يوسف ألبي

لا خلاف ولا جدال أن نادي ليفربول الإنجليزي واحد من أشهر وأعرق الأندية في أوروبا والعالم، كيف لا وأن الليفر رغم غيابه عن التتويج بلقب البريميرليغ منذ حوالي 28 عاماً إلا أن الريدز يحتل في المركز الثاني خلف مانشستر يونايتد بفارق لقبين فقط، كما يعتبر الليفر أكثر فريق إنجليزي تحقيقاً للبطولات الأوروبية برصيد إحدى عشرة بطولة وغيرها من الإنجازات والأرقام الخالدة، فالتاريخ يحكي عن قصة هذا النادي الناجح بكل المقاييس، والذي دون اسمه بأحرف من ذهب في عالم كرة القدم.

ففي هذا الموسم ضمن ليفربول بشكل كبير تواجده ضمن "التوب 4" في الدوري الإنجليزي، أما في دوري أبطال أوروبا فقد تأهل ليفربول للدور نصف النهائي لأول مرة منذ حوالي تسع سنوات وبالتحديد منذ عام 2008، ليستعيد بشكل كبير بريقه الأوروبي المفقود لفترة قاربت العقد من الزمن، فقد تمكن الفريق بقيادة مدربه الألماني المحنك يورغن كلوب من الظهور بمستوى رائع وملفت في البطولة، ما جعل الجميع يكيل بالمديح على ما يقدمه الريدز في كأس ذات الأذنين، وهناك أسباب ومؤشرات قوية ترجح الفريق للتتويج بلقب الأبطال هذا الموسم، ومن الممكن أن نستخلصها في أربعة أمور رئيسة:



1- شخصية ليفربول الكبيرة في أوروبا وبالتحديد في دوري الأبطال، بالإضافة لأرقامه المتميزة حين يتأهل للأدوار المتقدمة في البطولات الأوروبية والتي من الممكن أن تكون عاملاً إيجابياً للفريق، كما أن الفريق وجماهيره الغفيرة لديهم الرغبة والشغف الكبير في استعادة اللقب الغائب عن خزائنهم منذ ما يقارب الـ13 سنة، وبالتحديد عندما توج بلقب أتاتورك الشهير عام 2005 على حساب ميلان الإيطالي، كل تلك العوامل تساعد الريدز لمسعاه في الظفر باللقب.

2- عقلية وفكر وتكتيك المدير الفني للفريق الأشقر يورغن كلوب وكيفية اختياره للخطة المناسبة في كل مباراة، فالجميع شاهد ما فعله في مانشستر ستي بقياده الفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا، حيث سيطر على الملعب بالطول والعرض وتفوق عليه في كل شيء تكتيكياً وذهنياً وبدنياً، وتغلب عليه ذهاباً وإياباً بمجموع خمسة أهداف مقابل هدف، ويعتمد كلوب في خطته على الضغط العالي على الخصم والقتال من أجل الكرة وعدم اليأس واللعب الجماعي وتناقل الكرة بسرعة بين جميع الخطوط من أجل تسجيل الأهداف وعدم ترك المساحات للخصم، فمن تأهل مع بوروسيا دورتموند الألماني لنهائي الأبطال من الممكن أن يحقق لقبها مع الكبير ليفربول.

3- تألق لاعبي الفريق وبالأخص ثلاثي الرعب وفي مقدمتهم المصري محمد صلاح هداف الريدز في البريميرليغ والأبطال، والذي لم نستبعد إطلاقاً منافسته على لقب الكرة الذهبية لهذا الموسم فهو يستحق ذلك بجدارة واستحقاق، كما يشاهد الجميع ما يقدمه الفرعون المصري من مستويات مبهرة وتحطيمه للكثير من الأرقام رفقة الريدز، والبرازيلي روبرتو فيرمينو الذي يملك نفس عدد أهداف صلاح في الأبطال، والسنغالي ساديو ماني الذي سجل سبعة أهداف، فمتى ما كان هؤلاء الثلاثي في أوج عطائهم من الممكن أن يتوج الليفر بالبطولة.

4- بعد أن أسفرت قرعة نصف نهائي البطولة عن وقوع ليفربول الإنجليزي في مواجهة روما الإيطالي الذي حقق "ريمونتادا الإعجاز" على حساب العملاق برشلونة وأقصاه من البطولة بطريقه سيتذكرها التاريخ لسنوات طويلة، فلا شك أن مواجهة روما أفضل بكثير من مواجهة العملاقين ريال مدريد وبايرن ميونيخ، لذا فإن سقف الطموح لدى الفريق ارتفع بشكل كبير وأصبحت فرصة الفريق قوية في التأهل للنهائي والاقتراب كثيراً من اللقب.