غزة - عز الدين أبو عيشة، وكالات

استشهد 7 متظاهرين فلسطينيين بينهم فتى، وأصيب المئات بينهم حالات خطيرة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال صدامات اندلعت لدى تظاهر آلاف الفلسطينيين قرب الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة والتي اطلق عليها الفلسطينيون "احتجاجات جمعة الكاوتشوك"، فيما بدأ الفلسطينيون في 30 أبريل حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، وستختتم بذكرى النكبة في 15 مايو، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وقال مسؤولون طبيون في قطاع غزة إن جنوداً إسرائيليين قتلوا بالرصاص 7 محتجين فلسطينيين وأصابوا المئات على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل الجمعة ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 27 خلال الاضطرابات المستمرة منذ أسبوع.



ويطالب المحتجون، وبينهم لاجئون فلسطينيون وأبناؤهم، باستعادة بيوتهم من الاحتلال الإسرائيلي وأقاموا مخيمات على بعد بضع مئات من الأمتار من الحدود داخل غزة. وتظاهر عشرات الآلاف من الشبان الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، في جمعة الغضب الثانية التي دعت لها لجنة مسيرة العودة الكبرى التابعة للقوى الوطنية والإسلامية، للمشاركة في إحياء يوم الأرض الفلسطيني، وذلك رداً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في ذكرى يوم النكبة في 14 مايو المقبل.

وأحرق المتظاهرون الآلاف من إطارات السيارات التالفة "الكاوتشوك" لحماية المتظاهرين السلميين من رصاصات جنود الاحتلال، بعد المجزرة التي ارتكب جيش الاحتلال الجمعة الماضي، وتسببت في استشهاد نحو 20 فلسطينياً وإصابة نحو 1500 محتج.

وأوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عراب فقها لـ "الوطن" أن "عدد الشهداء الجمعة وصلوا إلى نحو 7 وعدد الإصابات فاق المئات في مناطق متفرقة من الجسد، وتعرضوا لإطلاق النار بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وأنواع غريبة من الأسلحة".

وأعلنت وزارة الصحة استشهاد طفل لم تعرف هويته بعد، شرق غزة.

وشارك في المسيرات أكثر من 50 ألف مواطن ولاجئ فلسطيني، وتتواصل مسيرات العودة الكبرى للجمعة الثانية على التوالي بالمناطق الحدودية لقطاع غزة، بمشاركة القيادة الفلسطينية والشعبية

وأحرقت آلاف الإطارات المطاطية على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال، لتشكيل جدار من الدخان الأسود، لحجب الرؤية على قناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشبان المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.

وتم تجهيز آلاف الإطارات المطاطية وإحضارها على مقربة من السياج الفاصل على الحدود، لإشعالها والتغطية على المحتجين، ووفقاً لنشطاء تم جمع نحو عشرة آلاف إطار مطاطي من مختلف مناطق وشوارع القطاع.

وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من المواطنين بالرصاص المعدني، إلى جانب العشرات بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت في عدد من مناطق التماس، وفي رام الله أصيب 6 مواطنين بالرصاص المطاطي.

وكذلك الأمر في نابلس أصيب مواطن بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واعتقلت قوات الاحتلال في بيت لحم 3 فتيان لم تعرف هوياتهم بعد، وقمعت قوات الاسرائيلية المسيرة السلمية الأسبوعية، التي انطلقت من قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية.

وأفادت مصادر موثوقة لـ "الوطن" بأن "عشرات الشبان في مناطق مختلفة من الضفة الغربية أشعلوا إطارات السيارات "الكاوتشوك" وأن مواجهات اندلعت مع الاحتلال عقب أداء الأهالي لصلاة الجمعة على الأراضي المهددة بالمصادرة من قبله".

من ناحية أخرى، أعلن جيش الاحتلال أن غلاف قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة، ليواجه فعاليات "جمعة الكاوتشوك"، وأكّد الجيش في بيان صحافي أنه "سيمنع المشاركين من تدمير السياج الفاصل الذي يحمي الإسرائيليين".

ودفع الاحتلال بالمزيد من قواته إلى حدود القطاع، وأعلنت حالة التأهب في صفوفها تحسباً من نتائج ما كان أعلنه المشاركون في مسيرة العودة.

وبدأ الفلسطينيون في 30 أبريل حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، وستختتم بذكرى النكبة في 15 مايو، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وتخللت الحركة الاحتجاجية صدامات استشهد فيها 20 فلسطينياً في أقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع في عام 2014.