* اجتماع سري بين مدير المخابرات الأمريكية وزعيم كوريا الشمالية في بيونغ يانغ

* 5 أماكن مرشحة لاستضافة القمة التاريخية بين ترامب وكيم جونغ أون

* بنمونجوم المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين مكاناً محتملاً للقاء التاريخي



واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

شهدت التحضيرات لقمة تاريخية بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون تسارعاً مفاجئاً الأربعاء مع تأكيد الرئيس الأمريكي أن مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون خلال زيارة سرية لبيونغ يانغ.

ومن منزله في فلوريدا حيث يمضي يومين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وهو أيضاً طرف رئيس في الملف، اثار الرئيس الأمريكي موجة تفاؤل.

وقال ترامب في تغريدة على "تويتر"، "التقى مايك بومبيو كيم جونغ أون في كوريا الشمالية الأسبوع الماضي. كان اللقاء سلساً جداً وبُنيت علاقة جيدة. يجري العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي سيكون أمراً عظيماً للعالم، وكذلك لكوريا الشمالية".

وواظبت الولايات المتحدة على اشتراط نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لإجراء مفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية.

ويظهر إيفاد مايك بومبيو، احد اقرب مساعدي ترامب والذي سيصبح وزيراً لخارجيته خلال أيام، إلى أي مدى باتت القضية الكورية الشمالية أولوية دبلوماسية بالنسبة إلى إدارة ترامب.

وكان الرئيس الأمريكي أثار مفاجأة كبرى في 8 مارس حين قبل دعوة للقاء كيم جونغ أون نقلتها كوريا الجنوبية.

وتاتي المهمة السرية لبومبيو والتي أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنها تمت خلال عيد الفصح، على وقع انفراج في العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية جاء ثمرة مبادرات دبلوماسية عدة خلال الأشهر الأخيرة.

وفي هذا السياق، أعلنت سيؤول الأربعاء أنها تدرس إمكان توقيع معاهدة سلام مع الشمال. وكانت المعارك في شبه الجزيرة الكورية انتهت في 1953 إثر اتفاق هدنة من دون توقيع اي معاهدة سلام، ما يعني ان الكوريتين لا تزالان تقنيا في حالة حرب.

ولا تزال المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة تضيق بالألغام والتحصينات.

وقد تشكل القمة الثالثة بين الكوريتين منذ نهاية الحرب والمقررة في 27 أبريل فرصة للتطرق ألي إصدار بيان رسمي يطوي صفحة النزاع.

وصرح مسؤول كبير في الرئاسة الكورية الجنوبية للصحافيين "ندرس إمكان استبدال نظام الهدنة في شبه الجزيرة الكورية بنظام سلام".

وقال ترامب الثلاثاء في حضور شينزو آبي "أبارك جهودهما لبحث إنهاء الحرب بينهما. الناس لا يعرفون أن الحرب لم تنته".

وعلق كو كاب-وو الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية أن "قضية معاهدة السلام هي مشكلة بالغة الصعوبة".

وتطالب بيونغ يانغ وسيؤول بالسيادة الكاملة على شبه الجزيرة. وقد يعني توقيع معاهدة أن كلا من الكوريتين باتت تعترف بالأخرى.

وسيطلب الشمال على الأرجح انسحاب الجنود الأمريكيين المنتشرين في شبه الجزيرة. واعلن المستشار الكوري الجنوبي للأمن القومي شيونغ اوي يونغ الأربعاء أن سيؤول وواشنطن تريدان أن تتخلى بيونغ يانغ عن طموحاتها النووية.

كذلك أعلنت سيؤول الأربعاء بعد اجتماع عمل بين الجانبين أن اللحظات الرئيسة في القمة بين الكوريتين، وبينها المصافحة الأولى بين كيم ومون سيبثها التلفزيون مباشرة على الهواء.

لكن أنظار العالم تتجه إلى القمة التي ترتسم ملامحها بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون والتي ستعقد بداية يونيو أو ربما قبل ذلك وفق ما أوضح الرئيس الأمريكي الثلاثاء.

وقال ترامب متحدثاً عن الإعدادات الجارية "إنهم يحترموننا ونحن نحترمهم. حان الوقت لكي نتحدث ونحل المشكلات. هناك فرصة حقيقية لحل مشكلة عالمية. هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة واليابان أو بلد آخر، هذه مشكلة يواجهها العالم".

وتحدث ترامب عن "5 أماكن" يمكن أن تعقد فيها القمة التاريخية من دون معلومات إضافية.

وبدا أن ترامب يشير إلى اتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وهي خطوة كان يتوقعها الدبلوماسيون كخطوة حاسمة للانتقال إلى القمة المرتقبة بينه وبين زعيم كوريا الشمالية.

وفي حديثه عن الكوريتين قال ترامب انهما ستناقشان نهاية رسمية للحرب عندما يجتمع قادة البلدين في وقت لاحق هذا الشهر.

وقال ترامب عن كوريا الجنوبية ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت هناك في فبراير "لقد كانت كوريا الجنوبية سخية للغاية، لكنها بدوننا، وبدوني على وجه الخصوص، أعتقد أنهم لم يكن ليناقشوا أي شيء وأن الألعاب الأولمبية ربما كانت ستفشل".

وكانت كوريا الشمالية قد أرسلت رياضيين ووفد رفيع المستوى لهذا الحدث في تقدم ملحوظ للعلاقة مع كوريا الجنوبية، وهي حليف للولايات المتحدة.

وقال ترامب "لدى الكوريتين مباركة لمناقشة نهاية الحرب، الناس لا يدركون أن الحرب الكورية لم تنته. إنها مستمرة الآن".

وقال مساعدو الرئيس إنه لا يزال يجري التأكد والاختيار للموقع المحدد للاجتماع، لكنهم رفضوا إدراج المواقع المحتملة.

وتشير التكهنات إلى أن المواقع المحتملة واضحة بالفعل وهي تشمل مواقع في آسيا خارج شبه الجزيرة الكورية أو أوروبا أو ربما الولايات المتحدة، لكن لم يتم تحديد الموقع المنتظر على وجه الدقة.

ويُطرح اسم قرية بنمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين مكاناً محتملاً للقاء، وكذلك كوريا الجنوبية أو كوريا الشمالية أو الصين.

وبكين هي الحليف الرئيس لبيونغ يانغ، لكن العلاقات بينهما شهدت فتوراً مع التجارب البالستية والصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية وخصوصاً أن بكين تؤيد عقوبات الأمم المتحدة.

وسيواصل ترامب من جهته مشاوراته مع رئيس الوزراء الياباني في فلوريدا على أن يعقداً مؤتمراً صحافياً مشتركاً مساء الأربعاء.