل ويعتبره أمراً مقدساً حيث يبدأ بأداء مهامه في الصباح ويبدي استعداده لمواصلة القيام بها بعد انتهاء الدوام الرسمي، حيث إن ثقافة حب العمل والتفاني والاخلاص فيه متأصلة لدى جميع المواطنين البحرينيين والذين لم تنتشر بينهم ثقافة التقاعد وترك العمل لأن هم المواطن البحريني هو خدمة وطنه، ولم يتقاعد سوى المواطنين الذين عمل الكثير منهم خلال فترة شبابهم في المؤسسات الوطنية مثل شركة نفط البحرين " بابكو" وبعض المؤسسات الأمنية وبعض الشركات المنتجة وقاموا بأداء مهامهم على أكمل وجه حتى وصلوا إلى مستوى الاحتراف بجدارة عالية.
وأشار جلالته، إلى أن العمل مستمر على ان تعم هذه الروح وثقافة العمل المخلص على الجميع، لأن العالم أصبح يتطلع إلى الاحترافية في كل المجالات، ولذلك فإن الاحترافية أصبحت عنصراً هاماً ومكوناً أساسياً لابد من السعي لتطبيقه دائماً.
وحث جلالة الملك المفدى الشباب على التنافس في مجال الاحترافية والمهنية باعتبارها المعيار الذي يتم من خلاله تقييم أهمية العمل والوصول للمراكز المتقدمة فيه، وفي حال تنافس أي اثنان في تقييم جودة العمل فإن كفة صاحب الاحتراف هي التي ترجح نظراً لقيمتها الكبيرة.
وأكد جلالة الملك المفدى أن البحرين بلد مبارك وأهلها وأهل الخليج يستحقون كل الخير، مؤكداً على المواقف المشرفة لأهل الخليج وقيامهم بدعم البحرين خلال فترة كانت فيها بحاجة لدعمهم، قائلاً إن هذا الدعم لهو دين في الرقبة حتى وان لم يتم الحديث عنه أو الاتفاق عليه، لكن الانسان وهذا طبعه يقبل بالشيء حتى يقوم بواجبه وإن تمكن من رد الجميل فهذا ينبع من قيمه النبيلة، مؤكداً أن ذلك ما يقوم به أهل البحرين الكرام، مشيراً جلالته إلى أنه وجد هذه القيم الأصيلة في أهل البحرين من خلال معرفته بهم ودراسته وعمله معهم.
وأشار جلالته إلى أن هناك كلمة حق لا بد أن تقال في حق من أسهموا في تأسيس صناعة النفط في البحرين على هذا النحو وتميزوا بالاحتراف إلى أقصى درجة، مستذكراً جلالته أن مركز التدريب المهني في شركة نفط البحرين " بابكو" كان أحد المؤسسات الحكومية الهامة.
وقال جلالته إن د.عبدالحسين ميرزا وزير شؤون الكهرباء والماء هو أحد الأوائل الذين درسوا وتعلموا الجوانب الفنية في هذه الصناعة ووصلوا إلى مراكز عالية بفضل التدريب الجيد، معرباً عن شكره وتقديره إلى د.عبدالحسين ميرزا لأنه أحد من أسسوا هذه الصناعة وساهموا في تحقيق هذا الإنجاز بفضل العمل المخلص والروح الطيبة والاجتهاد في أداء المهام.
وقال جلالته في ختام حديثه إن المسيرة مستمرة ولابد من تكاتف الجهود واجتماعها بهدف أن يعم الخير على جميع أهل البحرين الطيبين.
من جانبهم، رفع الحضور إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أسمى آيات التهاني والتبريكات معبرين عن بالغ الفخر وعظيم الاعتزاز بهذا الانجاز الوطني الذي تحقق في العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، مشيدين بتوجيهات جلالته السامية بإعطاء الأولوية القصوى لعمليات استكشاف النفط لتوظيف هذا المورد الحيوي لخدمة المسيرة التنموية من أجل خير وازدهار البحرين ورفاه شعبها العزيز.
وأكدوا أن هذا الاكتشاف الكبير يشكل رافداً مهماً للدفع بعجلة مبادرات التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية وامتداداً لمسيرة الخير والبناء تحت قيادة جلالته.
