لدى كل شخص منا لحظات يمر فيها بنقصان في وقود الطاقة الإيجابية ويشعر بالإحباط، ونحتاج حينها إلى كم وافر من الأفكار الإيجابية لنقف ولنواصل مشوار السعي الذي خلقنا من أجله، ويسخر لنا الله الصدف التي قد تجمعنا أحياناً بأشخاص يتركون لدينا أثراً إيجابياً عظيماً، ويعيدون ملء خزان وقود الطاقة والإيجابية والتفاؤل لدينا، وأعتقد أن «الشيخة الدكتورة مي العتيبي» التي سأتحدث عنها اليوم هي إحدى هذه الشخصيات الملهمة التي زودتني بطاقة إيجابية.

قابلت الدكتورة مي على هامش الملتقى الخليجي الحادي عشر لممارسي العلاقات العامة، حيث إنها كانت الفائزة بجائزة الإنجار المتميز لدورها الريادي في إبراز الدور الكبير في العملية التعليمية لمملكة البحرين، وأثناء هذا الملتقى الخليجي تم عرض فيلم وثائقي يستعرض إنجازات الدكتورة مي، وفكرها الرائد في استحداث مدرسة وطنية استطاعت بجدارة الفوز بجوائز على المستوى العالمي كان آخرها فوز المدرسة بجائزة زايد العالمية.

كان الحديث مع الشيخة مي وطنياً بامتياز، فلقد كانت تنسب كل نجاحاتها من بعد فضل الله إلى البحرين، وتتمنى أن تقوم ببذل المزيد من الجهد لرفعة اسم مملكة البحرين عالياً، تحدثت بفخر كذلك بأنها على يقين بأن الطاقم الإداري والتعليمي البحريني هو سبب من أسباب نجاح وريادة التعليم الوطني في مملكة البحرين، كما تحدثت عن سعادتها باسترجاع الهوية البحرينية المتمثلة في اللغة العربية في المدارس الخاصة في مملكة البحرين، مؤكدة أنه من خلال المدرسة الوطنية التي تديرها فإنها تولي أهمية بالغة باللغة العربية باعتبارها جزءاً أصيلاً من هويتنا المحلية والعربية.

كما شجعت الشيخة مي الشباب البحرينيين على الاجتهاد والإخلاص في العمل، مؤكدة أنه يجب أن يكون هدفنا الأسمى هو خدمة البحرين، فمتى ما كان هدفنا الأسمى هو رفع اسم وطننا عالياً فإن عطاءنا سيكون مختلفاً.

حرص على حضور حفل التكريم راعي الحفل سعادة المستشار نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، الذي حصل على لقب شخصية العام الإعلامية في منتدى دبي الذي يعد أكبر منتدى للإعلام العربي، كما حضر حفل التكريم سعادة السيد عيسى عبدالرحمن مستشار شؤون الإعلام بديوان صاحب السمو الملكي ولي العهد، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مدير عام مكتب سمو النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والذي سمعته يهمس لوالدته الدكتورة مي قائلاً «يمة أنا جداً فخور فيج وأحبج ورغم كل الانشغالات إلا أني حرصت أكون موجود اليوم»..

تركت لدي هذه الجملة أثراً إنسانياً جميلاً يلخص علاقة الأم بابنها، فمهما تنوعت الأدوار التي لعبتها الشيخة مي، ومهما تنوعت الجهود التي يقوم بها الشيخ سلمان بن خليفة إلا أن علاقة الابن بأمه تظل من أرقى العلاقات وأبرزها، وأوفاها.

ولعل هذه الجملة كانت الوقود الذي أنشده، فمهما تنوعت أدوار المرأة في المجتمع، فإن دور «التربية» يكون هو محورها الأساسي في الحياة، فعندما تخرج المرأة للعمل، وتبدأ الانخراط في دائرة العطاء الوطني، فإنها يجب أن تحرص كل الحرص على أن تربي أبناءها على حب هذا الوطن، وعلى العمل بإخلاص من أجل دعم مسيرة التقدم في الوطن، وهذا هو الحصاد الذي تنشده كل أم، فهنيئاً لك بالفوز بالجائزة، وهنيئاً لكِ حصادك..