من الملاحظ أن الاحتفال بالأيام العالمية، الإقليمية وحتى المحلية بات عادة في يومنا هذا، وأحياناً تختلط علينا المفاهيم، هل يتم الاحتفال بها إيماناً منا بأهميتها أو للفت الأنظار إلينا واعتبارها من أدوات «البريستيج» والوجاهة لبعض المزلفين؟

لذا أَتفاءل خيراً، لسماعي من يرون أنفسهم فوق السُلّم الاجتماعي وأنه من المعيب الاحتفال مثلاً بيوم أم أو أب، معلمة أو كتاب، امرأة أو رجل، شجرة أو أرض، علم أو شهيد.. وطبعاً في القائمة المزيد، محدّثين مُخبرين أن هؤلاء جزء منا ويجب الوفاء والتقدير لهم كل أيام السنة ولا ننتظر يوماً كي يذكرنا بقيمتهم في حياتنا، يا لهذا الكلام الرنان الجميل.

فقد مضى شهر مارس ونحن الآن ندق أنصاف شهر أبريل، هذان الشهران بالتحديد جمعا أكثر الأيام حنيناً، شوقاً، فرحاً وإيلاماً وأكثر الأيام إنسانية وكانوا للأسف نسياناً.

لذا فقد تعمدت الصمت واكتفيت بمراقبة الموقف من بعيد ولم يكن الأمر عليّ بالغريب. وبدأ السؤال الذي يجول في خاطري.. «يا ترى ليش هذا التعتيم، وليش ما حد عم يحكي فيه إلا قلة قليلة والتي يعني لها الموضوع من قريب.. أو من تريد أن تظهر للناس أنها ذات مقام إنساني رفيع؟!!».

مارس حضن اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة واليوم العالمي لمتلازمة داون وأبريل ضم اليوم العالمي للتوحد.. للأسف قلّة قليلة هي من ذكرت وعبّرت وإن ذكرت هل غيرت، حركت أو بدّلت؟! فالموضوع أكبر من مجرد تسميات، مهرجانات أو فعاليات رسم وتلوين وإشادة ومدح وتزليف.

أبناؤنا وإخواننا ممن خصّهم الله عز وجل بـ»الإعاقة» مهما تبدل اسمها أو تنوع صنفها، هم ومن يعيلونهم، بحاجة إلى قرارات تحميهم وتؤمن لهم أبسط حقوقهم الإنسانية التي تضمن لهم حياة سعيدة على المدى البعيد.

على بالي أن يتم العمل وتنفيذ المرسوم الملكي الذي أقرّه مليكنا الأب الحكيم، «وذلك بمنح ولي أمر الطفل المعاق متفردين «بالأم» الساعتين الخروج المبكر».

رجاء لا «تنجرحون» من تسميتي المسميات كما هي، فلفظ الاسم صراحة أو بكثير من التلوين والترقيع لن يغير الكثير، فقد سئمنا ممن يعتبرون هذا الملف منفذاً لهم لجلب الأصوات والأنظار والإغراءات فنحن لكم واعون.

لا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا من يعانيها

لا يؤلم الجرح إلا من به ألم

لا تحرق النار إلا رجل واطيها