حملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إلى الرياض مجموعة من الدلالات نحو تحولات كبرى مرتقبة في عموم المنطقة، عمادها تطويق التهديد الإيراني لأمن المنطقة، باعتباره أولوية مقبلة بالنسبة لواشنطن، يعزز ذلك تصريحاته التي بدا جلياً أنها تقود حراكاً دولياً ضد إيران في اليمن وسوريا والعراق. وربما من اللافت أن زيارة بومبيو تزامنت مع هجمات نوعية خليجية في جبهات يمنية عدة، أهمها استهداف قيادات حوثية نوعية لإجبار الجماعة على القبول بانتقال سياسي يعيد الشرعية لليمن، ومن هذا قصف موكب «الصماد»، وتعرض معسكرات حوثية للقصف.

كما أن من الدلالات الهامة التي قدمتها زيارة بومبيو للرياض أن المجتمع الدولي بات يتفهم ضرورة حسم المعركة في اليمن وكسر شوكة الحوثيين، مع ملاحظة أنه قد ولت صيحات «أوقفوا تسليح السعودية»، وصيحات «قتل الأطفال» الكاذبة، وصيحات «المجاعات في اليمن» بسبب التحالف العربي، بل إن الأمر لم يقتصر على التفهم وحده إذ يلوح في الأفق عودة التعاون العسكري الأمريكي مع التحالف بعد سحب المستشارين الأمريكان من مقر قيادة التحالف العربي خلال ولاية أوباما البائسة. وترجح كفة تلك التحليلات في ظل ما يشهده المسرح اليمني من تحولات كبرى مؤخراً، كوقوف بعض أنصار الرئيس اليمني السابق صالح ضد الحوثيين بقيادة العميد طارق صالح، بل وإرشادهم طائرات التحالف من دون طيار لضرب رموز الحوثيين، الأمر الذي كانت تفعله أمريكا أيضاً مع قيادات القاعدة.

الموقف الأمريكي من حرب اليمن إنما هو تحول واحد ضد إيران عبر ضرب الحوثيين، إذ سبق أن صرح ترامب بتسبب إيران في جميع المشكلات والقلاقل في المنطقة، وأنه يدرك أن إيران وأذرعها في المنطقة تدعم الحوثيين. وربما يمكن القول إن من تبعات الزيارة أيضاً وصول بومبيو لفلسطين المحتلة حيث تؤلب إسرائيل واشنطن على إيران بكرة وعشياً. وتحول آخر بعد الحوثيين بات يظهر في سوريا، كالقصف في الشهر الماضي والتشدد في معرفة نتائج التحقيق في قضية الكيماوي، فالكل مقتنع أنه إذا ما أرادت واشنطن قصقصة جناح طهران فعليها ضرب الأسد، كما فعلت في الأسابيع الماضية، أو ضرب الميليشيات الموالية لطهران في سوريا. يضاف إلى ذلك إقدام واشنطن على الخروج من الاتفاق النووي الإيراني 5+1 الشهر القادم، لكونه حجر عثرة أمام تجريد إيران من طموحها النووي العدواني.

* اختلاج النبض:

أطلقت زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط «مهرجان نتف ريش طهران» في المنطقة، وقد بدأ الخليجيون بإنجاز دورهم في المهرجان بالعمليات النوعية في اليمن. فهل تفي الأطراف الدولية الأخرى بالتزاماتها في سوريا؟