القاهرة - عصام بدوي، وكالات

حرّمت دار الإفتاء المصرية ممارسة لعبة "الحوت الأزرق، Blue Whale" التي يقوم الشباب بتحميلها على هواتفهم الذكية لما فيها من "إيذاء للنفس والإضرار بها" لأنها تدفع بمن يمارسها إلى "الانتحار". وأصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى بتحريم المشاركة في اللعبة التي تطلب ممن يشاركون فيها اتباعَ بعض الأوامر والتحديات التي تنتهي بهم إلى الانتحار، وهو ما وقع فيه الكثير من المراهقين مؤخرًا، ما أثار الذعر من اللعبة في مصر وعدد من الدول العربية خاصة دول المغرب العربي ودول عالمية.

وطالبت الدار مَن استُدرج للمشاركة في اللعبة أن يُسارِعَ بالخروجِ منها، وناشدت الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثِّله من خطورة على الأطفال والمراهقين.



وتشتمل اللعبة على عدة أفعالٍ، كل واحد منها كفيلٌ بتحريمها شرعًا وتجريمها قانونًا، أهمها، أن المشارك في هذه اللعبة يبدأ بعد التسجيل فيها بنقش رمزٍ على جسده بآلة حادة، كالسكين أو الإبرة أو نحوهما، ثم يقوم المشارك في نهاية اللعبة بأحد فعلين، إما أن يقتل نفسه وهو الانتحار، أو يقتل غيره.

وقالت دار الإفتاء في بيان على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، "ظهرت في الآونة الأخيرة لعبة تسمى لعبة الحوت الأزرق (...) وهي متاحة على شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، تطلب من المشتركين فيها عددًا من التحديات "50 مهمة"، وهذه التحديات تنتهي بطلب الانتحار من الشخص المشترك".

وعلى مدار اليومين الماضيين، عزت أخبار تم التداول بها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام مصرية انتحار نجل نائب مصري سابق، إلى ممارسته هذه اللعبة.

ولا تنحصر الانتقادات الموجهة إلى لعبة الحوت الأزرق "بلو ويل" في مصر بل تتعداها إلى دول عديدة للاشتباه في تسببها بحالات انتحار كثيرة في صفوف مراهقين ومن ضمنها بلدان عربية مثل تونس والمغرب والجزائر.

ومخترع اللعبة هو الشاب الروسي فيليب بوديكين "21 عاماً". وقد ألقي القبض عليه في أواخر 2016 واتهامه بالتحريض على الانتحار.

وبحسب بيان دار الإفتاء، فإن من يلعب هذه اللعبة "يقوم في نهايتها بأحد فعلين، إما أن يقتل نفسه وهو الانتحار، أو يقتل غيره. وقد حَرَّمت الشريعةُ الإسلامية إتلافَ البدن وإزهاقَ الروح عن طريق الانتحار أو ما يؤدي إليه (..) وكذلك الحال بالنسبة لقتل الإنسانِ غيرَه بغير حقٍّ".

ونشرت ياسمين الفخراني ابنة حمدي الفخراني البرلماني المصري السابق أول صورة لشقيقها خالد، الذي انتحر منذ أيّام بسبب لعبة الحوت الأزرق.

وقالت ياسمين عبر صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنهم عثروا على أوراق وطلاسم بغرفة شقيقها، توكد أنه كان يلعب لعبة الحوت الأزرق ودفعته اللعبة إلى الانتحار.

وتقدمت ابنة البرلماني المصري بنصائح إلى الأطفال والمراهقين الذين تورطوا في ممارسة اللعبة ولا يستطيعون الفكاك منها، مطالبة إياهم بأن يمارسوا اللعبة كجماعة وليس فرادى، وألا يمارسوها من هواتفهم الخاصة ومن خلال بريد إلكتروني جديد.

وطالبت نجلة البرلماني المصري بعدم ممارسة اللعبة في ظل فتح كاميرات الهاتف، مؤكدة أنه من الأفضل الانسحاب منها وتغيير كل شيء يخص اللاعب سواء كلمة السر والبريد الإلكتروني وكلمة سر الهاتف وعدم الانصياع لتهديداتهم أو تنفيذ تعليمات خاطئة.

وأكدت نجلة البرلماني المصري أن هناك خرافات وشعوذة ودجلا وسحرا في اللعبة محذرة المتورطين فيها من ذلك، مطالبة الجميع بسرعة الخروج منها مهما تكلف الأمر.

وكان نجل البرلماني المصري السابق قد عثر عليه منتحرا شنقا في غرفته قبل أيّام، وتبين بعد ذلك أنه كان يمارس لعبة الحوت الأزرق القاتلة.