* محلل سياسي لـ"الوطن": فرنسا تعتبر السعودية القوة الوحيدة القادرة على لجم شر إيران

* توقيع 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل

باريس - لوركا خيزران



تتجه أنظار أقطاب السياسة والاقتصاد إلى باريس حيث تعقد قمة تجمع بين ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من المتوقع أن تتصدرها استثمارات المستقبل والتعاون الرقمي ومكافحة الإرهاب، وذلك بعد الزيارة الناجحة التي قام بها ولي العهد السعودي للولايات المتحدة الأمريكية، ما رأى فيه المحلل السياسي أليكس لاغاتا "ترسيخا لدور السعودية لدى الغرب كقوة إقليمية تمثل محور الخير مقابل محور الشر المتمثل بإيران"، مشيرا إلى أن "فرنسا تنظر للسعودية على أنها القوة الوحيدة القادرة على لجم شر إيران". ووصل ولي العهد السعودي إلى فرنسا الأحد، في زيارة تستمر 3 أيام. وفي سياق حملة دبلوماسية يقوم بها، حطت طائرة ولي العهد السعودي في مطار لو بورجيه قرب باريس حيث كان في استقباله وزير الخارجية جان إيف لودريان.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية في وقت سابق، أن ولي العهد السعودي سيقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا في 9 و10 أبريل تهدف إلى عقد "شراكة إستراتيجية فرنسية سعودية جديدة".

واعتبر المحلل لاغاتا في تصريح لـ"الوطن" أن "الزيارة نقلة كبيرة في العلاقات بين السعودية وفرنسا على المستويات كافة، وستفتح أفقا أكبر للعلاقات الاستثمارية خاصة مع رؤية المملكة 2030، وهو ما يعكس الرغبة الكبيرة لدى الجانبين في تطوير العلاقات بالنظر إلى الثقل السياسي والاقتصادي للسعودية".

وفي بيانها قالت الرئاسة الفرنسية "نأمل في حصول تعاون جديد، يتمحور بشكل أقل على عقود آنية وبشكل أكبر على استثمارات للمستقبل، ولا سيما في المجال الرقمي والطاقة المتجددة، مع قيام رؤية مشتركة".

وكشفت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي سيبحثان الأزمات الإقليمية والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.

ووفقا للمحلل السياسي لاغاتا فإن "زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا ستؤسس لمرحلة مهمة وجديدة في العلاقات بين باريس والرياض"، مشيرا إلى أن "الملف الإيراني سيكون بكل تأكيد حاضرا بقوة خاصة مع اتفاق الدولتين على أن إيران مصدر القلاقل والمشاكل في المنطقة ما يؤكد ضرورة التنسيق المشترك لوضع حد لتدخلات إيران بشؤون دول المنطقة".

وأضاف أن "فرنسا والغرب عموما ينظر إلى السعودية على أنها الدولة الوحيدة القادرة على موازنة الدور الإيراني، ما يجبر إيران على البدء باحترام القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين".

ومن المقرر ان يزور ولي العهد السعودي محطة "ستاسيون إف" وهي حاضنة ضخمة لمشاريع الأعمال جنوب فرنسا.

وأعلن الإيليزيه أن الأمير محمد بن سلمان سيقوم بزيارة خاصة في فرنسا قبل أن يبدأ الاثنين زيارته الرسمية.

وستحضر وليمة عشاء مساء الثلاثاء على شرف ولي العهد السعودي، وفق ما أعلنت أيضا الرئاسة الفرنسية.

وستبحث باريس والرياض سبل تسليط الضوء على موقع الحجر "مدائن صالح" المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي والواقع في شمال غرب المملكة.

في المقابل، قال مصدر قريب من الوفد السعودي، بحسب ما ذكرت صحف فرنسية، أن الأمير محمد بن سلمان "سيقوم بزيارة رسمية الاثنين والثلاثاء ستتناول محادثاته فيها خصوصا شؤون الثقافة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا الحديثة".

وكان الأمير محمد بن سلمان قد التقى قبل أشهر ماكرون في مطار الرياض قبيل توجه الأخير إلى أبوظبي على خلفية الأزمة التي رافقت إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض.

وردا على سؤال حول الزيارة المقتضبة للأمير السعودي إلى فرنسا بعد زيارة له إلى الولايات المتحدة استمرت 3 أسابيع، رحب الإيليزيه بإدراج فرنسا ضمن أولى الزيارات الخارجية لولي العهد السعودي.

وذكرت مصادر مواكبة للزيارة أن محادثات ولي العهد السعودي ستركز على الشؤون الثقافية والاستثمارات والحرب في اليمن.

وكانت مجلة "شالانج"، قالت إن الأمير محمد بن سلمان سيشارك في منتدى اقتصادي سيحضره رؤساء تنفيذيون لعدد من الشركات في البلدين.

وذكر مصدر قريب من الوفد السعودي انه سيتم توقيع نحو 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل. وسيعلن أيضا عن اتفاقية تعاون لتطوير منطقة العلا في الحجاز حيث توجد آثار تاريخية هامة وخصوصا مدائن صالح.

ومن المقرر أيضا أن يزور ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الاثنين "المحطة إف" "ستاسيون إف" الحاضنة للشركات الناشئة.