- الانتهاء من تأليف "مبادئ العمل الإنساني" وتدريسه بالخليج ومصر

- البحرين من أوائل الدول المساعدة لليمن إغاثياً

-الملك وناصر بن حمد يمدون أبناء الشهداء بكل ما يحتاجونه



..

حذيفة إبراهيم

كشف الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د. مصطفى السيد، عن توقيع اتفاقية إنشاء مركز للقلب في اليمن خلال أيام، مؤكداً أن الشعب اليمني بأمس الحاجة لمثل هذا المركز

.وقال خلال معرض "حكايا مسك" الجمعة، ضمن محاضرة، قصص المرابطين، إنه انتهى من تأليف كتاب "مبادئ العمل الإنساني"، والذي سيتم اعتماده كمنهج يدرس في البحرين ودول مجلس التعاون، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية، مبيناً أن الكتاب يدعو ويعلم إلى كيفية حل المشاكل من خلال الحوار والطيبة والمشاعر الإنسانية والعقل، وتغليب لغة الحوار على لغة العنف والقتل.

وفي حديثه عن القصص الإنسانية للخيرية الملكية، أكد أن البحرين كانت أول دولة أدخلت المساعدات الإنسانية في غزة عقب حرب غزة الأولى، وهو ما أصبح محل إشادة جميع الدول ووسائل الإعلام.

وبين أن البحرين أيضاً كانت من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات إغاثية إلى اليمن، حيث أرسلت أول شحنة قوامها ألف طن، وأوصلتها عن طريق الشحن الجوي، وكان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في استقبال هذه المواد الإغاثية ووزعها بنفسه على المحتاجين في اليمن.

وقال السيد "إن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مثال للقائد العسكري المتكامل، حيث ورغم دفاعه عن وطنه ودينه والعروبة، إلا أنه لم ينس بتاتاً الإنسانية والرحمة، وأرسل المساعدات وأشرف على توزيعها بنفسه في المناطق الخطرة، وهناك العديد من الصور التي انتشرت في هذاا الجانب.

وأشار السيد إلى أنه دائماً ما يترأس الشحنات إلى الأماكن الخطرة، مبيناً أن أول رحلة إغاثية إلى اليمن، سافر مع الشحنة التي كانت تبلغ حوالي 40 طناً، وجلس بالإضافة إلى وكيل وزارة الصحة د. وليد المانع، والسفير اليمني في البحرين بين صناديق الشحن، وكان مستمتعاً نظراً لأنه يقوم بعمل إنساني هام.

وقال إن المهمة كانت صعبة، حيث كان لابد من تفريغ الشحنات بشكل سريع وبطريقة بدائية، قبل حلول الظلام، كون الطائرات يتم استهدافها ليلاً، والجميع عمل على تفريغ هذه الشحنات، بالإضافة إلى الأشقاء السعوديين والإماراتيين، في حين كانت تكلفة بقاء الطائرة ليوم آخر في المطار حوالي 50 ألف دولار.

وبيّن السيد أن المؤسسة الخيرية الملكية كانت أول من وصل إلى مدينة عدن بعد تحريرها، ورغم خطورة الموقف إلا أنها حرصت على إيصال المساعدات لتلك المدينة.

وأكد أن الإنسان الذي يقوم بفع الخير يشعر بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها، ورغم أنه يسافر لندن على سبيل المثال في طائرة مريحة، إلا أن سعادته ليست كتلك التي عندما يكونفي طائرة شحن لإيصال المساعدات.

وتابع "نواصل الليل بالنهار، وأتمنى أن يفهم الشباب معنى وروح العمل التطوعي، فهي فرحة لا حدود لها".

وأكد السيد، أن ما يميز سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة هو سرعة قراراته ودعمه الدائم للعمل الخيري، وذكر أنه اتصل به عندما كان في إحدى الدول الفقيرة، حيث كان يتكلف علاج الخص الواحد لإنقاذه من العمى 60 دولاراً وكانت هناك 4 آلاف حالة بحاجة لهذه المساعدة، فأمر سموه مباشرة وبدون أي تردد بالمبلغ كاملاً والذي قارب 250 ألف دولار.

وشدد على أن جلالة الملك المفدى، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، يعاملون أبناء الشهداء وكأنهم أبنائهم، حيث يستقبلونهم دائماً، ويمدونهم بكل ما يحتاجونه، حتى الحب والحنان والعطف.

وقال "نحن نسير في خطوة جديدة لمعرفة كيفية زراعة الفكر السليم في المجتمع العربي والإسلامي، فضلاً عن زراعة الخير، وملئ قلوب الناس بالمحبة والرحمة، وإبعادهم عن العنف والقتل وغيرها من الأمور غير الصحيحة، والتي تسببت بكل هذه المجازر".

وعبر عن شكره للمملكة العربية السعودية على كل مواقفها الإنسانية، وذكر أن د.عبدالله الربيعة أعن مؤخراً في جنيف عن تبرع بقيمة مليار دولار لدعم الأشقاء في اليمن دون أي تمييز بين الطوائف والمناطق، كون العمل الإنساني لا يميز بين شخص وآخر.

وحول كتابه عن مبادئ العمل الإنساني، ذكر أن الأمير الحسن بن عبدالله في الأردن، قال له ذات مرة إن من كتب عن الكرامة الإنسانية شخصين، الأول إسرائيلي، وهم بكل تأكيد لم يعيروا أي إنسانية والدليل ما يحدث في فلسطين، أما الثاني فهو شخص أفريقي، وحان الوقت لكتابة عربية حول الكرامة الإنسانية، وهو ما دفعه للكتابة في هذا المجال، مبيناً أن جلالة الملك المفدى وسمو الشيخ ناصر بن حمد بالإضافة إلى شيخ الأزهر وشخصيات أخرى دعمته في كتابه.

وفي سرده لبعض الحكايا أثناء المهمات الإنسانية، قال إنه وعند افتتاحه أحد المخيمات السكنية، وبعد توزيع البيوت التي وصلت إلى 1600 كبينة، جاءت إمرأة طاعنة في السن، وطلبت منزلآً، فسأل المنظمين لماذا لم يعطوها حيث كانت الإجابة بأن الشروط التي وضعتها البحرين لم تكن مطابقة لها كونها لا تمتلك أسرة تزيد عن الستة أفراد، فقال أمرت بإعطاءها وحدة سكنية كون عمرها كبير وقد تجاوز التسعين.

وتابع "بعدما زرتها في وحدتها السكنية وهي عبارة عن كبينة، كانت فرحتها غامرة، وظلت تدعو إلى البحرين وشعبها وملكها ولكل من يساهم في العمل الخيري".

وقال إنه وخلال زيارته لإحدى المستشفيات في اليمن، زار أحد الجرحى الذي بترت ساقاه قبل يوم، وأعطاه وردة، بالإضافة إلى 100 دولار أعطاها لزوجته، فقال له الجريح رغم ألمه، بأن الأموال تعطى للرجال والورود للنساء، فرد عليه السيد "إن النساء لا يمكن إسكاتهم إلا بالأموال، وضحك رغم جروحه".

وتابع "ذهبنا مرة لإحدى الدول التي شهدت فيضانات كبيرة، وعندما علموا بوجود وزير وكان وزير الصحة الأسبق د. صادق الشهابي رحمه الله، ظنوا أنه وزير من دولتهم، وهاجمونا بالفؤوس".