- إنجازنا قصة نجاح جديدة لقدرتنا على تطويع التحديات وتحويلها لإنجازات
- استثمار هذه الموارد لتكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد
- حان الوقت لتجنب ما تسبب في عدم اكتشاف أي حقل جديد منذ الاكتشاف الأول
- استطعنا بعزمنا وإصرارنا التوجيه نحو تكثيف خطط البحث والتنقيب
- اتصالات مستمرة واجتماعات مكثفة وشجعنا الرغبات الوطنية الصادقة لإنجاح الجهود
- نفرح معكم بهذا الإنجاز الكبير لبلادنا باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخنا
- ما يقدمه الأشقاء من دعم لتحقيق الاستدامة لاستقلالية اقتصادنا دين في أعناقنا
- استحداث حزمة مشاريع بالنفط والغاز والبنية التحتية لخلق فرص واعدة للمواطنين
- نحن أمام عهد جديد نعمل من خلاله وبكل عزم وإصرار لمواصلة التطوير والتنمية
- تنفيذ المبادرات الفعالة لزيادة الإيرادات غير النفطية والتوظيف الأمثل للموارد المالية
- دور محوري للمواطنين في الاستمرار ببناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونهضته
- نفخر بما تبذله السواعد البحرينية الشابة من إسهامات نجحت بتحقيق هذه النتائج الطيبة
- هذه الانطلاقة تسهل الكثير من الأمور للدولة وتساعد في تأمين الحياة الكريمة للمواطنين
- الاقتصاد الوطني يشهد نمواً طبيعياً وتطوراً كبيراً والاستمرار في دعم نموه
- المواطن البحريني يتميز بحبه للعمل ويعتبره أمراً مقدساً
- ثقافة حب العمل والتفاني والاخلاص متأصلة لدى جميع المواطنين البحرينيين
- ولي العهد يقدم عينة من إنتاج حقل خليج البحرين
..
أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، "أن ما تم الإعلان عنه من اكتشاف لأكبر حقل في تاريخ البحرين هو بشرى خير سيكون لها صدى إيجابي على تعزيز مكانة المملكة في العالم واستمرار مسيرة التنمية الشاملة لصالح جميع أبنائها، وستحكي عنه بكل فخر أجيالها القادمة".
وأكد جلالته خلال استقباله في قصر الصخير الأربعاء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي، بمناسبة اكتشاف موارد كبيرة من النفط الصخري الخفيف والغاز هي الأكبر في تاريخ المملكة، على الدور المحوري للمواطنين في الاستمرار في بناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونـهضته، يدفعهم إلى ذلك إخلاصهم وطموحهم.
وأضاف جلالته "بإدارة أهل البحرين الطيبين سنقوم باستثمار هذه الموارد التي نتطلع بأن تكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد، الذي يحقق لمملكة البحرين ومواطنيها الخير والازدهار".
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
صاحب السمو الملكي ولي العهد،
أصحاب السمو،
الحضور الكريم،
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،
"وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" (صدق الله العظيم).
لقد أنعم الله بكرمه وتوفيقه على مملكة البحرين وأبنائها منذ مئات السنين بالقدرة على التقدم والتميز في العطاء، ولقد كان لآبائنا وأجدادنا الدور الرائد في صياغة نهضة حضارية وإنسانية، حققت للبحرين الريادة والسبق في مجالات الطب والتعليم والصناعة وأن تكون مركزاً هاماً للمالِ والتجارةِ والخدمات الصحية.
ولم يكن مجال النفط بعيداً عن تلك الإرادة الوطنية الجادة، حيث تم اكتشاف أول بئر في حقل البحرين في عام 1932، في عهد الجد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة يرحمه الله، والتي حرصت إدارة الدولة ومنذ ذلك الاكتشاف النفطي التاريخي، على تسخير موارده وتنمية مشتقاته بما يعود بالنفع على مسيرة الوطن ولرفاه المواطن البحريني.
وبالنظر إلى ما مر به القطاع النفطي من نمو على مدى عقوده الأولى، إلا أن وبعد تغير في السياسات التي اتخذها المسؤولون عن القطاع آنذاك، أدت إلى ضعف الخطط الموجهة لاستكشاف المزيد من الموارد الطبيعية وكانت الحجة ندرة الفرص الواعدة، واليوم قد حان الوقت لتجنب ما تسبب في عدم اكتشاف أي حقل جديد منذ الاكتشاف الأول، حيث أن رغبتنا لزيادة وتيرة النمو كانت دوماً أكبر وأعمق من واقع الحال.
