واصل مهرجان التراث لليوم الثاني على التوالي، تقديم برنامجه الحافل بالأنشطة من موقعه الجديد بجانب قلعة عراد في مدينة المحرّق التي تحتفي باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام، حيث تستدرج نسخته الـ 26 العديد من عناصر الموروث الشعبي البحريني بعنوان "ذاكرة المحرّق".

وكان المهرجان انطلق يوم 25 أبريل الجاري برعاية كريمة وسامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ويستمر حتى 5 مايو 2018. وتوفر هيئة الثقافة أماكن متعددة لركن السيارات هي: مجمّع السيف - المحرّق، مدرسة عراد الإعدادية للبنات ونادي المحرّق.

وإثراء للتجربة الثقافية، فإن مهرجان التراث السنوي الـ 26 يقدّم نشاطه في كل من الخيمة الخاصة بفعاليات العام وفي القرية التراثية المقابلة لقلعة عراد، حيث تضم هذه القرية العديد من الوجهات التي يمكن من خلالها معايشة الإرث الحضاري البحريني. وتقدّم القرية أيضاً ركنين للمأكولات. وسيكون رواد المهرجان على موعد مع تذوق أكلات شعبية في ركن المأكولات الشعبية كخبر الرقاق، الخنفروش، قرص الطابي، الكباب واللقيمات. كما وتضم القرية التراثية سوقاً شعبية تشارك فيها محلات بحرينية تقدم البخور والأقمشة والقهوة وماء اللقاح.



وإضافة إلى ذلك، يقدّم المهرجان في الخيمة عروضا مباشرة للحرف اليدوية التقليدية المرتبطة بالبحر وبشجر النخيل مثل صناعة الكورار، النقدة، الأزياء البحرينية، التدسيس، النسيج، صناعة السيوف، الفخار، الذهب، المسابيح، الطوّاش، السفن (القلافة)، الحبال، القرقور وفلق المحار والنجارة وصناعة الصناديق المبيتة والنقش على الجبس. كما يمكن مشاهدة الحرفيين وهم يصنعون الآلات الموسيقية ويكتبون بأجمل الخطوط العربية ويحيكون أشكالاً مختلفة من ورق سعف النخيل .

ويصاحب مهرجان التراث السادس والعشرين مجموعة من المعارض أولها للفنان إبراهيم خليفة الذي يقدم 100 لوحة بورتريه لشخصيات تركت بصمات مضيئة في تاريخ المحرق وساهمت في النهوض بالمشهد الحضاري للمدينة. وفي ركن آخر من الخيمة بجانب قلعة عراد يستقر معرض "أبواب المحرق" الذي يعرض مجموعة أبواب لبيوت تراثية من المحرق ضمن مقتنيات متحف البحرين الوطني ويضع مساهمات المتفاعلين من المجتمع البحريني مع مبادرة تصوير "أبواب المحرق" التي أطلقتها هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وثالث المعارض الفنية هو للفنانة الشيخة حنان بنت حسن آل خليفة التي تقدم صوراً التقطتها ما بين عامي 1992 و2002، وتوثّق فيها مجموعة من المباني ذات الطابع المعماري الفريد الذي تميزت به مدينة المحرق.

وفي رابع المعارض التي يستضيفها مهرجان التراث سيجد الزوار قطعاً مميزة من مقتنيات متحف البحرين الوطني لأزياء المرأة البحرينية.

وإثراء للتجربة الثقافة التي يقدّمها، يقدم مهرجان التراث السنوي السادس والعشرين عروضاً لأفلام وثائقية ضمن مشروع "التاريخ الشفهي"، وهو مبادرة من هيئة الثقافة تُعنى بإحياء عناصر مميزة من ثقافة البحرين وتراثها الغني حيث سجلت هذه الأفلام شهادات لشخصيات وطنية رائدة ومتخصصة في قطاعات الثقافة والتراث والموسيقى والفنون.

ويستدرج مهرجان التراث أجمل العروض الموسيقية التي تقدمّها فرق: إسماعيل الدواس، دار بن حربان، دار قلالي، فرقة سامي المالود للفنون الشعبية، فرقة محمد بن فراس، دار الرفاع العودة، فرقة جاسم جمشير ودار الرفاع الصغيرة ودار شباب الحد.

ويخصص مهرجان التراث هذا العام ركناً لورش العمل المتنوعة ولأعمار مختلفة حيث سيتعلم الزوار الخط على الفخار، التطريز، إعادة تدوير سعف النخيل، النقدة، النقش على الجبس وغيرها.

وللأطفال نصيب كبير من ورش العمل حيث يقدّم ركنهم ورشاً متنوعة تعلمهم العديد من المهارات الإبداعية كرسم مدينة المحرق بعجينة الورق، أبواب المحرق بالكولاج، أساسيات التصوير، فن طي الورق "أوريغامي" وغيرها الكثير. كما سيقدّم المهرجان يومياً عروضاً للدمى بعنوان "بادقير المحرق ” وحزاوي من التراث.