الخرطوم - محمد سعيد، وكالات

فشلت اللجنة الثلاثية بشأن سد النهضة الأثيوبي في التوصل إلى اتفاق في ختام مفاوضات استمرت في الخرطوم لأكثر من 15 ساعة، وفقا لما أعلنه وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، ونظيره المصري سامح شكري.

وضم اجتماع اللجنة الثلاثية وزراء الخارجية والمياه ومديري المخابرات والفنيين من مصر والسودان وإثيوبيا.



وانهارت اجتماعات اللجنة الثلاثية حول سد النهضة الأثيوبي التي انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم. وانفض اجتماع صباح الجمعة دون الاتفاق على أي شئ.

وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إن "الاجتماع الثلاثي بحث مختلف القضايا، لكن المجتمعين لم ينجحوا في التوصل إلى توافق للخروج بقرار مشترك".

وأضاف الوزير السوداني أن "النقاش كان بناءً وتفصيلياً، وكان من الممكن الخروج بحلول للخلافات كافة، لكن حال القضايا الخلافية بحاجة إلى صبر وتأنٍ وإرادة".

وأشار إلى إنه "تم إحالة الخلافات إلى وزراء الري والجهات الفنية"، قائلا "إنهم جاهزون كسياسيين للاجتماع متى طلب منهم، والعمل وفق توجيهات الرؤساء الثلاثة".

وقال غندور في تصريحات صحافية إن "الاجتماعات التي انعقدت بفندق كورنثيا لمدة يومين كانت بناءة ومهمة، وكان من الممكن أن تخرج بإجابات شافية، لكن هذا هو حال القضايا الخلافية". وأضاف أن "القضايا التي لم يتم الاتفاق حولها تم ترحيلها إلى وزراء الري في الدول الثلاث"، دون أن يتم تحديد موعد أو مكان اجتماع الوزراء المعنيين بذلك الأمر.

وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن "اجتماع اللجنة الثلاثية الذي اختتم أعماله في الساعات الأولى من صباح الجمعة كان نتاجا للتوجيهات التي تمخضت عن لقاء قادة الدول الثلاث "السودان - أثيوبيا - مصر" باديس أبابا في 27 يناير الماضي على هامش انعقاد القمة الإفريقية بغرض تذليل العقبات أمام المفاوضات حتى تعم الفائدة لشعوب المنطقة وان يكون ديدنهم التعاون"، مضيفاً أن "اللجنة ضمت في عضويتها وزراء الخارجية ووزراء الري وقادة الأجهزة الأمنية بجانب الفنيين في مجال المياه بالدول الثلاث".

وأشاد الوزير السوداني "بالروح التي سادت أثناء المفاوضات من جميع الأطراف"، واصفاً النقاش الذي دار بانه "كان نقاشاً بناء وتفصيلياً ويحتاج إلى وقت أكثر حتي يخرج بإجابات".

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن "المباحثات تناولت كافة القضايا العالقة التي أدت لتعثر مسار التفاوض بشفافية كاملة، لكنها لم تسفر عن نتائج محددة".

وأضاف شكري أن "القاهرة ستسعى للانتهاء من هذا الأمر خلال 30 يوما".

وتخشى مصر من أن يسفر السد، الذي شارف العمل فيه على الانتهاء، عن تقليص حصتها في مياه النيل، حيث تعتمد على تغطية معظم احتياجاتها المائية.

وكان الاجتماع الأخير مقررا في فبراير الماضي، لكنه تأجل بسبب احتجاجات مناهضة للحكومة في أثيوبيا.

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الثلاثي حول سد النهضة جمع بين وزراء خارجية ووزراء المياه ومدراء أجهزة الأمن والمخابرات لكل من السودان وأثيوبيا ومصر.

ومن أبرز نقاط الخلاف المعلنة ملء خزان السد في المراحل الأولى لتشغليه، وكيفية إدارة السد بين الدول الثلاث.

ومن المعلوم أن السودان وإثيوبيا كانت لهما ملاحظات حول التقرير الاستهلالي، الذي قدمته الشركات الفرنسية حول بعض الأمور الفنية للسد.