ريان الصافي

مشكله ضياع اللغة العربية وانحدار مستوى تحصيلها ليست وليدة اليوم، ويرى بعض أفراد المجتمع بحسب استبيان أجرته "الوطن" أن 90% منهم يطالبون بتعميم اللغة العربية في الحياة اليومية، و أغلب الذين يريدون التعميم هم من فئة الشباب، وأكثر من 50 % لا يستخدمون اللغة العربية بصورة بحتة في حياتهم اليومية وهولاء هم من فئه طلاب المدارس وتتداخل معها العديد من الكلمات الهندية والفارسية والإنجليزية بصورة كبيرة ويرى المجتمع بنسبه 73% أن اللغة فقدت أهميتها.

وتلعب المناهج دورا مهما في تأسيس الطلب في اللغة العربية، ولكن ما نراه في الواقع العملي أنها تهتم في تعليم الطلبة لغات أجنبية و التركيز على قواعدها أكثر من اللغة الأم عند الطلبة، فيرى بعض أولياء الأمور يلجؤون إلى إدخال أبنائهم مدارس لا توجد بها مناهج عربية؛ لأنهم لا يرون في تعلمها فائدة، لعدم استعمالها في الواقع العملي في المستقبل وهذا ما قالته ولية أمر سامية أحمد، حين يرى البعض الآخر أنهم يلجؤون إلى المدارس الخاصة، لكنهم يحفزون أبناءهم على تعليم اللغة العربية، وتعليمهم مهاراتها الأساسية لإمكانية انخراطهم في المجتمع والتحدث مع أقاربهم بكلام مفهوم وواضح .



ويرى بعض طلبه المدارس أنه لا داعي لتعلمها لأنهم لا يحتاجونها في حياتهم العملية و اللغة الأجنبية أصبحت مطلوبة في كل مكان وخاصة في المهنة، وتكون الأولية في الوظيفة لمن يعرف اللغة الإنجليزية ويتقنها، وفي الجامعات أغلب المناهج تكون باللغة الإنجليزية ولا يستعمل اللغة العربية إلا في البيت والتعليم، سبب رئيسي في ضياعها وقد يؤدي إلى أنه تكون اللغة الرسمية في الدول العربية الإنجليزية بدلا من العربية، ولكن اللغة العربية ليست في ضياع تام بل عدم وعي بعض فئات المجتمع بها يجعلها في ضياع وظهور موضة تعلم لغات أجنبية والتباهي بها ويرى الطالب عبد الرحمن حسن طالب في إحدى المدارس الحكومية يرى أن اللغة الإنجليزية هي المستقبل حيث أرى من وجهه نظري أنني لن أحتاج لاستخدام العربية في المستقبل في الحياة العملية .

وترى طالبة لغة عربية في جامعة البحرين "إسراء جناحي " أن سبب اختارها لهذا التخصص رغبة و شغف في معرفتها و التعمق فيها، وتضيف قائلة: كنت أحفز أصدقائي و عائلتي بالتحدث باللغه العربية الفصحى التي غيرت في الكثير فكريا و ثقافيا و لا أرى أنها سوف تضيع أو تندثر فهي لغه القرآن الكريم بالفعل، يقل شيوعها في المجتمع ولكنها تبقى بهيبتها و سموها بين اللغات. وتعتقد إسراء أن الإعلام و التكنولوجيا سببان رئيسيان في ضياعها، و هناك نقص في الإعلام بشأن الإلمام بقواعد التحدث باللغة العربية و أتمنى أن تكون اللغة العربية شرطا أو معيارا أساسيا في التقدم في بعض الوظائف .



و دعت سارة حمد طالبة لغه عربية للموازنة بين استخدام الفصحى و العامية، و عدم الخلط بينهما وتكون المفردات بسيطة و يجب حمايتها من التهميش و تطوير طرق التعليم بما يتعلق باللغة العربية و جعلها جذابة أكثر لتساعد الطالب على فهمها .

وكما قال طاهر محمد خريج بكالوريس لغة عربية إن حبه للغة العربية بدأ منذ الطفولة، وبسبب أحد أساتذة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية ولكنني لا أحفز أصدقائي عليها لأن من ينادي بذلك سيكون مدعاة للسخرية، والسبب في ضياعها أننا نحن الضائعون و المبتعدون عنها ويجب أن تحظى باهتمام أكبر في التعليم في جميع المراحل ولا أعتقد أن للتكنولجيا سببا في خفوت نجم اللغة، إلا أن ما يسمى "التحضر " المغلوط وعدم فهمنا للتحضر الصحيح هو سبب ابتعادنا عنها وأنه إذا اندثرت اللغة اليوم فسوف يأتي يوم وتعود من جديد عندما يكتشف العربي أن هويته وخصوصيته و انتماءه و عروبته لن ترتفع الا بارتفاع اللغة العربية.