* اتهامات للمفوضية بعدم استقلاليتها مع اقتراب موعد الانتخابات في 12 مايو المقبل

* الهبابي لـ "الوطن": موظفون بالمفوضية تابعون لكتل سياسية مشاركة في الاقتراع

* الحلفي لـ "الوطن": صراع بين الأحزاب حول نظام العد والفرز الإلكتروني واليدوي



* عضو المفوضية الرديني لـ "الوطن": التصويت بالأقمار الصناعية لأول مرة في العراق

بغداد – وسام سعد

تصاعدت اتهامات الأحزاب والكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في 12 مايو المقبل إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حيث وصفتها بعض الأحزاب بأنها غير مستقلة بسبب وجود عدد من موظفي المفوضية تابعين لأحزاب سياسية ويسعون إلى تنفيذ عمليات التزوير داخل الأجهزة الإلكترونية المخصصة للعد والفرز، فيما شككت كتل سياسية أخرى في النظام الإلكتروني الذي اعتمدته المفوضية في إجراء الانتخابات مؤكدة احتواءه على بعض الثغرات التقنية التي من الممكن أن تزيد من فرص التزوير في هذه الانتخابات.

نائب رئيس الجمهورية وزعيم ائتلاف الوطنية الدكتور إياد علاوي قال إن اعتماد نظام الأقمار الصناعية بالتصويت على الانتخابات المقبلة، أمر مشكوك فيه لأن من المعروف أن هذه الأقمار تدار من قبل دول خارجية ولا يمكن التحكم بها من العراق، كما إن إمكانية اختراقها والتلاعب بنتائجها من قبل جهات خارجية كبيرة جداً.

وأضاف علاوي في تصريحات صحافية أن جهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ليست على المستوى المطلوب، لأنه ليس لديهم أي وضوح أو شفافية في عملهم، كما أن الأحزاب السياسية تسيطر بشكل كبير على المفوضية، لذلك ستشهد الانتخابات المقبلة عمليات تزوير وشراء للأصوات بنسبة كبيرة.

فيما برر ائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي تحذيرات الأخير بشأن تزوير الانتخابات واتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع ذلك بأنه يريد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، مؤكداً عدم توفر معطيات تؤشر لوجود عمليات تزوير.

وقال المتحدث باسم الائتلاف حسين العادلي في تصريح صحافي، إنه بحسب المعطيات المتوفرة لدينا، لا توجد مؤشرات بشأن تزوير الانتخابات، مشيراً إلى أن العبادي حريص على أن يكون حازماً بالتعاطي مع مجريات العملية الانتخابية لأن مسؤولياته توجب عليه ضمان انتخابات نزيهة.

في السياق ذاته أكدت المرشحة عن تحالف الفتح نهلة الهبابي في تصريح خاص لـ "الوطن" أن نتائج الانتخابات ستتعرض إلى التغيير والتلاعب من قبل عدد من موظفي المفوضية التابعين لعدد من الكتل السياسية المشاركة في السباق الانتخابي"، مبينة أن "عمل المفوضية سيتعرض إلى التأثير الحزبي ولن تكون مستقلة بوجود موظفي الأحزاب داخل مراكز الاقتراع، وستتم عمليات تزوير عبر التلاعب بأجهزة العد والفرز الإلكترونية".

أما القيادي في تحالف "سائرون" الانتخابي المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جاسم الحلفي فقد بين لـ "الوطن" أن "هناك صراع الآن بين الأحزاب حول نظام العد والفرز الإلكتروني واليدوي فهناك قوى لا تريد العد الإلكتروني لأن في العد اليدوي تجد ضالتها بالتزوير لأن إعلان النتائج يتم بعد شهر من إجراء الانتخابات ويتم خلال هذه الفترة التلاعب بالاستمارات وصناديق الاقتراع وغيرها".

وأضاف الحلفي أن "الثغرات الموجودة في التصويت الإلكتروني تمت معالجة عدد غير قليل منها، وأن نظام العد والفرز الإلكتروني سوف يختصر عمليات تزوير كثيرة يمكن أن تحصل لأن وفق هذا النظام يتم إعلان النتائج بعد 24 ساعة من موعد إجراء الانتخابات".

وبالمقابل نفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الاتهامات التي وجهت إليها من قبل الأحزاب السياسية وقال عضو مجلس المفوضية حازم الرديني في تصريحات خاصة لـ "الوطن" أن "مفوضية الانتخابات تنفي وجود أي موظف ينتمي إلى أي حزب سياسي وعلى الأحزاب السياسية أن تقدم أدلة واضحة على هذا الكلام وفي حال ثبوت ذلك فإن المفوضية مستعدة لإجراء اللازم لأن قانون المفوضية ينص على أن يكون أعضاء المفوضية مستقلين".

وأضاف الرديني أن "العمل بنظام التصويت بالأقمار الصناعية يعمل به لأول في العراق وان لدى الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات مخاوف من العمل بهذا النظام ونحن كمفوضية نؤكد أن العمل بهذا النظام سيكون محمي جداً لان البرامج التي تنقل النتائج وفق هذا النظام ستكون مشفرة وأن فك التشفير يحتاج إلى 200 ساعة على الأقل لفك التشفير بالإضافة إلى أن المفوضية ستقوم بنقل النتائج بطرق أخرى مثل الأقراص المدمجة وغيرها".

وأشار الرديني أن "مفوضية الانتخابات فتحت باب اعتماد المراقبين الدوليين والمحليين بالإضافة إلى وكلاء الكيانات السياسية وتم تسجيل أكثر من 100 مراقب دولي حتى الآن، ولا تزال العملية مستمرة من أجل أن تجري العملية الانتخابية بكل نزاهة وشفافية".

هذا ويُجري الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش جولة على مراكز مفوضية الانتخابات العراقية للاطلاع على الاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية، وضمان نزاهتها.

وتأتي جولة كوبيتش بعد مطالبات عراقية واسعة بإشراف أممي على الانتخابات حيث يتخوف الساسة العراقيون من التزوير في مناطق واسعة في البلاد.