واستطعنا، ولله الحمد من خلال عزمنا واصرارنا بالتوجيه نحو تكثيف خطط البحث والتنقيب، كما أجرينا الاتصالات المستمرة وعقدنا اجتماعات مكثفة، وشجعنا الرغبات الوطنية الصادقة في إنجاح تلك الجهود، ليأتينا الرد اليوم على تساؤلنا، لنفرح معكم بهذا الإنجاز الكبير لبلادنا باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخنا، ولنكتب بذلك قصة نجاح جديدة لقدرتنا على تطويع التحديات وتحويلها لإنجازات، فالشكر لله أولاً وأخيراً والحمد له سبحانه الذي بنعمته تتم الصالحات.
ولعله من الضروري، أن نتوجه بالشكر والتقدير لأشقائنا على ما قدموه ويقدمونه من برامج الدعم، التي هي خير معين لنا في استمرار مشاريع التنمية والتطوير.
ونؤكد في هذا السياق، بأن ما يقدمه الأشقاء من دعم مستمر لتحقيق الاستدامة في استقلالية اقتصادنا الوطني لهو دين في أعناقنا لن ننسى فضله، وكما قال الله عز وجل "ولا تنسوا الفضل بينكم" (صدق الله العظيم)، وهو أمر سيمكننا من استعادة موقعنا لكل ما هو خير لهم وللجميع، ولقد عملنا طوال تلك الفترة وبشكل موازي لتنمية الاقتصاد الوطني باستحداث وتدشين حزمة من أكبر المشاريع في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والمواصلات وتقنية المعلومات، ليصب ذلك في خلق الفرص الواعدة لجميع أبناء الوطن.
ومع هذا الاكتشاف الكبير، نجد أنفسنا أمام عهد جديد نعمل من خلاله وبكل عزم واصرار لمواصلة التطوير والتنمية بالتمسك في تنفيذ البرامج والمبادرات الفعالة لزيادة الإيرادات غير النفطية والتوظيف الأمثل للموارد المالية، وصولاً لرؤيتنا في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
الحضور الكريم، إن ما تم الإعلان عنه من اكتشاف لأكبر حقل في تاريخ البحرين هو بشرى خير سيكون لها صدى إيجابي على تعزيز مكانة المملكة في العالم واستمرار مسيرة التنمية الشاملة لصالح جميع أبنائها، وستحكي عنه بكل فخر أجيالها القادمة.
ونود في هذا السياق، أن نؤكد على الدور المحوري للمواطنين في الاستمرار في بناء وطنهم وتحقيق تـقدمه ونهضته، يدفعهم إلى ذلك إخلاصهم وطموحهم، وبإدارة أهل البحرين الطيبين سنقوم باستثمار هذه الموارد التي نتطلع بأن تكون نبضاً متجدداً يربط الطموحات والأماني بالعمل الجاد، الذي يحقق لمملكة البحرين ومواطنيها الخير والازدهار.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نعرب عن فخرنا بما تبذله السواعد البحرينية الشابة من إصرار وعزم وإسهامات نجحت بشكل باهر في تحقيق هذه النتائج الطيبة، وبهذه المناسبة التاريخية الهامة يسعدنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لابننا البار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط، وفريق العمل في الهيئات والشركات الوطنية للنفط الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز وكانوا موفقين على من سبقهم في هذا المجال، ونتطلع إلى استمرار جهودهم المشكورة لمتابعة استثمار هذا الإنجاز لصالح الوطن والمواطنين.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ البحرين وأهلها، وأن يديم علينا جميعاً نعمته، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بعد ذلك، قدم صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عينة من إنتاج حقل خليج البحرين.
وخلال اللقاء، تحدث جلالة الملك المفدى مع الحضور، وقال جلالته إن البحرين بفضل من الله تعالى هي بلد خير، وأن أهلها الطيبون يستحقون كل الخير، وقد أنعم الله على البحرين بأن تكون الانطلاقة الأولى فيها عام 1932 وبعون من الله وتوفيقه تكون الانطلاقة الثانية في هذا الوقت الصعب، وبإذن الله تعالى ستسهم هذه الانطلاقة في تسهيل الكثير من الأمور التي تحتاجها الدولة وستساعد في تأمين الحياة الكريمة للمواطنين.
وأشار جلالته الى أن الاقتصاد الوطني يشهد نمواً طبيعياً وتطوراً كبيراً، مؤكداً على أهمية المحافظة على روح العمل الجماعي المشترك وقبول التحدي والاستمرار في دعم النمو الاقتصادي المعروف بتنافسيته مقارنة بدول كثيرة.
