أحمد عطا

في مواجهة كلاسيكية من مواجهات دوري الأبطال، يستضيف بايرن ميونيخ غريمه ريال مدريد في نصف نهائي أهم بطولات الأندية على وجه الأرض وهي المواجهة الرابعة بين الفريقين العتيدين في البطولة في هذا العقد.. انتهت الأولى بانتصار بايرن ميونيخ بركلات الترجيح في عام 2012 وانتهت الثانية والثالثة بانتصارين لريال مدريد في نسختي 2014 و2017.

ويسعى ريال مدريد لتحقيق إنجاز غير مسبوق جديد، فبعدما صنعه في الموسم الماضي بالحفاظ على اللقب لأول مرة في تاريخ دوري الأبطال بشكله الجديد، يريد الميرينجي تعزيز هذا الإنجاز وتحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي في سابقة لم تحدث منذ بايرن وأياكس السبعينات.



زيدان سيجلس مع لاعبيه ويشرح لهم نقاط القوة التي عليهم التركيز عليها ونقاط الضعف التي عليهم إصلاحها قدر الإمكان ونحن هنا في إكسترا سبورت نستعرض معكم ما نراه من تلك النقاط الخاصة بريال مدريد.

***

نقاط القوة:

1- لغة السيطرة: يتمتع ريال مدريد بقدرة كبيرة جداً على السيطرة على المباريات ونسقها باستثناءات بسيطة جداً، وتجلى ذلك حتى في مبارياته هذا الموسم أمام برشلونة ملك الاستحواذ.. في كأس السوبر كان ريال مدريد قادراً على مجاراة نسق البرسا والتفوق عليه في أوقاتٍ كثيرة، ورغم سقوطه المدوي في كلاسيكو الليغا إلا أن الفريق فرض النسق الذي يريده طوال أحداث الشوط الأول الذي كان جديراً بأن يخرج منه متقدماً.. لكن لماذا خسر هذا الكلاسيكو؟ هذا سنتحدث عنه في نقاط الضعف.

2- كريستيانو رونالدو: الحالة المرعبة التي عليها كريستيانو رونالدو في الوقت الحالي لا تُخطئها العين.. فمنذ انطلاق عام 2018 والنجم البرتغالي يبدو في أفضل شكل ممكن له في آخر عامين.. يُمطر منافسيه بالأهداف بكل الطرق وعاد ليساهم في صناعة اللعب بشكل أكبر من السابق.

لا ننسَ التفوق النفسي لكريستيانو على بايرن ميونيخ فقد سجل في مرمى النادي البافاري الكثير من الأهداف التي تجعل مدافعي الفريق منهزمين نفسياً أمامه.

3- التفوق النفسي: وعلى ذكر الحالة النفسية لكريستيانو فإن ذلك ينسحب على الفريق بأكمله.. من الواضح للعيان أن ريال مدريد يمتلك عامل التفوق النفسي على بايرن ميونيخ وهذا التفوق لم يستمده من مواجهة الموسم الماضي قدر ما يستمده من مواجهة الرباعية النظيفة في أليانز أرينا في 2014.. هي سلاح ذو حدين يستطيع الميرينغي من خلاله استغلاله لصالحه خاصة إن تمكن من التسجيل أولاً.

4- مرونة تكتيكية: بعد إصرار طوال النصف الأول من الموسم من جانب زيدان على ثبات مبالغ فيه في التشكيلة، بات زيزو يلعب بـ4/4/2 دياموند في دوري الأبطال بالاعتماد على رونالدو وبنزيما في الأمام مع وجود ثلاثي الوسط المعروف إضافة إلى إيسكو. بينما في مباريات الليغا تبدو الـ4/4/2 فلات هي الراجحة بوجود لوكاس فاسكيز وأسينسيو في التشكيلة الأساسية. هذا الكم من اللاعبين الذين يخوضون المباريات كأساسيين ساعد زيدان كثيرًا في الشهرين الماضيين تحديداً بعدما أصبحنا نشاهده كثيراً ما يغير من مجريات المباريات بإشراك لاعبين من دكة جاهزة تماماً للحدث. فأمام يوفنتوس مثلاً وبعد تفاقم الأمور تمكن زيدان من السيطرة على الدقائق الـ30 الأخيرة بفضل تلك التبديلات.

نقاط الضعف:

1- نقص الضغط: رغم أن الحال يبدو أفضل في مسألة ضغط ريال مدريد على المنافسين في دوري الأبطال، إلا أنه لايزال ينقصه الكثير ليكون بنفس الشكل الذي كان عليه الريال في الموسم الماضي. تظهر في بعض الأحيان حالة من التكاسل بين لاعبي الفريق ما يمنح المنافسين فرصة للتنفس بل ونقل الهجمة للجانب الآخر من الملعب بشكل أكثر راحة وأكثر قدرة على صناعة الخطورة.

2- دفاع متذبذب: لم يقدم مدافعو ريال مدريد الشكل الأمثل الذي ينبغي أن يكون عليه خط دفاع بحجم فريقهم. الكثير من الأخطاء الفردية والجماعية تصاحب راموس وفاران ومعهم مارسيلو وكارفخال. في الماضي كان يمكن أن تقلق فقط بشأن الأخطاء الجماعية لكن كانت التدخلات الفردية ما تصلح الكثير، لكن هذا لم يعد مضموناً هذا الموسم فصحيح أنهم يتألقون أحياناً، إلا أنه يمكنك أن تتوقع وجود خطأ في أي لحظة من المباراة.

3- التأخر في النتيجة: في هذا الموسم يبدو ريال مدريد أكثر عرضة للانهيار عندما يتأخر في النتيجة.. حدث ذلك في أكثر من مباراة أبرزها مباراة الكلاسيكو التي انفرط فيها عقد الفريق بشكل مفزع لعشاقه عقب الهدف الأول.. وفي مباريات إقصائية كهذه ينبغي أن يحتفظ الفريق برباطة جأش أكثر من ذلك، فالهدف الأول لا يعني نهاية المطاف.

4- مارسيلو: البرازيلي هو أفضل ظهير هجومي في العالم.. هذا لا شك فيه، لكنه لايزال يعاني دفاعياً في بعض الأحيان.. وصحيح أن ريال مدريد أفسد على روبين مثل هذه الميزة من قبل لكنها تكون أحياناً على حساب حجز توني كروس لرأب هذا الصدع، وفي ظل الحالة الدفاعية التي عليها الميرينغي هذا الموسم، فإن هذا الأمر قد يمثل مشكلة لأن الفريق يحتاج لكروس أصلاً في خط الوسط.