وصلنا لمرحلة لا بد فيها للعالم أن يتحرك لإنهاء حكم أبشع ديكتاتور عرفته البشرية في الألفية الحديثة، هذا المجرم الذي يمارس القتل الصريح في شعبه، ويستخدم أشنع الأسلحة وأكثرها تحريماً دولياً، وهجر الملايين منهم، وأباد مئات الآلاف، وحول بلاده لساحة خلفية يلعب فيها النظام الإيراني كيفما يشاء.

بشار الأسد لا بد وأن يزال، ولا بد من أن يحاكم محاكمة مجرمي الحرب، ولا بد وأن يقتص منه بحق ملايين الأبرياء الذين سفكت دماؤهم، وهربوا من ديارهم، وتلقفتهم دول العالم لتعاملهم كلاجئين، كانوا ذات يوم آمنين في أوطانهم.

العالم بأسره متضرر مما قام به هذا المجرم، ومما يحظى به من دعم إيراني، يسنده بقواته وجلاوزته لقتل الشعب العربي البريء، وهو ما يسعى له النظام الصفوي المحارب لكل شيء عربي، وإن هادن أطرافاً فإنها هدنة وقتية، يستخدم فيها خائنو العروبة للقيام بأعماله الإجرامية، وليسخرهم كعبيد له، مثلما يفعل اليوم مع خائن العروبة بشار الأسد، والذي لأجل كرسيه مارس أبشع أنواع الديكتاتورية والقتل بحق شعبه.

أن تصل المسألة لتكرار استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة لإبادة شعب، ولقتل عوائل من بينها أطفال رضع ونساء و«عواجيز» لأجل رجل واحد، لا بد هنا للعالم أن يتحرك، وهنا لا يجب أن يتحدث لا بشار ولا أزلامه ولا من يدعمه عن مسألة «سيادة» أو «أمور داخلية»، بحيث يتم وقف يد المجتمع الدولي عن التدخل. هذه ليست عملية داخلية حينما تصل لمرحلة التصفية الجسدية، وحينما تصل المسألة لإزهاق الأرواح، هذه سياسة إجرامية بحق شعب أعزل، من قبل رجل كل صنوف الطغيان والديكتاتورية والاستبداد مجتمعة فيه، وهو من أباح للأجنبي دخول بلاده، وقتل شعبه، وإلا ماذا تفعل فصائل «حزب الله» الذراع العسكري لإيران في سوريا، وماذا تفعل قوات الحرس الثوري، وغيرها؟!

الضربة العسكرية التي نفذها الأمريكيون والفرنسيون والبريطانيون، وهم دول يمثلون العالم الديمقراطي المتحضر، والذي يعرف تماماً بأن الديمقراطية لها حدود ولها ضوابط، وحينما تصل الأمور لارتكاب المجازر، فإنهم كقوى عالمية تنادي في شعاراتها بحفظ حقوق البشر، لا بد وأن يتحركوا بحكم مسؤولياتهم الدولية، خاصة مع وجود قواعد عسكرية وقوات لهم في المنطقة.

وهناك نقطة هامة جداً، هي من حق أي دولة، إذ ما ارتكبه بشار بحق الشعب السوري الأعزل، من قتل وتهجير، تبعيته وتداعياته أصابت عديداً من الدول، بحيث باتت تتلقى اللاجئين والهاربين من هذا الجحيم، وباتت تحتضنهم بحسب قدراتهم، وتوفر لهم الملاجئ والرعاية الصحية والأمن الغذائي، ما يعني صرف المليارات للتعامل مع هذه الأزمة.

ومع ذلك، فإن من يزور الدول الأوروبية والقريبة من سوريا سيرى حجم المعاناة التي يعيشها السوريون الهاربون من هذه المجازر والمقابر الجماعية وعمليات القتل بالمواد المحرمة، سيدرك كم أن هذا الشعب انتهكت حقوقه، وأبسطها الأمن، كم أن هؤلاء يعيشون مأساة حقيقية لا يجب السكوت عنها.

في لندن وغيرها من عواصم أوروبية، ترى على وسائل النقل، وفي محطات مترو الأنفاق مئات الإعلانات التي تدعو الناس للتبرع للاجئين السوريين، وتضع صور أطفال تقطع القلوب وتدمي العيون، ألهذا المستوى وصل الحال بشعب عربي عزيز النفس؟!

لا بد لهذا الخائن لعروبته من رادع قوي، لا بد من تحرك دولي يكون أكبر من تحركات القوى العظمى، لا بد من تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تدخلاً عسكرياً يطيح بهذا الديكتاتور، ويفرض على إيران سحب مجرميها من سوريا، وأن يعيد سوريا لأهلها السوريين.

لأجل رجل مجرم طاغٍ يموت الملايين، ويضربون بالمواد الكيماوية!

لا والله، لا بد لبشار أن يزول، وأن تطهر سوريا العربية من السرطان الصفوي الخبيث. وصلنا لمرحلة لا يجب فيها العودة، وليت الصواريخ التي أطلقت أزالت هذا المجرم من على وجه الأرض.

أعان الله إخواننا السوريين، وبإذنه سيكتب لهم النصر والعودة لأرضهم ليعمروها من جديد، وليطهروها من دنس هذا الجزار ومن يعينه.

ربي اسحق هذا المجرم، واجعله عبرة لمن لا يعتبر.