تختتم البحرين اليوم احتضانها للنسخة الثالثة عشرة من سباقها العالمي لسيارات الفورمولا واحد، وهو الحدث الكبير الذي يعتبر أكثر مشاهدة بعد كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية.

مملكة البحرين نجحت في استضافة مثل هذه الفعالية صعبة التنظيم، بل وتفوقت على كثير من الحلبات الدولية حول العالم، والتي بعضها كانت لها عراقة تاريخية في استضافة هذه السباقات، ورغم ذلك خرجت من روزنامة الاتحاد الدولي للسيارات، وأيضاً الشركة المالكة لحقوق الفورمولا واحد.

حلبات مثل إيمولا الإيطالية وسيلفرستون البريطانية العريقتين، شهدنا خروجهما من روزنامة الاستضافات وكذلك غيرهما من حلبات، في حين حلبة البحرين الدولية تحظى كل عام بمزيد من الإشادات الدولية من كبار المسؤولين والفرق والسائقين، وحتى الجماهير التي تزور الحلبة سواء من البحرين أو الدول الشقيقة أو الدول الأجنبية التي تسافر أعداد كبيرة من مواطنيها لحضور السباق خصيصاً.

رؤية «عراب» الفورمولا واحد في البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بشأن استضافة هذا الحدث العالمي في بداية الألفية، تثبت عبقريتها كل عام.

في البدايات سعى سموه لاستقطاب هذا السباق الشهير عالمياً، والذي يتابعه الملايين عبر أسماء الفرق اللامعة كالفيراري، الماكلارين، الويليامز، اللوتس وغيرها ممن كانت تضم أسماء لامعة أشهرها الأسطورة الألمانية «الشيطان الأحمر» مايكل شوماخر، والراحل البرازيلي إيرتون سينا، ونايجل مانسل، وغيرهم من الجيل الأول والثاني من السائقين الكبار.

بل لا ننسى أن حلبة البحرين الدولية فور إعلان مولدها عبر التوقيع الشهير بين سمو ولي العهد ومالك حقوق البطولة آنذاك السيد بيرني إيكليستون، شهدت ردات فعل إيجابية عديدة ومن سائقين لهم اسمهم الكبير في هذه الرياضة، أشهرهم أسطورة الفيراري نيكي لاودا والذي تواجد في كافة سباقات البحرين الدولية، بل وزار الحلبة في طور إنشائها هو وعدد من السائقين الخبراء، وكانت لهم إسهامات في تطويرها واقتراح المسارات وجعلها أكثر صعوبة واحترافية، مثل «منعطف شوماخر» الذي يأتي بعد خط الانطلاقة، وهو أصعب منعطف ويتطلب مهارات متقدمة من السائقين.

منذ إنشائها وانطلاقها بافتتاح جلالة الملك لها، سجلت حلبتنا الدولية اسم مملكة البحرين كموطن لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، ووضعت اسم بلادنا على الخريطة العالمية، ولو سألنا الكثيرين اليوم من أبناء البحرين، من خلال سفرهم وترحالهم إلى الدول الأوروبية وحتى في الأمريكتين، بالتأكيد صادفهم أن سئلوا من أين بلد هم، وحين يجيبون بأنها البحرين، سيحصلون على إجابة مفادها «نعم، فورمولا واحد»، حصلت معي وأكيد حصلت لكثيرين.

هذا النجاح، وترسخ اسم البحرين، وتجديد عقد استضافة حلبتنا الدولية لهذه السباقات العالمية لفترات ومدد طويلة، كلها نتيجة جهود كبيرة تبذل، عمل مضنٍ تقوم به مجموعات كبيرة من الكوادر الوطنية يتقدمهم سمو ولي العهد نفسه، وتمتد لتمر على عديد من المسؤولين والمنظمين وإدارة حلبة البحرين الناجحة برئاسة الرئيس التنفيذي الشاب الشيخ سلمان بن عيسى، ومعهم طاقم مميز من المسؤولين والعاملين في حلبة البحرين، إضافة لجموع كبيرة من الشباب البحريني المتطوعين، سواء في الأندية المتشعبة تحت اتحاد السيارات ونادي المارشالز، وكذلك الإعلاميين المنتسبين لنادي حلبة البحرين للإعلام، وإن أردت تفصيل كل شيء فلن أنتهي.

الخلاصة أن حلبتنا البحرينية الخالصة، وضعت اسم بلادنا على الخريطة العالمية بجدارة، حققت النجاحات المتواصلة في الاستضافة، وحظيت بإشادات مستمرة لا تنتهي، واليوم تمضي لتؤكد بقوة، من خلال دورها في دعم عملية الاقتصاد والسياحة والاستثمار، بأن هذا المشروع يمثل فكرة رائدة، لرجل رائد وذكي، اسمه سلمان بن حمد، استثمر في البحرين وطاقاتها وشبابها، ونجح أيما نجاح.

سباق الفورمولا واحد في البحرين بالنسبة لنا، حدث مختلف، وأمر مختلف، وله بالتأكيد طعم مختلف عن أي حدث آخر.