الرسالة التي أرسلتها قمة الظهران ومعها مناورات «درع الخليج المشترك 1»العسكرية لإيران هي أن الثلاثين عاماً التي تمددتِ فيها دون رادع قد انتهت، وأن كلفة سياستك الاستعمارية أصبحت عالية الثمن ولم تعد صفراً كما كانت، وأن استعداداً عسكرياً يتزامن مع التحرك الدبلوماسي لمواجهة هذه التدخلات هو ما أضفته المملكة العربية السعودية بحزمها في العاصفة وبجيشها الذي يعمل على عقد التحالفات الأمنية المشتركة وبرئاستها للقمة العربية الآن.

الرسالة أكدت أن الوضع السابق الذي كانت تكتفي فيه الدول العربية بالشكوى لمجلس الأمن من التدخلات الإيرانية وبالاكتفاء داخلياً بصد المحاولات المستمرة مع مراعاة الاعتبارات الحقوقية ذلك زمن انتهى، وأنه لأول مرة ومنذ ثلاث سنوات فقط تتصدى الدول العربية عسكرياً إلى جانب التحرك الدبلوماسي والسياسي بل والاقتصادي، مما يجعل التحرك الإيراني تحركاً مكلفاً ومهدداً لأمنها واستقرارها المتضعضع إن هي حاولت فقط أن تتحرك ضدنا.

كانت إيران على مدى ثلاثين عاماً تسلح وتدرب وتمول فصائل إرهابية عربية كي تقوض الأمن وتطيح بالأنظمة العربية، وهي في أعلى درجات الراحة إذ لم تجد طوال هذه الفترة بالمقابل رد فعل غير شكوى في مجلس الأمن تودعها الدول العربية دون أن تجد أذناً صاغية، فلا تعير إيران لها اهتماماً وتستمر في نهجها العدواني حتى انتهى بها الأمر إلى احتلال أربع عواصم عربية لها فيها الكلمة النافذة الآن والخامسة قطر التي أصبحت إيران بالنسبة لها (شريفة) وتستعين بحرسها الثوري للأغراض الأمنية.

ولم تكن لتحصل على هذه المكاسب طوعاً لولا قوة السلاح الذي منحته لخدمها الخونة في الدول العربية، خادم الضاحية الجنوبية في لبنان وخادمها الأسد في سوريا وخادمها المالكي في العراق وخادمها الحوثي في اليمن، ولولا هؤلاء الخونة ما وجدت لها موطئ قدم بين الشعوب العربية الأبية، لهذا تم التصدي في البحرين والمملكة العربية السعودية بحزم القانون، ولهذا تصدت المملكة لخادمها الحوثي في الجنوب بعاصفة أوقفت زحفه، ولهذا عقدت هذه المناورة العسكرية في الظهران والتي تعد الأكبر في المنطقة.

الرسالة التي أرسلها المجتمع الدولي أن الاحتلال والتمدد وتسليح فصائل إرهابية وتقسيم الشعوب العربية ضد بعضها البعض وتحريض الشيعة على السنة ومحاولات إسقاط الأنظمة جميعها لم يعد مقبولاً ولا يمكن السماح له. المواجهة ستكون حاسمة في حماية الأمن الوطني داخل كل دولة عربية لها الحق الآن في الدفاع عن استقرارها تجاه هذه التدخلات دون أي اعتبارات واهية.

مجرد العلم الآن بأن المواجهة لم تعد بين دول الخليج وإيران بل هي الآن مع المجتمع الدولي لا مع الدول العربية فحسب متغير طرأ على الخارطة، فالعالم أجمع على أن تدخلات إيران مهددة للأمن الدولي ولسلامة الممرات المائية ولأمن منطقة الخليج الاستراتيجية الدولية، وهذه الرسالة صدرت من قادة الدول المشاركة في القمة ومن القادة العسكريين المشاركين في مناورة درع الخليج المشترك وعددهم 24 قائداً « إذ يمثل التمرين نقطة تحول نوعية على صعيد التقنيات المستخدمة في التمرين، إذ تعد من أحدث النظم العسكرية العالمية، فضلاً عن المشاركة واسعة النطاق للدول المشاركة، إذ تتصدر أربع دول منها التصنيف العالمي ضمن قائمة أقوى عشرة جيوش في العالم» وكالة واس

بل إن الرسالة صدرت من جميع الدول التي زارها محمد بن سلمان، وهذا هو الجديد الذي غير المعادلة إن التسامح مع الخونة غير وارد الآن وإن هناك تحركاً عسكرياً متوازياً مع التحرك الدبلوماسي مدعوماً دولياً لمواجهة الاحتلال الإيراني، فهل وصلت الرسالة؟