أحمد عطا

بعدما أخرجا برشلونة وشبيه برشلونة (مانشستر سيتي)، سيكون على ليفربول وروما أن يتواجها معاً ليعرفا من يكون فيهما صاحب شرف استمرار مغامرته الشجاعة في دوري الأبطال هذا الموسم.

بعض المتعاطفين مع الفريقين تذمروا من الاضطرار لهذا الصدام متمنيين مشاهدة تلك المواجهة في نهائي البطولة بينما يزمجر العقلانيون اعتراضاً مؤكدين أن مواجهتهما معاً أفضل لهما لضمان أحدهما في النهائي بدلاً من السقوط أمام المتمرسين في السنوات الأخيرة ريال مدريد وبايرن ميونيخ.



والمتعاطفين كثر! فقد أبهر الفريقان المتابعين بما فيه الكفاية هذا الموسم خاصة روما، والذي تصدر مجموعة هي الأقوى في البطولة هذا الموسم بعد أن سحق تشيلسي وأجهز على آمال أتلتيكو مدريد ليمر إلى الدور التالي قبل أن يتجاوز عقبة شاختار دونتسك بصعوبة إلى أن وقع على إحدى أكثر معجزات دوري الأبطال إبهاراً بعدما تمكن من تعويض خسارته برباعية أمام البرسا ليهزمه بثلاثية وبأداء عظيم من كتيبة دي فرانشيسكو الذي كتب شهادة ميلاده كمدرب في هذه المباراة رغم أن اسمه بدأ في الصعود منذ أن صنع أشياءً تستحق الإعجاب رفقة ساسولو.

مدرب آخر سبقه إلى انتزاع الإعجاب هو يورجن كلوب رفقة بروسيا دورتموند، واليوم ها هو يكررها مع ليفربول الذي يمتلك على الورق فريقاً عادياً جداً لكنه فريق يمتلك قلباً شجاعاً مغامراً لا يخشى سوى نفسه عندما يتراجع مستواه، أما في عنفوانه فبطل البريميرليغ المكتسح للجميع لم يكن قادراً على إيقافه بل وسقط أمامه ذهاباً إياباً ليوطد كلوب عقدته لبيب غوارديولا.

روما وصلاح تبادلا الغزل عقب الإعلان عن القرعة ويبدو وأنها ستكون عودة شاعرية للنجم المصري إلى ملعب الأوليمبيكو الذي هتف باسمه طيلة موسمين بينما سيحاول إدين دجيكو الانتقام لفريقه السابق السيتي وتقديم نفس الأداء المذهل الذي قدمه أمام برشلونة.

صلاح كان قد لعب مع روما 83 مباراة سجل فيهم 34 هدفاً وهو رقم يقل عما سجله هذا الموسم مع ليفربول مع ملاحظة أن روما كان بداية تطوير وتطويع لعب صلاح من مجرد جناح سريع إلى لاعب عينه أكثر على المرمى قبل أن يضع يورجن كلوب بصمته الواضحة جداً على أداء الدولي المصري ويحوله إلى نجم لا يشق له غبار أمام المرمى بالإضافة إلى إخراج الكثير من المهارات الفردية التي لم تكن بتلك الجودة في المساحات الضيقة لدى صلاح.

وعلى سيرة كلوب فإن فريقه يعيش حالة فنية رائعة هذه الأيام بعد أن تخلص إلى حدٍ كبير من الهشاشة الدفاعية التي كان عليها في النصف الأول من الموسم، فها هو قد بات ثاني أكثر الفرق في البريميرليغ خروجًا بشباك نظيفة بـ15 مباراة كما أنه منذ وصول فان دايك إلى الفريق، خرج الريدز بشباك نظيفة في 8 من أصل 12 مباراة خاضها المدافع الهولندي مع الفريق في البريميرليغ.

أما دي فرانشيسكو فرغم أن فريقه لا يتمتع بنفس تلك الحالة في الدوري، إلا أن معجزة برشلونة ستكون هي وقود الفريق الرئيسي للاستمرار في مغامرته، فلا أحد يقوم بمثل هذه المباراة ثم يرمي المنشفة بسهولة خاصة إن كانت أمام فريق لا يزيد في المستوى عنه بل إن الذئاب تتفوق في بعض أركان الملعب خاصة في عمق خط الوسط.

الفريقان بشكل عام تجربتان واعدتان لم يتم قطف ثمارهما بعد من قبل مدربيهما، والوصول للنهائي سيكون بداية قطف تلك الثمار حتى قبل أن تنضج فهي لم تكن غير متوقعة أبداً بهذه الطريقة، فلايزال في المشروع الكثير إن استمر بنفس ما هو مرسوم له، لكن سيكون طعم الثمار غير الناضجة في غاية اللذة هذه المرة.