* "حماس" تعلن اغتيال عالم الطاقة وعضو الحركة فادي البطش في كوالالمبور

* البطش خبير صناعة الطائرات دون طيار في "حماس"

غزة - عزالدين أبوعيشة، وكالات



لم يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال العلماء الفلسطينيين، أو أولئك الذين ساعدوا الفلسطينيين في تطوير قدراتهم العسكرية، أو ساهموا في إمدادهم بمعلومات مهمة حول الخطط الحربية، وتطوير أنظمة الأسلحة. العالم الفلسطيني فادي البطش "35 عاماً"، هو أحدث ضحايا الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمّ اغتياله بعد انتهاء صلاة فجر السبت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بعدما انتهى من أداء الصلاة وعزمه المغادرة لمنزله، حيث أطلق مجهولون النار عليه، فأصابوه بنحو 20 طلقة نارية، بحسب الشرطة الماليزية.

ويعد البطش آخر العلماء الفلسطينيين المغتالين في الغربة، ليلحق بركب العلماء الذين اغتيلوا على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، خلفاً لأكثر من 15 عالماً من جنسيات عربية مختلفة، وكان آخرهم التونسي محمد الزواري، الذي ساهم في صناعة طائرات الاستطلاع بدون طيار، التابعة لحركة حماس في غزة.

ولد فادي البطش في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، شمال قطاع غزة، وهو متزوج ولديه 3 أطفال، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية بغزة أواخر عام 2009، وعمل بعدها في سلطة الطاقة الفلسطينية.

سافر البطش إلى ماليزيا وأقام فيها هو وأسرته قبل 10 سنوات، وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، من جامعة ملايا بماليزيا عام 2015، وحمل بحثه عنوان "رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى".

وعمل البطش أستاذاً جامعياً في الهندسة الكهربائية، تخصص إلكترونيات القوى، في جامعة كوالالمبور، وخلال عمله الأكاديمي، نشر 18 بحثاً محكماً في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية.

وحصل البطش على العديد من الجوائز العلمية، ومنها منحه "خزانة" الماليزية، والتي تعد الأرفع من ناحية الجودة، ليكون بذلك أول عربي يتوّج بها.

وفي أوّل تعليق بعد اغتيال البطش، نعت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين المهندس، واتهمت الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية اغتياله، وطالبوا السلطات الماليزية بفتح تحقيق عاجل في الجريمة لكشف المتورطين فيها قبل هروبهم.

وفي ذات السياق، أعلن نائب رئيس الوزراء الماليزي، أنّ منفذي اغتيال البطش، من القوقاز وعلى صلة باستخبارات أجنبية، مضيفاً أنّ بلاده ستطلب من الشرطة الدولية تعقبهم.

من جانبها، أعلنت حركة حماس السبت اغتيال أحد ناشطيها، وهو عالم في مجال الطاقة، في كوالالمبور، بينما اتهمت عائلته جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد بقتله.

وكتبت الحركة التي تتولى السلطة في قطاع غزة في بيان أن "المهندس فادي البطش اغتالته يد الغدر فجر السبت في كوالالمبور وهو في طريقه لصلاة الفجر في المسجد".

وتابعت الحركة أن البطش "تميز بتفوقه وإبداعه العلمي وله في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة".

في المقابل، اتهمت أسرته في قطاع غزة في بيان "جهاز الموساد بالوقوف وراء اغتيال" البطش "35 عاماً" وطالبت "السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار".

كما طالبت أسرة البطش السلطات الماليزية بتسهيل عملية إعادة جثمانه إلى جباليا في قطاع غزة لمواراته.

وفي كوالالمبور، أعلنت وكالة الأنباء الماليزية نقلاً عن الشرطة مقتل فلسطيني في وقت مبكر السبت قالت إنه أستاذ جامعي، برصاص رجلين كانا على متن دراجة نارية.

وأوضح رئيس شرطة العاصمة داتوك سيري مازلان لازم أن "أحد المشتبه بهما أطلق 10 رصاصات أصابت 4 منها رأس وجسم الأستاذ الذي قتل على الفور"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.

وأضاف أن الأستاذ كان إمام مسجد يقع بالقرب من مقر سكنه وأنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد.

وأظهرت صور لكاميرات المراقبة أن المهاجمين انتظرا نحو 20 دقيقة قبل أن يخرج البطش من منزله. وقال قائد الشرطة الماليزية إن البطش "كان مستهدفاً" مشدداً على أن الشرطة ستعمل على تحديد هوية المشتبه بهم.

وقال ممثل الحركة في كوالالمبور أنور الآغا إن فادي البطش بروفيسور في الطاقة الكهربائية يعيش في ماليزيا منذ 10 سنوات.

وقالت السفارة الفلسطينية في ماليزيا، إنها على تواصل مع الجهات الماليزية الرسمية لكشف ملابسات مقتل البطش.

وأضافت السفارة في بيان أصدرته السبت ونشرته وكالة الأنباء الفلسطينية أنها "تعمل على متابعة إجراءات نقله إلى الوطن ليوارى الثرى هناك، بناء على طلب ذويه، وأيضاً نقل أفراد أسرته إلى الوطن".

وبحسب بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناقلت خبر اغتيال البطش، فإنّه يعد عضواً في حركة حماس، وساهم بناءً على خبرته العلمية والعملية، في تطوير الطائرات دون طيار الخاصة بحركة "حماس"، وهو خبير صناعة الطائرات بدون طيار.

ويأتي اغتيال البطش بعد 16 شهراً من اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، الذي أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة "حماس"- رسمياً أنه كان يتعاون معها في تطوير طائرات دون طيار أيضاً، وقد أكدت مصادر تونسية وأخرى في كتائب القسام أن إسرائيل هي من تقف خلف عملية الاغتيال.

وأشار مراسل الإذاعة العبرية للشؤون الفلسطينية إلى ارتباط حادثة اغتيال البطش باغتيال مهندس الطيران تونسي الأصل محمد الزواري، الذي عمل لصالح حركة "حماس" في تطوير الطائرات بدون طيار.

وإن صدقت الأنباء حول أنّ للبطش دوراً في تصنيع طائرات "حماس" الاستطلاعية، فإن ذلك يؤشر بشكل واضح إلى أن إسرائيل تعمل على تصفية كل من شارك في ملف طائرات حماس، سواء من ساهم أو صنّع أو خطط، فكان أولهم اغتيال الزواري، وليس آخرهم البطش.

ووُجهت في الماضي اتهامات لإسرائيل، باغتيال نشطاء وعلماء في الحركة في الخارج.

وفي نوفمبر الماضي، اتهمت حماس جواسيس إسرائيليين استخدموا جوازات سفر بوسنية لدخول تونس واغتيال احد خبرائها في مجال الطائرات المسيّرة وهو المهندس محمد الزواري.