أكد الأخصائي النفسي العصبي د.شريف صبحي، أن مرض طيف التوحد يتطلب مسؤولية مجتمعية مساندة لأولياء الأمور وليس هو دور يناط بولي الأمر وحده ولابد من توعية المجتمع بشكل أكبر بهذه الفئة ومتطلباتها وكيفية التعامل معها.

وأضاف في لقاء مع "بنا"، بمناسبة الشهر العالمي "أبريل" للتوحد، أن طفل التوحد هو كباقي الأطفال بإمكانه أن يكون مبدعاً ومبتكراً وهؤلاء الأطفال كألوان الطيف منها الأبيض ومنها الألوان الأخرى.

وقال صبحي، إن هناك العديد من النظريات التي تفسر سبب حدوث هذا المرض منها العامل الجيني والنظام الغذائي والمتابعة أثناء الحمل وعدم استخدام المكملات الغذائية أثناء الحمل مثل أوميجا 6 والحديد والكالسيوم وغيرها كما أن وجود المواد المؤكسدة والمواد الحافظة بالطعام والأمصال لها دور مهم في الإصابة بالمرض.



وأضاف: " كان الاهتمام العلمي سابقاً منصب تجاه العامل الجيني سواء كان موروثاً من الأبوين أو ناتجاً عن طفرة جينية ولكن أصبح مؤخراً باتجاه الاهتمام بالعوامل البيئية والغذائية الأخرى. فإذا نظرنا إلى أحد الأمراض النفسية الأخرى نجد أن معدل الخصوبة أقل من الطبيعي لدى مرضى الفصام الذهاني نتيجة لصعوبة زواج المريض، ونتيجة لاستخدام بعض الأدوية التي تؤثر على قدرة المريض الإنجابية".

وبالنسبة لأعراض مرض التوحد، أكد شريف أن الأعراض تنقسم لثلاثة أقسام رئيية منها ما يتعلق بالتواصل، والآخر بالكلام واللغة، وثالثاً بالأفعال النمطية لدى مريض التوحد التي يتم ملاحظتها من قبل الوالدين ومن حوله ويتم تشخيص المرض عادة بعد سن الثالثة، لأن الخلل في أحد تلك الأقسام الثلاثة يظهر أوضح بخلل ما يسمى "بالجسم الثفني" وهو الجزء المسؤول عن توافق النصفين الكرويين بالمخ. النصف الأيسر المسؤول عن التواصل والقدرات اللغوية و يظهر عمله بشكل أكثر من عمر الثالثة وبالتالي خلل التوافق بين النصفين في هذا العمر يؤدي لظهور الأعراض.

وفيما يتعلق بالتشخيص المبكر للمرض قبل سن الثالثة، أرجعه لوجود تراجع في إحدى القدرات لدى الطفل التي كانت موجودة لديه مما يعني حدوث خلل ليس فقط يعطل النمو بل و يؤدى إلى تراجع. لا داعى للانتظار وقتها لعمر الثالثة فلابد من البدء بالعلاج.

وعن الحركة الزائدة التي تحدث للمريض، فقد أكد الدكتور شريف أن لها ثلاثة أسباب رئيسة، في مرض طيف التوحد يحدث نقص "بروتين جابا" في المخ مما يمنع الطفل من إيقاف نفسه عن القيام ببعض التصرفات، ويليها خلل بالنشاط الكهربائي للمخ، وآخرها بسبب الاعتلال المشترك مع اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز.

أما عن طبيعة علاج المرض، أوضح شريف أن علاج المرض يتوقف على تقييم مستواه ومرحلته، كما يتوقف على مستوى ذكاء الطفل وقدراته اللغوية، ويتطلب عدة خطوات يقوم بها الطبيب بمساعدة الأهل، وتبدأ بتوعية الأهل، حتى يكونوا على علم بأن التصرفات التي يقوم بها الطفل وبخاصة الحركة الزائدة والتصرفات الخاطئة ليست بإرادته وغيرها من السلوكيات المصاحبة لمرض التوحد.

وأضاف أنه بعد التوعية، يتم عمل تقييم للطفل حتى يحدد الطبيب المعالج مستوى طيف التوحد الذي ينتمي إليه طفل، فهناك مستويات للمرض وأرقام ومنها المستوى العالي، والمتوسط، والمنخفض.. بعدها تتم عملية التقييم بعدة وسائل منها " أدوس" و "جارز" اللذان يقيسان مستوى أعراض التوحد، ومقياس " كونورز" الذى يقيس فرط الحركة لدى الطفل وعمل بعض الفحوصات اللازمة حسب احتياج كل حالة مثل تخطيط المخ وأشعة الرنين المغناطيسي للمخ والتحاليل اللازمة.

وتابع: "لابد من عمل تخطيط للمخ للتأكد من وجود الشحنات الكهربائية فـ 90% من أطفال التوحد قد يتغير تخطيط المخ نتيجة التغير في الشحنات الكهربائية، و30% لديهم نوبات صرعية" وعلينا أن نفرق بين مرض الصرع الذى يظهر في صورة نوبات صرعية تشنجية أو غير تشنجية و بين وجود شحنات كهربية بالمخ بدون مرض الصرع ولكنها تؤثر على السلوك العام للطفل.

وعن خطوات علاج المرض، فبعد التقييم يتم عمل الفحص العضوي والعصبي الكامل للطفل ويتم الالتفات لأمر مهم وهو تاريخ نمو الطفل منذ الولادة وإذا صاحبته مشاكل كتأخر المشي والجلوس، ومشاكل في الجهاز الحسي للطفل والسمع والإبصار.