وأكد جلالة الملك المفدى أن المواطن البحريني يتميز بحبه للعمل ويعتبره أمراً مقدساً حيث يبدأ بأداء مهامه في الصباح ويبدي استعداده لمواصلة القيام بها بعد انتهاء الدوام الرسمي، حيث إن ثقافة حب العمل والتفاني والاخلاص فيه متأصلة لدى جميع المواطنين البحرينيين والذين لم تنتشر بينهم ثقافة التقاعد وترك العمل لأن هم المواطن البحريني هو خدمة وطنه، ولم يتقاعد سوى المواطنين الذين عمل الكثير منهم خلال فترة شبابهم في المؤسسات الوطنية مثل شركة نفط البحرين " بابكو" وبعض المؤسسات الأمنية وبعض الشركات المنتجة وقاموا بأداء مهامهم على أكمل وجه حتى وصلوا إلى مستوى الاحتراف بجدارة عالية.
وأشار جلالته، إلى أن العمل مستمر على ان تعم هذه الروح وثقافة العمل المخلص على الجميع، لأن العالم أصبح يتطلع إلى الاحترافية في كل المجالات، ولذلك فإن الاحترافية أصبحت عنصراً هاماً ومكوناً أساسياً لابد من السعي لتطبيقه دائماً.
وحث جلالة الملك المفدى الشباب على التنافس في مجال الاحترافية والمهنية باعتبارها المعيار الذي يتم من خلاله تقييم أهمية العمل والوصول للمراكز المتقدمة فيه، وفي حال تنافس أي اثنان في تقييم جودة العمل فإن كفة صاحب الاحتراف هي التي ترجح نظراً لقيمتها الكبيرة.
وأكد جلالة الملك المفدى أن البحرين بلد مبارك وأهلها وأهل الخليج يستحقون كل الخير، مؤكداً على المواقف المشرفة لأهل الخليج وقيامهم بدعم البحرين خلال فترة كانت فيها بحاجة لدعمهم، قائلاً إن هذا الدعم لهو دين في الرقبة حتى وان لم يتم الحديث عنه أو الاتفاق عليه، لكن الانسان وهذا طبعه يقبل بالشيء حتى يقوم بواجبه وإن تمكن من رد الجميل فهذا ينبع من قيمه النبيلة، مؤكداً أن ذلك ما يقوم به أهل البحرين الكرام، مشيراً جلالته إلى أنه وجد هذه القيم الأصيلة في أهل البحرين من خلال معرفته بهم ودراسته وعمله معهم.
وأشار جلالته إلى أن هناك كلمة حق لا بد أن تقال في حق من أسهموا في تأسيس صناعة النفط في البحرين على هذا النحو وتميزوا بالاحتراف إلى أقصى درجة، مستذكراً جلالته أن مركز التدريب المهني في شركة نفط البحرين " بابكو" كان أحد المؤسسات الحكومية الهامة.
وقال جلالته إن د.عبدالحسين ميرزا وزير شؤون الكهرباء والماء هو أحد الأوائل الذين درسوا وتعلموا الجوانب الفنية في هذه الصناعة ووصلوا إلى مراكز عالية بفضل التدريب الجيد، معرباً عن شكره وتقديره إلى د.عبدالحسين ميرزا لأنه أحد من أسسوا هذه الصناعة وساهموا في تحقيق هذا الإنجاز بفضل العمل المخلص والروح الطيبة والاجتهاد في أداء المهام.
وقال جلالته في ختام حديثه إن المسيرة مستمرة ولابد من تكاتف الجهود واجتماعها بهدف أن يعم الخير على جميع أهل البحرين الطيبين.
من جانبهم، رفع الحضور إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أسمى آيات التهاني والتبريكات معبرين عن بالغ الفخر وعظيم الاعتزاز بهذا الانجاز الوطني الذي تحقق في العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، مشيدين بتوجيهات جلالته السامية بإعطاء الأولوية القصوى لعمليات استكشاف النفط لتوظيف هذا المورد الحيوي لخدمة المسيرة التنموية من أجل خير وازدهار البحرين ورفاه شعبها العزيز.
وأكدوا أن هذا الاكتشاف الكبير يشكل رافداً مهماً للدفع بعجلة مبادرات التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية وامتداداً لمسيرة الخير والبناء تحت قيادة جلالته.