أحمد عطا

وصل انتقال أليكسس سانشيز إلى مانشستر يونايتد إلى شهره الثالث دون تأثير مبهر للجناح التشيلي على أداء الشياطين الحمر الذين رغم نجاحهم في تحقيق انتصار عظيم في الديربي على مانشستر سيتي بعد التأخر بهدفين نظيفين، إلا أن الحصيلة النهائية لموسمهم تكاد تقترب من الصفر.

أليكسس كان قد انتقل إلى اليونايتد قادماً من آرسنال في صفقة تبادلية بينه وبين هنريخ مخيتاريان ليصبح اللاعب صاحب الراتب الأعلى في البريميرليغ بـ500 ألف جنيه إسترليني!



إدارة اليونايتد ارتأت أن دفع مثل هذا الراتب لا يبدو مشكلة ضخمة بالنظر إلى جلب سانشيز بثمن بخس وذلك بدلاً من دفع عشرات الملايين من الباوندات من أجل الحصول على لاعب يعادل قدرات الدولي التشيلي.

لكن ما هي أسباب عدم التأثير الكبير لسانشيز حتى الآن في قلعة الشياطين؟

بداية يجدر التوضيح أن سانشيز رغم عدم تأثيره الكبير إلا أنه لايزال يبدو الأحق بمركزه الأساسي في اليونايتد بل وقدم إضافة لهجوم الفريق بدون تأكيد لكن بالمقارنة بما كان يُحدثه في آرسنال فإنه يمكن الحديث عن الفارق الكبير بين المستويين.

أليكسس كان يلعب مع الجنرز في طرق تتأرجح ما بين الـ4/2/3/1 والـ4/3/3 والـ3/4/3 وهي طرق تقترب بشدة من تلك التي يلعب بها مانشستر يونايتد لكن شتان التنفيذ بين الاثنين.

فرأس مال جناح برشلونة الأسبق تمكن في قدرته المبهرة على الدخول في العمق والتسديد أو التمرير أو إرسال عرضيات متوسطة الارتفاع على رأس مهاجمي فريقه.

لكن هذا لم يكن ليتوفر دون بعض الإعداد لهذه الأمور ليستفيد سانشيز من قدراته بالطريقة القصوى، ومن إحدى هذه الأمور صعود الظهير المزامل له في نفس الجبهة وهو أمر لا يبدو وأن جوزيه مورينيو مهتم بتنفيذه بشكل هجومي كبير كما كان في الحال في آرسنال، فأشلي يونج ليس بظهير من الأصل كما أن لعبه بقدمه اليمنى لا يسهّل تنفيذ هذا الأمر بسرعة كبيرة تفاجئ الخصم.

صعود الظهير يُفسح مجال لسانشيز لإمكانية التخلص بسهولة من ظهير الفريق المنافس الذي سينشغل بمراقبة صعود يونج تاركاً سانشيز لعدة لحظات حتى يتولى مراقبته لاعب آخر وهي لحظات كافية لسانشيز ليمارس بعضًا من إبداعاته.

وفي حين تبدو الـ4/2/3/1 متشابهة على الورق لكلا الفريقين إلا أن التنفيذ يبدو مختلفاً وبشدة، ففي هذه الطريقة كان يتواجد مسعود أوزيل كصانع ألعاب رقم 10 وهو لاعب يمكن أن تعول عليه هجومياً بشدة ويحرص دائماً على تقديم العون لزملائه بالتمرير وكذلك بتنفيذ لعبة واحد اثنين مع سانشيز مراراً وتكراراً ليمكنه من دخول منطقة الجزاء من الجانب الأيسر والتسديد والتسجيل.

بينما في خطة جوزيه مورينيو لا يبدو هناك صانع ألعاب محنك بنفس قوة مسعود أوزيل، فخوان ماتا أقرب للاعب وسط في مركز 8 وكذلك لم يتألق بول بوجبا كثيراً في هذا المكان كما أنه يمتلك طموحات تهديفية وكذلك طموحات التحرك بالكرة في حوزته.

لذلك لا يبدو سانشيز قادراً على الاستفادة القصوى من زملائه، كما أن أسلوب لعب مورينيو الدفاعي بشكل عام يفرض عليه حلولاً فردية بنسبة أكبر وهو أمر مُرهق للاعب الذي يزداد على عاتقه كاهل الواجبات الدفاعية التي يفرضها مورينيو على كل لاعبي فريقه بنسبة أعلى بكثير من تلك التي كان يفرضها آرسن فينجر على نجم فريقه السابق، والسابق هنا نعني بها سانشيز بالطبع وليس فينجر الذي لم يسمع كلمة "السابق" ملتصقة باسمه منذ ربع قرن تقريباً!

ويبقى عامل الوقت والانسجام مهماً بالنسبة لسانشيز في المرحلة القادمة، إذ إنه بالتأكيد يحتاج وقتاً أطول للتأقلم مع تكتيكات مورينيو، كما أن مسألة الانسجام ستأتي هي الأخرى مع الوقت ومع فترة الإعداد الصيفية القادمة التي سيقضيها رفقة فريقه، خاصة وأنه لن يشارك في كأس العالم القادمة.