* بصرى الشام تعود لواجهة الأحداث من جديد

* اغتيال عضو المصالحة في "الضمير"

دمشق - رامي الخطيب، وكالات



جمدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، مطالبة بالوصول "من دون عقبات" إلى المدينة غداة تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار، في حين صدت قوات الجيش السوري الحر تسللاً من ميليشيات "حزب الله" السوري - وهي قوات رديفة لقوات الأسد أسست تحت رعاية وتدريب "حزب الله" اللبناني ومكون من الطائفة الشيعية السورية - في مدينة بصرى الشام، وقتلت عنصرين وأسرت آخرين في خرق من قوات الرئيس بشار الأسد لاتفاقية خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية. وفي محافظة إدلب، شمال غرب البلاد، استمرت الاشتباكات بيت هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، في محاولة كل طرف إلى إلغاء وجود الطرف الآخر، فيما قامت هيئة تحرير الشام بتصفية القائد العسكري أبو حفص كرناز، وعنصر آخر من جبهة تحرير سوريا في بلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي قبل أن تخرج منها ليزداد الشرخ بين الطرفين.

وفي تطور آخر، انسحب ممثل الجيش الحر عن مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي والذي ذهب لمفاوضة الروس في حاجز الدارة الكبيرة لتثبيت الهدنة وكان انسحابه بسبب قصف قوات الأسد للرستن في حين استمرت الاشتباكات في ريف حماة بين قوات الأسد وفصائل المعارضة لتدخل المنطقة وسط كر وفر دون حسم.

من جهة أخرى، تم اغتيال شاهر جمعة - وهو من المنسقين للمصالحة مع نظام الأسد - في مدينة الضمير بريف دمشق، بينما تمت عملية الاغتيال بواسطة شخص مجهول كان يستقل دراجة نارية واستهدف الدراجة النارية التي كانت تقل حسين شعبان "قوات العبدو"، وشاهر جمعة "جيش الإسلام". وأصيب خلال الاستهداف حسين شعبان، وهو شقيق قائد فصيل مغاوير الصحراء أحمد شعبان، الذي انشق عن الجيش الحر وسلم نفسه لنظام الأسد، ويبدو أن الاغتيال كان يستهدف حسين شعبان. ومن المقرر بدء خروج قوات المعارضة من الضمير الخميس وفق اتفاقية مع الجانب الروسي والوجهة ستكون إلى ريف حلب الشمالي الشرقي الخاضع لحكم قوات درع الفرات المدعومة من تركيا.

من جهة أخرى، جمدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، مطالبة بالوصول "من دون عقبات" إلى المدينة غداة تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار.

وبعد 4 أيام من وصولهم إلى دمشق، لم يبدأ محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم الميداني بعد في دوما، التي تعرضت في السابع من الشهر الحالي لهجوم كيميائي مفترض تسبب بمقتل وإصابة المئات، وفق ما أفاد أطباء ومسعفون واتهمت القوى الغربية دمشق بتنفيذه.

وأعلن مدير المنظمة أحمد أوزمجو في بيان الأربعاء أن نشر المحققين في مدينة دوما يتوقف على السماح "بوصولهم بدون عقبات".

وتعرض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار الثلاثاء خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما تمهيداً لدخول المحققين، وفق ما أعلن مسؤول أممي.

وتوجه الفريق الأمني إلى موقعين ترافقه الشرطة العسكرية الروسية. وقال أوزمجو إن "حشداً كبيراً" من المتظاهرين استقبله في احد المواقع مطالباً إياه بالمغادرة وفي الموقع الثاني "تعرض الفريق لإطلاق نار من أسلحة خفيفة".

ولم يحدد الجهة المسؤولة عن إطلاق النار.

ويؤكد الحادث وفق أوزمجو "مجدداً الأجواء غير المستقرة التي تعمل في ظلها "بعثة التحقيق" والأخطار الأمنية التي تواجهها طواقمنا".

وقال إنه سينظر في انتشار فريق المحققين "فقط بعد الحصول على موافقة" الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة "شرط أن يتمكن فريقنا من الوصول بدون عقبات إلى المواقع".

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أفادت قبل يومين عن أن دمشق عرضت على بعثتها مقابلة "22 شاهد عيان يمكن إحضارهم إلى دمشق" بينما تتم تسوية الوضع الأمني.

وأبلغ مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن خبراء المنظمة لم يبدأوا مهمتهم بعد في انتظار الضوء الأخضر من الفريق الأمني الأممي.

وتنتشر في مدينة دوما منذ مطلع الأسبوع الماضي شرطة روسية، قبل أن تعلن قوات النظام سيطرتها عليها بالكامل السبت إثر إخراج آخر مقاتلي جيش الإسلام منها.

وقال قياديون في الفصيل المعارض انهم وافقوا على الخروج من المدينة بعد "الهجوم الكيميائي" الذي نفذته قوات النظام، فيما نفت موسكو مع حليفتيها موسكو وطهران شن أي هجوم بالسلاح الكيميائي.

وأثار الهجوم المفترض تنديداً غربياً، ووجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات مشتركة فجر السبت ضد مواقع سورية يشتبه بانها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السورية.

وفيما أشادت الدول الثلاث بالضربات، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة من تداعياتها، خصوصاً أن المواقع المستهدفة كانت خالية بعدما أبلغت الدول الغربية روسيا بأمرها.

واتهمت دمشق الدول الغربية بشنها لإعاقة عمل بعثة تقصي الحقائق التي كانت قد دعتها إلى زيارة سوريا متعهدة بتقديم كل التسهيلات اللازمة لها.

ووقعت الضربات قبل ساعات من وصول البعثة التي يبدو مصير مهمتها مجهولاً حتى اللحظة.

وقال أوزمجو الأربعاء "لا نعلم في الوقت الراهن متى يمكن نشر الفريق في دوما".

واتهم سفراء غربيون لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظام السوري بعرقلة عمل البعثة.

وأبدت باريس وواشنطن مخاوفهما من احتمال العبث بالأدلة قبل دخول المحققين إلى دوما.

وقال رائد صالح رئيس منظمة "الخوذ البيضاء"، متطوعو الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، لوكالة فرانس برس "نعمل مع المؤسسات الدولية بشأن الهجوم على دوما".

ويعد عناصر الدفاع المدني أحد أبرز المصادر عن الهجوم الكيميائي المفترض لكونهم أول من وصل إلى الموقع المستهدف في دوما

وأضاف صالح "وفرنا للجنة معلومات عن مكان دفن شهداء الهجوم الكيميائي".

وقال أحد متطوعي الدفاع المدني رافضا كشف اسمه "الأساس هو زيارة اللجنة للموقع لأن كل الادلة موجودة هناك" حيث تم "دفن جميع شهداء الاعتداء الكيميائي والقصف الآخر". وتابع "النظام يقوم بإخفاء جميع الأدلة".

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية.

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وبعد استعادة الغوطة الشرقية بالكامل، يسعى الجيش السوري حالياً إلى ضمان أمن العاصمة دمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء جديدة أو عمليات عسكرية.

واستهدفت قوات النظام خلال الليل بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية جنوب دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري الأربعاء.

وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف جنوب دمشق تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة.