اكتشاف أكبر حقل نفطي في تاريخ مملكة البحرين مؤخراً هو حدث تاريخي واستثنائي يعتبر الأول من نوعه منذ تدشين أول بئر نفط في البلاد في عام 1932 «أي قبل 86 عاماً»، كشف عن ردود أفعال إيجابية تنعكس بلا شك بالخير والنماء على البحرين ومواطنيها واقتصادها، خاصة أن الكميات المتوقعة من الحقل الجديد تقدر بأضعاف كميات النفط المنتجة من الحقل البحريني حالياً، فضلاً عن كميات كبيرة من الغاز العميق.

الحقل الجديد يحتوي على مكمن للنفط الصخري الخفيف، وهذا في حد ذاته مفخرة وإنجاز للبحرين، حيث إن البحرين ستكون بإذن الله أول دولة تشهد استخراج النفط الصخري الخفيف خارج الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الكبرى عالمياً، لذا فإن العائد سيكون مجزياً على المملكة خاصة وأن 80% من إيرادات الدولة حالياً تأتي من النفط.

وقد أعلن وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي أن كميات النفط الخفيف والغاز المصاحب التي تم اكتشافها في الحقل النفطي الأكبر في تاريخ مملكة البحرين قد تتجاوز 80 مليار برميل، مشيراً إلى أن المسوحات الجيولوجية أسفرت عن اكتشاف آخر يحتوي على كميات كبيرة من الغاز في الطبقات العميقة من حقل البحرين تقدر بين 10 إلى 20 تريليون قدم مكعب، منوهاً إلى أن الاكتشاف النفطي الجديد من النفط الصخري في منطقة خليج البحرين الواقعة في المنطقة الغربية من حدود مملكة البحرين وبمساحة تقدر بـ2000 كيلومتر مربع.

نحمد الله على هذه النعمة العظيمة الكبيرة التي يجب أن تنعكس خيراتها على المواطنين بشكل مباشر من خلال تحسين المستوى المعيشي للمواطنين وزيادة أجورهم بنسب مجزية، وخلق وظائف للبحرينيين في السوق المحلية، وتحسين مستوى الخدمات الإسكانية وغيرها، فالمواطن البحريني يستحق وباستمرار الدعم والمساندة.

الاقتصاد كما هو معروف أنه عصب الحياه وتطور المجتمعات، وفي ظل اكتشاف الحقل الجديد فإن الاقتصاد البحريني وقطاعه الخاص مقبلان على مرحلة جديدة من التطور النوعي، ونأمل من الحكومة الموقرة الاستغلال الأمثل لعائدات النفط والغاز الطبيعي في المستقبل القريب من أجل بناء مشاريع سياحية عالمية وجعل المملكة على خارطة السياحة العالمية، وأعتقد أن الحقل الجديد كفيل بالترويج عن البحرين لجذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في أرض المملكة.

ومن هنا فإن كل إيجابيات اكتشاف الحقل الجديد تدفع الدولة لأن تواصل وتيرتها وخططها من أجل خلق اقتصاد أكثر تنوعاً لتعزيز موارد الدولة، ليكون الاقتصاد البحريني أكثر قوة وصلابة في مواجهة التحديات الدولية، حتى لا نمر بالأيام «العصيبة» في ظل انخفاض أسعار النفط عالمياً والذي أدى إلى توجه الدولة لمبدأ «التقشف» ورفع الدعم عن أبرز السلع الأساسية والذي أثر بشكل مباشر على المواطنين.

* مسج إعلامي:

وزير النفط أكد أن هذا الاكتشاف الذي تم كان على أيدي فريق بحريني شاب، وهذا يبرهن على كفاءة البحريني والبحرينية، نأمل من بعض الوزراء والمسؤولين الابتعاد عن الاعتماد على كوادر من خارج البحرين، مع كل التقدير والاحترام لهم، والتركيز على الكوادر الوطنية المؤهلة.