أتمنى ألا نخسر «الزخم» الإعلامي الدولي الذي صنعه الإعلان عن الاكتشاف النفطي عندنا في الاستفادة منه لإنعاش الاقتصاد والأسواق.

فمازال العالم يتحدث عن ضخامة الاكتشاف واسم البحرين يتردد في الأوساط الإعلامية كما هو في الأسواق النفطية، أما نحن فكان فورة حدثت ثم انطفأت.

هذا الزخم لو وظف توظيفاً مدروساً ومعداً له لأمكنه تحريك الكثير من الأوساط الأخرى التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالصناعة النفطية.

فالأسواق كائن حي يتنفس بالأمل والتفاؤل، والأسواق مرتبطة ببعضها بشكل كبير، والحجر الذي يلقى في مياهه بإمكانه أن تتسع دوائره فواراً لتصل لمدى أبعد بكثير عن السوق النفطي فحسب، وهكذا توظف هذه الارتدادات الإعلامية لخدمة الترويح الفوري و لخدمة تعزيز الثقة بالاقتصاد البحريني وبالسوق البحريني لخدمة قطاعات أخرى.

توقعنا أن تكون هناك حملة إعلامية مصاحبة للخبر ومعدة مسبقاً تتكلم عن القطاعات التي ستنتعش قبل الاستخراج وقبل البيع، توقعنا إعداد متحدثين رسميين وزراء ووكلاء، وأن يتم الاتفاق مع تجار و صناع، وكذلك مع ممثلين عن الأسواق الأخرى العقارية والسياحية والمالية التي ستتأثر بهذا الاكتشاف.

تمنينا أن تكون هناك ترتيبات مع قنوات فضائية ومواقع إلكترونية ومع صحف محلية وأجنبية لإبقاء جذوة الخبر مشتعلة لتشيع حالة من التفاؤل، ولكننا مع الأسف لا نجد حراكاً ترويجياً يتماشى مع حجم الإعلان أبداً، انشغل الجميع يومي الأربعاء والخميس ثم اختفى الخبر وتبعاته فوراً من الصفحة الأولى.

تمنينا تنسيقاً بين مجلس التنمية الاقتصادية ومركز الاتصال الوطني وغرفة التجارة والصناعة ولجنة وزارية مصغرة تتباحث في كيفية استثمار الإعلان عن الخبر وتوظيفه في إشاعة أجواء من التفاؤل في السوق المحلية.