وقّعت، الخميس، مملكة البحرين ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) اتفاقية استضافة البحرين لاجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين في المنامة نهاية يونيو ومطلع يوليو القادمين. ومثّلت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار المملكة فيما مثّلت أودري آزولاي المديرة العامة لليونسكو المنظمة أثناء لقاء التوقيع الذي أقيم في المقر الرئيسي لليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس.

وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "يوماً بعد يوم نقترب من استضافة حدث ثقافي عالمي استثنائي، هو اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين"، لافتة أن الجميع يفتخر بفوز البحرين بعضوية لجنة التراث العالمي لأربع سنوات قادمة وبرئاستها للعام الحالي، ومشيرة إلى أن البحرين تبادر باستمرار لحماية مواقع التراث في البلدان العربية، موضحة أن أبرز هذه المبادرات هو استضافة المنامة للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي المعني بصون الإرث الحضاري الثقافي والطبيعي للبلدان العربية كافة.



وأردفت الشيخة مي قائلة: "مع توقيع اتفاقية استضافة اجتماع لجنة التراث العالمي، نحصد ثمرة جهود مستمرة لسنوات في تعزيز مكانة البحرين على خارطة المراكز الثقافية الإقليمية والعالمية، ونشكر كل داعمي حراكنا الثقافي ومنجزاتنا الإنسانية وعلى رأسهم قيادتنا الحكيمة ممثلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى".

وبعد نجاحها في نيل عضوية لجنة التراث العالمي خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، فازت المملكة برئاسة اللجنة التي أقرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لها خلال السنة الحالية. وكانت المملكة قد فازت برئاسة لجنة التراث العالمي عام 2011م، حيث ترأستها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة آنذاك.

ويأتي اجتماع لجنة التراث العالمي بتزامن مع برنامج حافل تعده هيئة الثقافة للاحتفاء بمدينة المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م، حيث تقدم خلاله نشاطاً متنوعاً ما بين عروض عالمية، مواسم ثقافية متجددة، معارض فنية وتشكيلية من حول العالم وغيرها الكثير. وعلى هامش أعمال اجتماع لجنة التراث العالمي، تستضيف البحرين منتديين عالميين هما منتدى الشباب المتخصص في التراث ما بين 17 و 26 يونيو، ومنتدى مدراء مواقع التراث العالمي ما بين 20 و28 يونيو. وسيشكل المنتديان فرصة عالمية لتبادل الخبرات ما بين جميع المتخصصين.

يذكر أن اتفاقية 1972 أخذت موافقة الجمعية العامة من اليونسكو في سنة 1972 وبدأ تطبيقها في سنة 1976م بإدراج مواقع مشهورة عالمياً على قائمة التراث العالمي، وكان هذا بداية مشوار طويل، حيث وافقت كل الدول في العالم وتمّ توقيع هذه الاتفاقية، ويبلغ عدد الدول حالياً 193 دولة وهذا يعني معظم الدول في العالم. وتعتمد الاتفاقية في طبيعتها على لجنة التراث العالمي المتكونة من 21 دولة منتخبة من طرف الجمعية العامة لدول أعضاء الاتفاقية، ومن خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي، سُجل أكثر من 1000 موقع على لائحة التراث في 164 دولة في العالم. وتستشير اللجنة في موافقتها على دخول المواقع لقائمة التراث العالمي ثلاث منظمات دولية غير حكومية أو حكومية دولية: الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN ) وهو هيئة استشارية للجنة لاختيار الخصائص الطبيعية للتراث العالمي، وعلى حالة صون الممتلكات، المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS ) وهي منظمة غير حكومية تقدّم المشورة للجنة التراث العالمي بشأن تقييم الممتلكات الثقافية المقترح إدراجها على قائمة التراث العالمي والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM ) هي منظمة حكومية دولية لتقييم حالة صون التراث الثقافي المسجل ويقدم توصيات لإعادة ترميم محتمل الحدوث.