أقف إجلالاً واحتراماً للمسة الوفاء التي تجلت في كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أثناء الإعلان عن الاكتشاف النفطي الكبير في البحرين.

"ولعلّ من الضروري أن نتوجه بالشكر والتقدير لأشقائنا على ما قدموه ويقدمونه من برامج الدعم التي هي خير معين لنا لاستمرار مشاريع التنمية والتطوير ونؤكد في هذا السياق أن ما يقدمه الأشقاء من دعم مستمر لتحقيق الاستدامة في اقتصادنا الوطني لهو دين في أعناقنا لن ننسى فضله وكما قال الله عز وجل: " ولا تنسوا الفضلَ بينكم" صدق الله العظيم، تتجلى لمسة الوفاء العظيمة في اختيار التوقيت لإعلان الشكر والامتنان وللتذكير بالفضل.

حين وجد جلالة الملك أن البحرين وجدت ضالتها وقد تغنيها هذه الضالة عن الحاجة للدعم مستقبلاً، هنا تبدى الإحساس الصادق وظهر المعدن الأصيل لحمد بن عيسى ربيب بيت غرس القيم والمبادئ في نفوس أبنائه أباً عن جد فذكر قول الله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم"، ولم ينسه حمد بن عيسى فذكره علناً وعلى الملأ وعلى رؤوس الأشهاد، بأن دعم الأشقاء لنا في السنوات السابقة دين في أعناقنا ما حيينا، هذه هي الأصالة العريقة التي نستلهم منها معنى الوفاء، وتلك هي القيادة التي تقتدي بها الشعوب.

قدوة لنا ومدرسة علينا أن نقف عندها كثيراً في الأخلاق والقيم الإنسانية الثابتة في العسر وفي الرخاء لا تتبدل ولا تتغير، فمن كانت جذوره ثابتة في الأرض لا تغيره تبدلات تجري على أغصانه وفروعه، هي الدنيا كذلك تتبدل أحوالها ويبقى المعدن الأصيل للإنسان ثابتاً لا يتغير، وها قد رأينا معدن الوفاء والإقرار بالفضل دينا في الرقبة.

تتجلى الصورة البحرينية أكبر حين المقارنة مع زعماء دول أنعم الله عليها بالخير مؤخراً، فنسوا الفضل وتعاموا عنه، والأكثر من ذلك أنهم عيرونا بالحاجة والفقر، ونسوا أن الفضل لله يؤتيه من يشاء ويمنعه عمن يشاء.

ما فائدة الفضل وقد سخرتموه للقتل والخراب والدمار؟ ما فائدة المال وفي اليوم يلعنكم ألف يتيم، وتتحسب عليك ألف أرملة، وتدعو عليك ألف أم ثكلى فقدوا أحبتهم جميعاً بسبب غروركم الطاووسي؟.

إنما ها هي البحرين ثابتة لم تتبدل ولم تتغير، وتتواضع لله في كل أحوالها، ها هو قائدها وربان سفينتها يضرب خير مثال لمن أنعم الله عليه بفضله فيذكر أول ما يذكر من وقف معنا وأعاننا على الصمود، لا يشكرهم فحسب بل ويؤكد أنه دين في أعناقنا لأن الأصيل أصيل. لله درك من قائد في كل يوم لك مدرسة.