الأحواز - نهال محمد، وكالات

دخلت احتجاجات الأحواز ضد نظام "ولاية الفقيه" أسبوعها الثاني، على وقع قمع السلطات للاحتجاجات السلمية. وقالت مصادر لـ "الوطن" إن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عشرات المحتجين بينهم فتيات، فيما تواصل وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام تجاهل الاحتجاجات الحاشدة في الأحواز. وأوضح مصدر أحوازي لـ "الوطن" أن وسائل إعلام النظام تتعمد تجاهل أحداث الأحواز حتى لا تنتشر التظاهرات في مناطق أخرى، مثلما حدث في نهاية ديسمبر وبداية يناير الماضيين، عندما اندلعت احتجاجات حاشدة خاصة في معاقل النظام وأسفرت عن اشتباكات وأعمال عنف بين قوات الأمن الإيرانية والمحتجين أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال وإصابة الآلاف.

وتواصلت مظاهرات عرب الأحواز ضد النظام الإيراني، في مناطق مختلفة من الإقليم العربي، وبينها مدينة السوس التاريخية، إضافة إلى منطقتي حي علوي ورفيش، ومدينة الحميدية غرب الأحواز، بينما قام الأمن الإيراني بمواجهة المتظاهرين بعنف، مستخدما الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع.



وقال ناشطون إن المظاهرات كانت الأضخم منذ انطلاقتها قبل أسبوع، حيث اتجهت جموع من حي رفيش نحو حي علوي تعزي بمقتل وإصابة 26 شخصا في حريق بمقهى "النورس" الشعبي، فيما اتهم ناشطون السلطات الأمنية بالتورط في الحادث.

وبينما انتشرت فيديوهات تظهر الشبان العرب وهم يخاطبون قوات الأمن، مشددين على أن مظاهراتهم سلمية، أكد ناشطون أن قوات مكافحة الشغب استخدمت العنف لتفريق المتظاهرين.

وانطلقت الاحتجاجات من حي علوي "حي الثورة" غرب مدينة الأحواز، حيث هتف المتظاهرون بشعارات ضد العنصرية التي تمارسها السلطات ضد الشعب العربي الأحوازي، لكن مسيرتهم جوبهت بالعنف المفرط من قبل قوات الأمن الإيراني الذي قام بفض المظاهرة السلمية واستخدم الرصاص المطاطي، وأصاب بعض المتظاهرين بها، بحسب ما أفادت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية.

وبثت المنظمة مقاطع عبر حسابها على موقع "تويتر" تظهر عشرات السيارات التابعة لقوى الأمن الداخلي محملة بالجنود وهي تحاصر حي علوي.

وفي حي رفيش، تداول ناشطون مقاطع تظهر جموعاً من الشبان يهتفون "الله أكبر" ترحما على أرواح شباب سقطوا بحريق بمقهى النوارس في الأحواز.

كما انضمت مدينة الحميدية غرب الأحواز، للاحتجاجات، حيث أظهر مقطع جماهير غفيرة تجمعت في أحد الشوارع الرئيسية وسط المدينة. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالخطاب العنصري المعادي للعرب في إيران، واستمرار سياسات الاضطهاد القومي والتمييز والتهميش ضد عرب الأحواز، ومحاولة تغيير النسيج السكاني بمنطقتهم من خلال توطين المهاجرين وتسليمهم مقدرات الإقليم بدعم من الحكومة المركزية في طهران، بحسب ما يقول الناشطون الأحوازيون.