لخص رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة أسباب إصدار كتاب «العدوان القطري على الديبل عام 1986» الذي دشنه المركز الثلاثاء الماضي في نقطتين، أولاهما، التوثيق للحادثة وتعريف المهتمين والباحثين والمؤرخين على شواهد الماضي وممارسة الحاضر، والثانية، رفع التوعية بالمجتمع البحريني حول العدوان القطري على سيادة البحرين.

عن النقطة الأولى قال إن الاعتداءات القطرية على سيادة جيرانها ليست جديدة وإنها تنوعت بين الاعتداء على سيادة الدول واستهداف النسيج الوطني وكذلك دعم الجماعات الإرهابية وتوجيه الإعلام نحو أهدافها التدميرية، فالكتاب يتناول الاعتداء القطري السافر على سيادة البحرين المسالمة دون مراعاة للارتباط بين المقومات المشتركة رغم أن هذا يتنافى مع القيم العربية والأخلاق والأعراف الدولية. وهذا يعني أن الكتاب أراد أن يوفر المثال على أن ما قامت به قطر أخيراً وأدى إلى اتخاذ الدول الأربع موقفاً صارماً منها ومقاطعتها حتى تثوب إلى رشدها ليس جديداً عليها وأنها مارست مثله من قبل، ويعني -كما قال الشيخ عبدالله- أنه «يوثق سلسلة الممارسات غير المسؤولة في قطر وتجاوزاتها لأمن الخليج كدليل على استمرار تورط قطر في الشؤون الداخلية للبحرين من اعتداءات واستهداف النسيج الوطني ودعم جماعات الإرهاب».

أما عن النقطة الثانية فقال في تصريح لـ»الوطن» إن الكتاب يرمي إلى «نشر الوعي لدى الجيل الجديد من الشباب الذين لم يشهدوا تلك الحقبة التاريخية أو يسمعوا بها إضافة إلى انعدام وجود أي خلفية عنها، مما يتوجب التوعية بأهمية تلك المرحلة الهامة في تاريخ البحرين المعاصر والتي أثرت على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين لاحقاً بعد الاعتداء»، مؤكداً أنه على كل مواطن بحريني أن يكون مطلعاً على ذلك الحدث باعتباره جزءاً من حاضر وتاريخ البحرين، لافتاً إلى أن الكتاب يشرح تلك الحقبة التاريخية ويثير تساؤلات كثيرة حولها.

خلال حفل التدشين سألني العديد من الذين تواجدوا عن أسباب إصدار الكتاب في هذا الوقت بالتحديد فقلت إنه هو الوقت المناسب لتذكير قطر بجانب من أخطائها وسلوكها المشين مع جيرانها ومع البحرين على وجه الخصوص وتوفير المثال على الفارق بين ممارسات البحرين في مثل هذه الأحوال وممارسات قطر، حيث البحرين تعمل بشكل علمي ومنطقي وتوثق أحداثاً تاريخية يتوفر عليها الشواهد التي لا ترد وتقول ما يقنع العالم، وحيث قطر تعمد إلى قول وفعل ما تعتقد أنه يغيظ البحرين وهو ما يتوفر المثال عليه بسخاء في مواقع التواصل الاجتماعي.

حادثة الديبل لا يمكن أن تنسى وهي تكفي دليلاً على التفكير غير السوي الذي يسيطر على عقلية النظام القطري الذي يوفر في كل يوم الدليل على تورطه في اتفاقات جعلت منه أداة لتنفيذ ما لا يقبل به الشعب القطري الذي تلوث اسمه بسبب ممارسة النظام المسيطر على الحكم في بلاده.

ما حدث في عام 1986 يحدث اليوم أيضاً ولكن في صورة أخرى، فسلوك النظام القطري اليوم لا يختلف عن سلوكه بالأمس، فبالكيفية التي تعامل فيها مع الديبل يتعامل فيها مع كل جيرانه، ما جعل الدول الأربع تنبذه وتقاطعه، وجعل دولاً أخرى في المنطقة تتعامل معه بحذر، فمن اعتدى على أحد جيرانه لا يستبعد أن يعتدي على جار آخر، ومن عمد إلى تزييف التاريخ وحاول قلب الحقائق ووفر وثائق مزورة لا يتأخر عن فعل أي شيء ليربح من الآخرين.

كتاب «العدوان القطري على الديبل 1986» سهم ردت به البحرين بذكاء على سهام قطر الجارحة، والجميل فيه أنه صدر ضمن سلسلة إصدارات يقوم مركز البحرين للدارسات على إعدادها لتوثيق أحداث تاريخية هامة.